العراق في فضاءات ما بعد عبدالسلام عارف
إلى روح الشهيد بإذن الله الرئيس العراقي الراحل عبدالسلام عارف الذي نعمت الكويت في عهده بأطيب العلاقات الأخوية مع العراق، ونعِم العراق في عهده بالاستقرار والتقدم والأمان والحرية، ولو استمر حكمه لكان للعراق والمحيط العربي مصير آخر، ولما تسنى لمجرمي البعث وغيرهم تدمير مصير العراق!!!
هل قَدَر أهل العراق أن يعجن وجودهم بدموع المآتم؟
هل خُلقت جوارحهم لِلَطْم الخدود وشق الجيوب؟
هل انضفَرت حبالهم الصوتية مع لحن النحيب؟
مواويل كلماتها يرثي لها الرثاء
يحتملها صوت مكروبٌ بالبلاء
إلى متى وحروفهم مجاثم لغربان السواد؟
إلى متى وأشعارهم أصداء للجنائز والحداد؟
إلى متى يتأرجح النواح على أوتار أعوادهم البغدادية؟
متى ترتحل أناملهم من مقام الحزن إلى مقام الأهازيج العراقية؟
العراق أضحى:
دولة شعارها جثمان نخلة في تابوت
نخلة اغتيل نسغها وشنقت عثوقها الحمراء كالياقوت
دولة على الجماجم رفعت أمجادها
وفي جحيم نمرود وسرجون وصدام أحرقت أولادها
عرفنا العراق بحلو رطبه
وحلاوة لسانه هلا يابه أروح لك فدوة عيني
من ألبس محياه التقطيب وأسكن فى قسماته التجهُّم؟
من وشم تقاطيعه ببشاعة القساوة؟
من سجن لسانه في زنزانة الشكوى والسِّباب؟
من بدل العراق غير العراق؟
وألبسه لباس المَتْرَبَة والرَّهَب؟
وكساه بالذِّلة والمَسْكَنَة والسَّغَب؟
من أخرس بيادره وجعلها لا تنطق إلا بالخواء؟
من رسم بلون اليُبْسِ سعفه على رفاة الخضرة والرَّواء؟
في العراق:
يلعن الجنين مصيره إن ولد هناك
قائمة تنتظره من الشظايا وفنون الهلاك
من الأكفان ينسج أشرعته
من النعوش يصنع أبلاماً تأخذه إلى عوالم الضياع
كل هذا في بحور من الدموع الممزوج بالدم العبيط
على نهج الزهيري العراقي أقول:
كفى حقد ابن العلقمي ارتواءً من دماء السُّنة
لا بد أن يقتل ابن ملجم الزرقاوي بسيفه وسِنّه
لا بد أن يستوي العراق على جودي المعقول
فقدره يقينا لن يكون بقدر المغول معقول
لقد بقر الاستعمار بطن الرافدين ليقتل أجِنَّة التُّمور
لقد سقى البعث أرض دجلة والفرات ظمأً وتركها بالقحطِ تَمور
يقولون هذا ثمن عراقته في الغدر بأهل البيت
ونسوا آل العباسَ وما فعله آهل البيت في آل البيت
سبحان ربي الذي لا يخلف عهده
إذا شاء زال الظلم وباد عهده
سننتصر:
متى تسرج خيول هممنا عادية نحو الحقيقة؟
ومتى تُسرج بضوء الحق تكن بالنصر حقيقة؟
فللغلب نواميسه وللانتصار سُنَّة
إذاً:
متى نرى المأمون ببغداد يبيع الكتب فى شارع الرشيد؟
متى تدفع السحائب أثمانها ليد الرشيد من أفقها البعيد؟
متى تقرع كؤوس السعادة كؤوس السعادة على ضفاف دجلة؟
متى نرى المقاهي الضاحكة هناك؟
تقدم المسكوف والشاي المخدّر؟
والكباب العراقي واللبّن المُخثَّر؟
والباجه مع الترميسو ومشروب الورد المعطّر؟
وسط جو تصدح فيه روح ناظم الغزالي: «يا بن الحمولة عليَّ اشبدَلك».