إسرائيل تهاجم «الشفاء» وبايدن «يبطئ» الإمدادات

تل أبيب تتوقع مفاوضات لأسبوعين في الدوحة وتعرض هدنة بغزة لـ 6 أسابيع مقابل إطلاق 40 رهينة

نشر في 19-03-2024
آخر تحديث 18-03-2024 | 17:51
فلسطينيون يتجهون جنوباً بعد تجدد القتال في وسط غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجهون جنوباً بعد تجدد القتال في وسط غزة (رويترز)
للمرة الثانية منذ بدء عدوانها على غزة، نفّذت إسرائيل عمليّة عسكرية واسعة في مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في القطاع، وطلبت من عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين المتواجدين فيه وفي حي الرمال المغادرة فوراً، باعتبار هذه منطقة قتال خطيرة، في وقت عرضت هدنة 6 أسابيع مقابل تحرير 40 رهينة.

في ظل المعارضة الدولية الشديدة لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتياح مدينة رفح على الحدود المصرية، أعاد الجيش الاسرائيلي القتال إلى وسط قطاع غزة، واقتحم فجر أمس مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع والمكتظ بعشرات آلاف النازحين الفلسطينيين، وأعلنه مع حيي الرمال والنصر منطقة قتال خطيرة، وطلب من المتواجدين فيه إخلاءه فوراً.

وفي عمليته الثانية منذ بدء عدوانه على القطاع، هاجم جيش الاحتلال مباني مجمع الشفاء، معلناً تنفيذه مع جهاز «الشاباك» عمليات دقيقة تستند لمعلومات استخباراتية عن استخدامه من قبل «مسؤولين كبار من حركة حماس لتنفيذ عمليات»، متحدثاً عن اشتباكات مع «حماس».

ونشر الجيش لقطات غير واضحة للعملية مصورة من طائرة مسيرة لجنود يتعرضون لإطلاق نار من عدد من المباني، مؤكداً أن قواته تلقت توجيهات بأهمية عدم المساس بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية والمعدات.

واستهدفت الطائرات الحربية والمدفعية بشكل مكثف محيط المجمع، وداهمت قوات بزي مدنى مبانيه، التي تضم أكثر من 30 ألف نازح وأكثر من 5 آلاف جريح والطواقم الطبية مع تحضيرهم لوجبة السحور فجر يوم الثامن من رمضان.

وأكدت وزارة الصحة بغزة «نشوب حريق على بوابة مجمع الشفاء وحالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين به»، مؤكدة «سقوط عدد من الشهداء والجرحى مع انقطاع الاتصالات مع المحاصرين داخل وحدات الجراحة والطوارئ، وعدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران، واستهداف كل من يقترب من النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية».

إخلاء المدنيين

وفي منشورات ألقيت من طائرة مسيرة على حيي الرمال والنصر، طلب الجيش الإسرائيلي من جميع المدنيين المتواجدين في الحي ومجمع الشفاء الطبي ومحيطه المغادرة فوراً باعتبارها «منطقة قتال خطيرة».

وكتب الناطق بالجيش أفيخاي أدرعي، على «إكس»، «نداء الى كل المتواجدين والنازحين في حي الرمال ومستشفى الشفاء ومحيطه من أجل الحفاظ على أمنكم عليكم اخلاء المنطقة بشكل فوري غرباً، ومن ثم عبر شارع الرشيد (البحر) جنوباً إلى المنطقة الإنسانية في المواصي» على بعد نحو 30 كلم من غزة جنوباً.

وألقى الجيش صباحًا منشورات على المنطقة، التي وصفها بأنها «منطقة قتال خطيرة!!» حث فيها السكان على المغادرة «بشكل فوري».

وتعرضت إسرائيل لانتقادات لاذعة عندما داهمت قواتها المستشفى لأول مرة في 16 نوفمبر الماضي، ودمرت أجزاء من مبانيه وساحاته في هجوم استمر نحو 8 أيام، وأعلنت خلاله اكتشاف نفق تستخدمه «حماس» كمراكز للقيادة والتحكم طوله 55 متراً، والعثور على «ذخيرة وأسلحة ومعدّات».

وبعد مرور 163 يوماً على بدء الحرب، تستمر حصيلة الضحايا في الارتفاع مع مقتل 31645 فلسطينياً، بحسب وزارة الصحة بغزة، وارتفاع عدد قتلى الجيش إلى 250 بعد إعلانه سقوط أحد جنوده في شمال قطاع غزة أمس.

محادثات الدوحة

وفيما أثارت عودة القتال الى وسط غزة تساؤلات حول خطط اجتياح رفح أقصى جنوب القطاع، عقد رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومسؤولون مصريون لقاء في الدوحة، أمس، لبحث الهدنة المحتملة واتفاق تبادل الرهائن مع «حماس».

وقال مسؤول إسرائيلي إن رئيس «الموساد» سيعرض على الوسطاء تأمين هدنة مدتها 6 أسابيع على أن تطلق «حماس» بموجبها سراح 40 رهينة. وقدر المسؤول أن هذه المرحلة من المفاوضات قد تستغرق أسبوعين على الأقل بسبب صعوبات قد يواجهها مفاوضو «حماس» في التواصل مع قيادات الحركة داخل القطاع المحاصر.

وسمح مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي ليل الأحد- الاثنين بمغادرة وفده لقطر ومنحه صلاحيات أوسع نسبياً في المفاوضات مع الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة، لتحقيق تقدم بمحادثات الهدنة وتبادل المحتجزين الإسرائيليين مع الأسرى الفلسطينيين.

وكانت «حماس» قدمت في وقت سابق اقتراحاً جديداً للوسطاء لم تطالب فيه إسرائيل بإنهاء الحرب قبل تبادل أول دفعة من المحتجزين بالأسرى.

ووفقاً للاقتراح، فإن «حماس» ستجعل فقط وقف الأعمال العدائية شرطا أساسيا للمرحلة الثانية من إطلاق سراح المحتجزين. وهكذا اقتربت الحركة من مضمون الخطة متعددة المراحل التي قدمها الوسطاء قبل بضعة أسابيع وقبلتها إسرائيل.

أميركا وأوروبا

في هذه الأثناء، كشف موقع «إسرائيل هيوم» عن قلق بين كبار المسؤولين الأمنيين من احتمال إبطاء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، والتحجج بعقبات بيروقراطية دون أن تقول صراحة إنها تؤخرها، مؤكدين أن «نحو 300 طائرة و50 سفينة تحمل 35 ألف طن من الذخائر الأميركية وصلت إلى إسرائيل منذ بدء الحرب».

إلى ذلك، صعّد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس لهجته مع إسرائيل واتهمها بالتسبب في حدوث مجاعة في غزة، واستخدام التجويع سلاحا في الحرب بشكل غير مقبول.

وفيما نفذت الإمارات ومصر الإسقاط الجوي العاشر للمساعدات ضمن عملية «طيور الخير»، جدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس دعم بلاده الكامل لاستمرار عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في تقديم المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض العام لوكالة «أونروا»، فيليب لازاريني، الذي يزور القاهرة. ويصر المسؤولون الإسرائيليون على أن دور الأونروا في غزة قد انتهى.

back to top