تراجعت أسعار النفط اليوم متأثرة بارتفاع الدولار الذي ساهم في كبح شهية المستثمرين خصوصا بعد ارتفاع الخامين القياسيين إلى أعلى مستوياتهما في عدة أشهر خلال الجلسة السابقة.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو 28 سنتا أو 0.3 في المئة إلى 87.10 دولارا للبرميل. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أبريل، والتي تنتهي عند تسوية الأربعاء، 47 سنتا، أو 0.6 في المئة، إلى 83 دولارا للبرميل. بينما ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 75 سنتا ليبلغ 86.68 دولارا للبرميل في تداولات يوم أمس مقابل 85.93 دولارا في تداولات يوم الاثنين، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

Ad

وصعد الدولار للجلسة الخامسة على التوالي بعد صدور بيانات أشارت إلى متانة الاقتصاد الأميركي، مما أثر على معنويات المشترين الآسيويين. وتجعل قوة الدولار النفط أكثر كلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى مما يضعف الطلب.

وفي الجلسة السابقة، سجل الخامان أعلى مستوياتهما منذ أواخر أكتوبر عند التسوية مع تقييم المتعاملين لتأثير هجمات أوكرانيا في الآونة الأخيرة على مصافي التكرير الروسية على إمدادات النفط العالمية.

وقال محللو آي.إن.جي في مذكرة «تواصل مخاطر العرض المتعلقة بالمنتجات المكررة الروسية تقديم الدعم في وقت من المتوقع أن تشهد فيه السوق شحا بعد تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية من أوبك+ إلى الربع الثاني من 2024».

وقالت مصادر تجارية لـ«رويترز» أمس إن انخفاض طاقة التكرير الروسية نتيجة الضربات أدى إلى زيادة صادرات الخام من البلاد.

وأضافت المصادر أن صادرات النفط من الموانئ الغربية لروسيا ستزيد بنحو 260 ألف برميل يوميا في مارس فوق الخطة الشهرية الأولية المقررة بما يصل إلى 2.22 مليون برميل يوميا.

وذكرت مصادر نقلا عن معهد البترول الأميركي أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والبنزين انخفضت الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير. وتوقع استطلاع أجرته «رويترز» لآراء المحللين ارتفاع المخزونات بنحو عشرة آلاف برميل الأسبوع الماضي.

ويتوقع فريدريك لاسير الرئيس العالمي للأبحاث والتحليلات لدى «غنفور غروب» تداول أسعار النفط عند ما يتراوح بين 85 دولارًا و90 دولارًا للبرميل في الربع الثالث حتى لو لم تتفق «أوبك» وحلفاؤها على تمديد تخفيضات الإمدادات.

وأوضح لاسير خلال مؤتمر «سيرا ويك» الذي تنظمه «إس أند بي غلوبال» في هيوستن أنه في حال مددت مجموعة «أوبك+» تخفيضات الإمدادات لما بعد الربع الثاني، فإنها ستدفع الأسعار للارتفاع.

كما يتوقع ارتفاع الطلب على النفط من الصين بحوالي 700 ألف برميل يوميًا هذا العام، وهو ما يمثل 50 في المئة تقريبًا من إجمالي نمو الطلب العالمي في 2024.

وحذر لاسير وبين لوكوك المدير العالمي للنفط لدى «ترافيجورا غروب» من أن الأسعار تظل عرضة للارتفاع خصوصا مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية، والاضطرابات التي تشهدها مسارات التجارة الحيوية في قناة بنما والبحر الأحمر.

وارتفع إنفاق شركات النفط والغاز الأميركية على عمليات الاندماج والاستحواذ في العام الماضي بعد تراجعه وسط تقلبات كبيرة في السوق خلال عامي 2020 و2022، ويتوقع محللون ومسؤولون بالصناعة إبرام المزيد من الصفقات الضخمة هذا العام.

وأظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادر أمس إنفاق شركات النفط والغاز الأميركية 234 مليار دولار في 2023، مع استحواذ «إكسون موبيل» على «بايونير ناتشورال ريسورسز» مقابل 64.5 مليارا، و«شيفرون» على «هيس كوربوريشن» بقيمة 60 مليارا.

وأشارت إدارة معلومات الطاقة إلى أنه باستبعاد حدوث أي تغييرات كبيرة في الإنتاج أو ملكية الأصول، فإن عمليات الإندماج والاستحواذ الأخيرة قد تجعل «إكسون موبيل» أكبر منتج للنفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.

وسجلت صناعة النفط والغاز الأميركية أكبر قيمة فصلية لعمليات الاندماج والاستحواذ في الربع الرابع من 2023، والتي بلغت 144 مليار دولار، وذلك حسب ما ذكرت «إيفرنوس إنتلجنس ريسيرش» في تقرير صدر يناير الماضي.