«لا يمكننا الزراعة في الكويت!»، «الكويت بلد صحراوي لا ينمو فيه أي شيء!!» عبارات كثيراً ما تتكرر على مسامعنا حتى خالها العديد منا من المسلمات على الرغم من وجود بعض الشوارع المزروعة والحدائق الجميلة في الكويت التي تبين لنا عكس ذلك تماماً.
هنالك حراك جميل في الكويت أحب أن أسميه «الثورة الزراعية»، وهنالك العديد من أبناء بلدي ممن يقومون بزراعة مختلف أنواع الأشجار والفاكهة والخضار التي اعتقدنا أن نموها هنا من المستحيلات، أذكر لكم هنا بعض الأسماء كأمثلة وأنا على يقين أنه هنالك العشرات من الحسابات الأخرى التي لم يسعني ذكرها.
لا يمكننا التكلم عن الزراعة في الكويت دون ذكر المزارع ناصر العازمي، فهو من رواد الزراعة في الكويت وأول من زرع شجرة البن (القهوة) في الكويت والعديد من الأصناف الأخرى كالشاي والأرز والمورينغا، وقد قام أيضاً بزراعة أصناف مميزة من الفاكهة والخضار كالجزر البنفسجي (وهو لونه الأصلي قبل تدخل الإنسان) والموز الأحمر والزيتون وغيرها الكثير، بإمكانكم الاطلاع على إنجازاته العديدة على حسابه في الإنستغرام: naser4321@.
ومن المزارعين المميزين في الكويت الزينة البابطين التي تصنع محتوى جميلا ومفيدا على منصات التواصل الاجتماعي، فنجد في حسابها الكثير من المعلومات القيمة عن أوقات وكيفية زراعة مختلف المحاصيل في حديقة المنزل مصحوبة بوصفات سهلة التحضير، وتوفر أيضاً مختلف البذور والنصائح لمن يرغب بالبدء في الزراعة، حسابها ملهم ويستحق المتابعة بالفعل: @itallgrows.
ومحمية الشامية shamiya_greenhouse@ هي ذلك المكان المميز الذي لا تقتصر أنشطته على الزراعة فحسب، فهي محمية زراعية أسستها مجموعة من السيدات الفاضلات ولها دور مجتمعي جميل عن طريق إقامة مختلف الفعاليات والأنشطة للأطفال والشباب، فمن المهم خلق رئة خضراء في كل منطقة سكنية لتحسين جودة الهواء فيها، وإنتاج بعض المحاصيل لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، وإن كان بسيطاً.
أما حساب @green_in_kuwait فهو حساب رقيق يبحث عن مواطن الجمال والطبيعة في الكويت عن طريق اسكشاف مختلف الحدائق والمحميات، وتلك الكائنات الصغيرة التي تعيش وتنمو فيها، والتي فاتنا جمالها مع نمط حياتنا المتسارع، كالسناجب والضفادع والحلزون ومختلف أنواع الفطر والأزهار التي لربما تخفت عن الأنظار كي تحمي نفسها من قسوة البشر.
لذا يجب على الدولة دعم هؤلاء الرواد بشكل جدي ويكون ذلك بعدة طرق، أولها تذليل أي عقبات لزراعة وتشجيع المنتج المحلي ووضع الأولوية له، فبإمكاننا الاستغناء عن استيراد العديد من الأصناف إذا كانت هنالك خطة فعلية للزراعة بصورة مستدامة على مدى عدة سنوات، وبإمكان الدولة تخصيص أراض زراعية خاصة بأسعار رمزية ومتابعة مجهود وأنشطة المزارعين هناك، ويبدو لي أن الاستقلال الغذائي أصبح ضرورة في زمننا، حيث غاب الاستقرار الاقتصادي والسياسي، كذلك فإن تخضير شوارع الكويت ومناطقها العامة أمر غاية في الأهمية لتنقية هوائنا الملوث وتحسين الطقس وإضافة قيمة جمالية تنعكس إيجاباً على أنفس الناظرين.
الكويت جميلة، ينقصها فقط بعض الاهتمام وحس المسؤولية، فلنعط بلدنا كما أعطانا.