قصيدة: ملحمةُ بَدْرٍ الكبرى
لبدرٍ مكانٌ في الزمانِ مجيدُ
بيوم ظهورِ الدينِ وهو يسودُ
فذكِّرْ بأيامِ الإلهِ وتُهْ بها
ونادِ بهذا الدينِ فهو تليدُ
بيومٍ له الفصلُ المبينُ، وإنه
بميلادِ آياتِ الهدى، لسعيدُ
فيا لَهُ من نصرٍ تعاظمَ شأنُهُ!
وما مثله في الأولين، فريدُ
هو الفتحُ قد ضمَّ المعانيَ كلَّها
بميزانِ عدلِ اللهِ وهو سديدُ
وعزَّ بأرضِ العُربِ رايةَ دينِنا
وزاد نفوذٌ للكرامِ شديدُ
وقد جاء حقٌّ بعد طولِ انتظارِهِ
وزاغَ ضلالٌ باطلٌ وعنيدُ
حياةٌ لهذا الدينِ إذ جاء عهدُهُ
وذُلَّتْ رؤوسُ المشركينَ وبِيدوا
فيومَ ثمانٍ من ليالٍ تباركتْ
بشهرِ صيامٍ بالمثاني يجودُ
قريبًا من الآبارِ كان نزولُهم
لعلَّ طريقَ المشركين يحيدُ
قريشٌ أرادتْ أن تصونَ مقامَها
فجُهِّزَ جيشٌ حينذاكَ عتيدُ
أبانَ رسولُ اللهِ موقعَ قتلهم
بأسمائهم، والمشركونَ شهودُ
صباحًا تدانى الناسُ عند لقائهم
وخرَّ صريعًا كافرٌ، وشهيدُ
وكان لواءُ المسلمينَ لمُصعبٍ
وقائدُ جيشِ المشركينَ جَحودُ
فأصبح للإسلامِ قوةُ حاكمٍ
فذا يومُ فُرقانٍ بِناهُ وطيدُ
فيا حظَّ مَن وافى ويا سعدَ مَن سعى
وبورك عَونٌ للجهادِ رشيدُ
ومَن شهدَ الميدانَ في يومِ بدرِهِ
فلا ذنبَ من بعدٍ عليه يعودُ
صلاةُ إلهِ الكونِ تغشى حبيبَهُ الـ
أمينَ رسولَ اللهِ وهو شهيدُ
وآلاً ذوي قُربى وخيرَ صحابةٍ
تناهَوا بحبٍّ للفداءِ يزيدُ