«السداسية» تعرض على بلينكن ورقة عربية حول السلام
واشنطن تقترح على إسرائيل بدائل لاجتياح رفح... والمفاوضات حول «هدنة غزة» تقر صيغة 6/ 40
يجتمع وزير الخارجية الأميركي، انتوني بلينكن، اليوم في القاهرة مع اللجنة السداسية العربية التي ستطرح عليه ورقة سياسية عربية حول عملية السلام، فيما تحاول إدارة الرئيس جو بايدن إدارة حسابات استراتيجية وسياسية وانتخابية دقيقة قد تؤثر على شكل المنطقة في السنوات القليلة المقبلة، وتنخرط في الوقت نفسه في تدوير الزوايا مع حكومة بنيامين نتنياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، والتي واجهت تقريباً كل مطالب واشنطن منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 بكثير من الرفض والتعنت.
وأفادت قناة «سكاي نيوز عربية» بأن اللجنة السداسية العربية التي تضم السعودية، ومصر، والإمارات، والمغرب، وفلسطين، والجامعة العربية، ستعرض على الوزير الأميركي الرؤية العربية للسلام القائم على أساس المبادرة العربية للسلام، والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية.
وأشارت مصادر دبلوماسية عربية إلى أن الاجتماع سيتطرق إلى مفاوضات الهدنة، وسبل وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، وضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع.
واستهل بلينكن جولته السادسة للشرق الأوسط منذ نشوب الحرب على غزة بزيارة مدينة جدة السعودية لبحث الجهود المبذولة لتوصيل المزيد من المساعدات إلى غزة، وترتيبات الحكم والأمن وإعادة تطوير غزة بعد الصراع، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر.
وفي قطر، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس أن التوصل إلى اتفاق بين «حماس» وإسرائيل ليس وشيكًا، لكن المحادثات الجارية في الدوحة تحرز تقدمًا بطيئًا، موضحة أن الاتفاق على إطلاق سراح 40 أسيرًا إسرائيليًا مقابل هدنة 6 أسابيع حسم تقريبًا، ويجري التفاوض على التفاصيل.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن «حمـاس» تصر على عودة سكان شمال غزة إلى مناطقهم، لكنها تبدي مرونة في الاتفاق على الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها من سجون الاحتلال، وأن إسرائيل سترسل وفدا إلى قطر، بعد أن قدمت الحركة هذه التنازلات في محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وحسب الصحيفة، فإن تنازلات «حماس» وتراجعها عن مطالبتها بوقف دائم للقتال قبل التوصل إلى اتفاق، جعلت مواقف الجانبين في المحادثات في أقرب نقطة منذ أسابيع، ويجدد هذا التحول الآمال في توقف أعمال العنف على الأقل، بعد انهيار الجولة السابقة من المناقشات.
بدائل رفح
وفيما يتوجه وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، لواشنطن الأسبوع المقبل في أول زيارة رسمية له منذ اندلاع الحرب للقاء نظيره الأميركي، لويد أوستن، لبحث التطورات في غزة و»ومجالات التعاون العسكري والقضايا الإنسانية»، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين أن إدارته تدرس «عدة بدائل» للعملية العسكرية البرية التي تريد إسرائيل تنفيذها بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث نزح مئات آلاف الفلسطينيين، وانها ستقترح هذه البدائل على الوفد الإسرائيلي الزائر واشنطن الأسبوع المقبل، أمن أجل منع صدام مباشر.
وأحد المقترحات «يدور حول تأجيل عملية رفح والتركيز على استقرار الوضع بغزة»، حيث المجاعة «وشيكة»، وستتضمن هذه الخطة أيضا، «بناء ملاجئ للنازحين من المدينة لتقليل احتمال وقوع خسائر بشرية كبيرة أثناء الغزو»، وفق الموقع الأميركي.
ويقول مسؤولون إن هناك «فكرة أخرى»، تركز في «المرحلة الأولى على تأمين الجانب المصري من الحدود مع غزة، كجزء من خطة مشتركة بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، وذلك من خلال تدمير الأنفاق الموجودة تحت الحدود، وإنشاء بنية تحتية لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة».
وكان نتنياهو قال خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس الأول، «القضاء على حماس يستوجب تصفية الكتائب المتبقية في رفح وبالطبع كتيبة ونصف الكتيبة في مخيمات وسط القطاع أيضاً. نحن مصرون على تنفيذ هذا الأمر».
مجازر
وفي اليوم الـ 166، ارتكب الجيش الإسرائيلي 10 مجازر بغزة، وصل منها للمستشفيات 104 شهداء و162 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان إلى 31923 شهيدا، و74096 وإصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بحسب وزارة الصحة بغزة، أمس الأربعاء.
ولليوم الثالث على التوالي، واصل الاحتلال حصاره واقتحامه لمجمع الشفاء الطبي الأكبر في غزة، ونفذ طيرانه سلسلة غارات على مناطق متفرقة بالقطاع، أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقال الجيش الإسرائيلي انه قتل 90 مسلحا.
وفي قرار أثار غضب الدولة العبرية، التي تواجه انتقادات متنامية على الصعيد الدولي، أوقفت كندا أمس الأول تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدة أن «الوضع على الأرض يمنعنا من تصدير أي معدات عسكرية».
وفي مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسلا فاندرلاين، إلى الاستعداد لليوم التالي للحرب في غزة، وتحديد مسار واضح لحل الدولتين.
وإذ اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أن حجم المساعدات التي تدخل غزة براً قليل جدا والممر البحري عبر قبرص محاولة لزيادتها، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه «لا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة».
وقال: «نمر بلحظات قاتمة في العالم مع استمرار الحرب في غزة، وعلينا بذل كل الجهود الممكنة لوقف القتل في غزة، وضمان إطلاق سراح الرهائن دون شروط».