سمير قنطار «عميد الأسرى اللبنانيين المحررين» وخلال مكوثه في السجن الإسرائيلي، انتسب كطالب إلى «الجامعة المفتوحة» في تل أبيب التي تستخدم طريقة التعليم عن بعد ومنحته درجة بكالوريوس في الأدبيات والعلوم الاجتماعية.
هل هذا «المقاوم» نسميه «عميلاً» وفق التعبيرات الشائعة، وماذا نقول عن هذه الجامعة؟ قد تكون لأغراض ووسائل تود أن تقول للعالم، إننا نفتح أبوابنا وبدون تمييز حتى للقابعين في سجوننا، لكن دعونا نطل على الموضوع من نافذة أخرى ومغايرة تماماً.
نحن لا ننكر خططاً ونوايا وأهدافاً يسعى إلى تحقيقها هذا الكيان ولا يتورع عن استخدام أساليب غير مشروعة لكن على الأرض هناك وقائع واضحة، إسرائيل لديها أهم الجامعات في العالم حظيت ثلاث منها بقائمة أفضل 100 مؤسسة أكاديمية، وفق تصنيف شنغهاي المرموق للجامعات العالمية، وتسهم في أبحاث وبراءات إختراع ولديها عقول، يمكن للقارئ والمهتم البحث عبر «غوغل» وغيره للوقوف على تلك الحقائق، المهم أن يذهب إلى المصدر وإلى المواقع غير المسيسة والموجهة.
أحاول أن ألتمس العذر لمن يصر على وجود شيء وهمي اسمه «جامعة تل أبيب الإسلامية» في حين أن الثابت وجود قسم للدراسات المختصة بالدين الإسلامي واللغة العربية.
لقد نظر البعض إلى هذا الجانب بعقلية المؤامرة، واستشهد على كلامه بأن الجامعة أدرجت في مناهجها تدريس «اللهجات الفلسطينية» وبرامج اللغة العربية و«الدراسات الٍإسلامية» والتركيز على الدراسات الدينية المقارنة، وأنا بدوري أتساءل: هل إدخال هذه المواد وتدريسها في جامعة تل أبيب يدخل ضمن المحرمات مثلاً؟ وتصنيف ذلك «بمؤامرة يحوكها الموساد» و«الشاباك»؟
وصلتني مجموعة من الردود على مقالي المنشور بتاريخ 11 مارس 2024 بعنوان «مركز أبحاث أم وكر للجواسيس» أحد الأصدقاء الفلسطينيين المثقفين يقول «أكثر من أربعة أفراد من أبناء عمومتي من خريجي جامعة تل أبيب، محام، أستاذ، مدقق حسابات، مهندس».
زميل آخر اجتهد في تصوير صفحات من كتاب «إيلان بابيه» وعنوانه «أكبر سجن على الأرض»، وفيه تناول دور الجامعة العبرية في القدس التي تأسست عام 1925، وكلية العلوم السياسية، وليس جامعة تل أبيب عام 1956، والإشارة إلى مجموعة طلاب من ذوي المهن العسكرية والخلفيات الحقوقية التحقوا بدورة دراسية لمدة شهر لتأهيلهم لإدارة المناطق الفلسطينية المحتلة، قصداً منه إظهار الدور التخريبي والتآمري الذي تقوم به؟
لماذا لا نقلب الصفحة ونطرح السؤال بشكل مختلف: كم جامعة في العالم العربي تدرس اللغة العبرية، والتلمود والتوراة؟ وما المناهج المعتمدة في التدريس؟ وكيف لنا أن نتصدى لهذا الكيان إذا لم يكن في مقدورنا تعلم لغته بالدرجة الأولى، وفهم طوائفه الدينية، والخرافات التي لحقت به، والأساطير التي أحاكوها، وكشف القناع عنها بمقاييس أكاديمية وعلى يد أساتذة مختصين؟