تحسين حياتنا
أول العمود: لا تقاطعوا الانتخابات البرلمانية.
• ننعم في هذه الأيام المعدودة بطقس جميل بفضل موسمي الشتاء والربيع وهطول كميات من الأمطار بعد صيف حارق أتى على الزرع والبشر والكائنات بشكل لا مثيل له، وهو صيف سيتكرر كما تنبأ به خبراء الطقس والمختصون في البيئة.
في تقرير لـ «أريبيان غلف بيزنس إنسايت» نُشر أخيراً، أكد أن الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري كبيرة في الكويت، وأن المشاريع المطلوبة في مجال الطاقة المتجددة والبعيدة عن الوقود الأحفوري باتت متأخرة بسبب البيروقراطية المزمنة في بلد يملك كل الإمكانات لتحقيق ذلك، وهي: أشعة الشمس، الرياح، الأموال! وأن الاعتماد التاريخي على النفط أسهم بشكل لافت في تأخر إنجاز الكثير في مجال إنتاج الطاقة النظيفة التي هي مطلب هام في منطقة الخليج، نظراً لقساوة الطقس. إن استخدام الوقود الأحفوري مصدر أساسي لارتفاع درجات الحرارة في الكويت، يقابله إهمال تكثيف برامج الزراعة في المناطق المكشوفة، ومنذ الإعلان عن خطة الوصول لنسبة 15% من الوقود المتجدد عام 1016 فإننا لا نزال دون هذه النسبة بكثير بسبب تعثر العديد من المشاريع. من زاوية اقتصادية فإن تكلفة إنتاج الكيلوواط بالطاقة المتجددة يكلف الدولة 5 فلوس مقارنة بتكلفة إنتاجه عبر النفط والبالغة 25 فلساً، ليباع للمواطن مقابل فلسين وتتحمل الميزانية العامة باقي الفارق، وهو 23 فلساً في شكل دعوم من الدولة، ولو تم البدء بمشاريع الطاقة النظيفة فستوفر الدولة ما لا يقل عن 800 مليون دينار خلال عامين، هذا ما أقره رئيس اللجنة العليا للطاقة المتجددة د. صلاح المضحي.
الحاصل أن ما وصلت له الكويت من استخدام للطاقة النظيفة لم يصل للخطة التي أعلن عنها عام 2016 وهي 15%، ونحن اليوم عند أقل من 5%!! تحسين المعيشة من الناحية الصحية موضوع لا يقدر بثمن، وإهماله يكبد الدولة مليارات الدنانير في شكل إهمال المزروعات واحتراقها، وانتشار أمراض مرتبطة بسوء المناخ بما يرهق ميزانية الصحة.
أليس من الغريب أن تتأخر هذه المشاريع في ظل وجود كم رهيب من أشعة الشمس والرياح والأموال الهائلة؟
نلقاكم بعد أيام قليلة مع صيف قاس وعنيف.