أطلقت الأمم المتحدة الجمعة نداء لجمع 4.07 مليارات دولار لتوفير مساعدات إنسانية في سورية، محذّرة من أن نقص الدعم قد يدفع مزيداً من السوريين إلى الهجرة.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية آدم عبدالمولى عبر الفيديو من دمشق في مؤتمر صحافي «للعام 2024، نطلب حشد 4.07 مليارات دولار لتوفير مساعدات منقذة للحياة لـ10.8 ملايين سوري من أصل 16.7 مليوناً يحتاجون إلى المساعدة».
وأضاف «نواجه اليوم وضعاً غير مسبوق في سورية لا يُمكننا أن نتجاهله».
وأشار عبدالمولى الجمعة إلى أن نحو 12.9مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء سورية.
وحتى الأول من مارس، «لم يتم تمويل سوى 0.02% من متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024»، بحسب المولى.
ونبّه إلى أن «عدم التحرك سيكون مكلفاً لنا جميعاً وسيؤدي حتماً إلى معاناة إضافية» تشمل «أن يخسر نحو 2.5 مليون من الأطفال خارج المدارس فرصة العودة إلى المدرسة» وأن «تخسر نحو 2.3 مليون امرأة في سنّ الإنجاب إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية المتعلقة بالأمومة والصحة الإنجابية».
وشدد على أن سورية قد تكون «معرضة لصدمات مناخية»، محذّراً من ندرة المياه و«موجات الحر التي تؤثر على الزراعة والثروة الحيوانية».
وأشار إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة انعكست زيادة في أسعار السلع في سورية بسبب الاضطرابات التي تطال حركة الشحن العالمية، كما تسببت «بارتفاع كبير» في الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف في البلد.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سورية طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري.
لكن هذه الضربات تكثّفت بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وأكّد عبد المولى أن «استهداف المطارات في سورية» أثّر كذلك على إيصال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة «اضطربت إلى إلغاء 49 رحلة جوية إنسانية خلال العام الماضي».
وحذّر من تبعات «كارثية» عدة محتملة لتجاهل الأزمة في سورية من بينها «عودة الإرهاب» وعدم استقرار متزايد في الدول المجاورة مثل لبنان والأردن من خلال «عدم إيجاد الظروف المؤاتية لعودة اللاجئين».
وحذّر كذلك من احتمال ارتفاع عدد المهاجرين السوريين إلى أوروبا، مشيراً إلى أن العام 2023 شهد زيادة بنسبة 38% في طلبات اللجوء من سورية مقارنة بالعام السابق.
ودعا الدول إلى التحرك «من منطلق المصلحة الوطنية»، مضيفاً «إن توفير احتياجات الأشخاص للبقاء في بلدانهم أقل تكلفة من إعالتهم عندما يصلون إلى أي وجهة لجوء».
ومنذ اندلاعه في العام 2011، أوقع النزاع في سورية أكثر من 507 آلاف قتيل وشرّد الملايين.