هذه مجموعة أبيات شعرية لعدد من الشعراء تكاد تكون متطابقة الشبه مع تغيُّر طفيف، وقفت حيالها في حيرة من أمري، أعرض نماذج منها على حضراتكم، لعلكم تجدون ما يبررها، فيما إذا كانت سرقة أم مصادفة أم أنها مجرد اقتباس... فهذا امرؤ القيس مثلاً يقول:
وقوفاً بها صَحْبي عليَّ مطيَّهُم
يقولون لا تَهلك أسىً وتَجَمَّلِ
فنجد طرفة بن العبد يقول هو الآخر:
وقوفاً بها صَحْبي عليَّ مطيَّهُم
يقولون لا تهلك أسىً وتجلَّدِ
نهاية بيت امرئ القيس «تجمل»، وعند طرفة صارت «تجلد».
ليس هذا فحسب، فهذا أبو نواس يقول:
فتىً يشتري حُسن الثناء بمالهِ
ويعلم أن الدائرات تدورُ
بينما يقول الراعي النميري:
فتىً يشتري حُسن الثناء بمالهِ
إذا ما اشترى المخزاةَ بالمجدِ بَيهَسُ
المُتلمس يقول:
وإني لأمضي الهم عند احتضارهِ
بناجٍ عليه الصيعرية مكدم
بينما يقول طرفة:
وإني لأمضي الهم عند احتضارهِ
بعوجاء مِرقالٍ تروح وتغتدي
وابن الرومي يقول:
أغناه حسن الجيد عن لبس الحُلى
وكفاهُ طيب الخلق أن يتطيبا
بينما المتنبي يقول:
أغناه حسن الجيد عن لبس الحُلى
وعادةُ العُري عن التفضلِ
وأنشد ابن الأعرابي بيتاً لأحد شعراء العرب:
بيضُ الوجوه كريمةٌ أحسابهم
في كل نائبةٍ عِزاز الآنُفِ
فقال حسان بن ثابت:
بيضُ الوجوه كريمةٌ أحسابهم
شُمُّ الأنوف من الطراز الأولِ
ويقول هدبة بن الخشرم:
ولستُ بمفراحٍ إذا الدهر سرني
ولا جازعٍ من صرفهِ المُتقلبِ
فيقول كذلك تأبط شراً:
ولست بمفراحٍ إذا الدهر سرني
ولا جازعٍ من صرفهِ المتحول
***ومن الممكن أن أستخرج لكم الكثير من التطابق في أبيات من الشعر الحديث لشعراء القرنين الماضيين، لكنني سأكتفي بهذا القدر من نماذج الشعر القديم.