رياح وأوتاد: لا تنتخبوا من يخالف الدستور
نحن على أبواب انتخابات جديدة، وعلى الناخب أن يختار مرشحه وفق قواعد أساسية معروفة، مثل الأمانة والكفاءة، ولكن هناك أيضاً قاعدة مهمة لا يعلمها كثير من الناخبين، وهي مدى التزام المرشح بالدستور وهو الوثيقة الأساسية للحكم وجوانبه الدقيقة التي تمثّل حجر الزاوية في النظام الدستوري، لأن علانية مخالفتها تؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد، لذلك فإن على الناخبين زيادة ثقافتهم الدستورية، بحيث لا ينتخبون من كانت أهدافه وتصريحاته مخالفة للدستور كما هو مُشاهَد اليوم من بعض المرشحين، أو من كانت أعماله السابقة مخالفة للدستور ولم يتراجع عنها.
ولتسليط الضوء على بعض هذه الجوانب الدستورية أقول للناخبين: لا تنتخبوا من يصرّ على مخالفة الشريعة الإسلامية؛ لأن الدستور ينص على تحميل المجلس أمانة الأخذ بأحكامها ما وسعه ذلك.
ولا تنتخبوا من يسيء للأمير أو يتدخل في صلاحياته الدستورية؛ التي منها تشكيل الحكومة؛ لأن الدستور نص على أن الأمير يشكّل الحكومة الجديدة على النحو الذي يرتئيه، وأن الحكومة تأخذ الثقة من الأمير لا من المجلس.
ولا تنتخبوا من يهدد الوزراء من الآن، أي قبل تعيينهم أو يستجوبهم قبل قسمهم وقبل عملهم فيخالف الدستور؛ لأن الوزير يجوز استجوابه عن الوقائع والأعمال التي تتم بعد التشكيل والعمل وليس قبل ذلك.
ولا تنتخبوا من يصرّ على انتهاك السرية التي نص عليها الدستور في الانتخابات العامة، أو في انتخابات مناصب المجلس بتصوير أوراق الانتخاب بأي وسيلة.
ولا تنتخبوا الذي يدافع عن مزوري الجنسية الكويتية ويصر على الازدواجية بما يخالف الدستور.
ولا تنتخبوا من يسعى إلى التدخل في أعمال القضاء وينتهك استقلاله الذي نص عليه الدستور.
ولا تنتخبوا من يعدكم بالتدخل في السلطة التنفيذية لتخليص معاملاتكم، لأن الدستور منع هذا التدخل.
لا تنتخبوا الذي يرفض إلغاء المادة 80 من قانون التأمينات الخاصة بالمعاشات الاستثنائية، لأن الدستور نص على العدالة بين المواطنين المتساوين.
ولا تنتخبوا من يعدكم بعطايا وبإسقاطات مالية أثناء الانتخابات أو بعدها، لأن ذلك لا يحقق العدالة، ويخالف الدستور في حماية الأموال العامة.
ولا تنتخبوا من ينظم الانتخابات الفرعية، ويخاطب الفئة أو الطائفة أو القبيلة، ويصرح بأنه يسعى إلى تمثيلهم وخدمتهم وزيادة مناصبهم، بينما التمثيل الحقيقي للنائب، حسب الدستور، هو تمثيل الأمة بأسرها.