أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الاثنين بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية في مجمع الشفاء الطبي في غزة، محذّرة من أن المعارك «تعرّض العاملين في مجال الصحة والمرضى والمدنيين إلى الخطر».
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة «إكس» «نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في مستشفى الشفاء في شمال غزة»، مضيفاً أن «المستشفيات يجب ألا تكون ميدان معارك».
ويتعرض محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة لعمليات قصف وإطلاق نار منذ فجر الإثنين، وفق ما أفاد شهود ومصادر فلسطينية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة عمليته في أكبر مستشفيات القطاع.
وهي المرة الثانية منذ اندلاع الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ينفّذ الجيش عملية في هذا المستشفى، وسبق أن اتهم حماس باستخدام المنشآت الطبية غطاء لعملياتها، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
وأعلن الجيش صباح الإثنين إنه يواصل مع جهاز الأمن (الشاباك) «تنفيذ عمليات دقيقة» في مواجهة مقاتلي حماس بعد أن رصد «خلال الساعات القليلة الماضية إطلاق نار» من عدد من مباني المستشفى، وتحدث عن اشتباكات وعن إيقاع «عدة إصابات».
وقال الجيش في وقت سابق إن عمليته تستند إلى معلومات تُشير إلى استخدام «مسؤولين كبار» من حماس للمستشفى.
ودان المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزّة العمليّة، قائلًا إنّ «اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي بالدبّابات والطائرات المسيّرة والأسلحة، وإطلاق النار في داخله، هو جريمة حرب».
وقال إنّ المستشفى يتعرّض «للقصف»، مشيراً إلى أنّ «عشرات آلاف النازحين» موجودون في أنحاء المجمّع الطبي.
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الاثنين إلى أن مستشفى الشفاء «استأنف في الآؤنة الأخيرة تقديم خدمات صحية بالحد الأدنى».
وحذّر من أن «أي أعمال عدائية أو عسكرة للمنشأة تعرّض للخطر الخدمات الصحية ووصول سيارات الإسعاف وإيصال الإمدادات المنقذة لحياة السكان».
وأضاف «يجب حماية المستشفيات، وقف إطلاق نار!».
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل، أدى الى مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما تعرض نحو 250 شخصاً للخطف خلال الهجوم، وفق إسرائيل التي تؤكد أن 130 منهم ما زالوا رهائن في غزة، ويُعتقد أن 33 منهم لقوا مصرعهم.
وردّاً على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري، ما أدّى إلى مقتل 31726 شخصاً غالبيتهم الكبرى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس.