استعرضت إيران أحدث طائراتها بدون طيار بما في ذلك مسيرة أطلقت عليها اسم «غزة»، في معرض دولي للأسلحة في قطر افتتح بداية الشهر الجاري.
وقالت إيران، إن «غزة» أحدث طائراتها بدون طيار، قادرة على حمل 13 قنبلة، وتعمل بمحرك توربيني يمكنه تشغيلها لمسافة تصل إلى ألف ميل على ارتفاع 35 ألف قدم.
وذكر تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أنه منذ انتهاء قيود الأمم المتحدة على صادرات إيران من الصواريخ والمسيّرات في أكتوبر الماضي، باعت طهران منتجاتها العسكرية في معارض دولية، مما يثير قلق الولايات المتحدة وحلفائها.
كما لفت إلى أن الأسلحة الإيرانية «لعبت دوراً في هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل، بجانب المواجهات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، ومن بينها مقتل 3 جنود أميركيين في هجوم بطائرة مسيّرة في يناير بالأردن، نفذته ميليشيا عراقية مدعومة من إيران».
وتشمل صفقات إيران الدفاعية الجديدة، بيع صواريخ باليستية قصيرة المدى لروسيا، بجانب طائرات بدون طيار للحكومة السودانية، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين.
وصرح مسؤول سوداني يدعى محمد فتح الرحمن، لـ»وول ستريت جورنال»، دون أن تحدد الصحيفة منصبه، بأنه جاء إلى الدوحة «حاملاً قائمة مفصلة بأسلحة تحتاجها الحكومة في معركتها ضد قوات الدعم السريع»، «المدعومة من روسيا»، على حد وصف الصحيفة.
وأشار إلى أنه بعد لقاء مع مسؤولين عسكريين إيرانيين خلال المعرض، «ناقش شراء ألف بندقية قنص ومعدات للرؤية الليلية»، ووجد أن الصفقة مع الإيرانيين «مربحة»، لكنه قال أيضاً أن «الجودة متوسطة لكنها بنصف السعر» مقارنة بالمنافسين.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل عام 2023، بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون لمساعدات، وإن حوالي 8 ملايين شخص فروا من منازلهم.
وتقول الولايات المتحدة إن الأطراف المتحاربة ارتكبت جرائم حرب.
وكشف مسؤولون غربيون كبار عن قيام إيران بتزويد الجيش السوداني بطائرات مسيرة، وفقاً لما أوردته وكالة بلومبرغ الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، في يناير الماضي، عن مسؤولين غربيين، أن إيران «تقوم بتزويد الجيش السوداني بطائرات مسيرة».
ونقلت الوكالة عن 3 مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن السودان «تلقى شحنات من طائرة (مهاجر 6)، وهي طائرة مسيرة مزودة بمحرك واحد، تم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية، وتحمل ذخائر موجهة بدقة».
وأشار مصدر مطلع لـ«وول ستريت جورنال»، إلى أن مسؤولي الدفاع القطريين كانوا يزورون الجناح الإيراني، كما فعلوا مع جميع العارضين الآخرين.
كما أوضحت الصحيفة أن الوجود الإيراني في معرض الصناعات الدفاعية القطري يضع الدوحة، وهي الحليف الأميركي الذي يستضيف أكبر منشأة أميركية في المنطقة، «في وضع محرج».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن اتصلت بالقطريين بشأن الوجود الإيراني في المعرض، موضحاً: «لاتزال لدينا مخاوف جدية من جهود إيران لتوسيع انتشار الأسلحة الخطيرة، التي تفاقم وتطيل أمد الصراعات حول العالم».
ورداً على سؤال وجهته «الجريدة» حول تقييم وزارة الخارجية الأميركية لتأثير الوجود الإيراني على النزاع الدائر في السودان، حذر المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو في إيجاز خاص عبر الإنترنت مساء الخميس، من أن التدخل الايراني قد يؤدي الى تحول الاقتتال في السودان إلى حرب إقليمية.
وقال بيرييلو:» تحدثت الكثير من التقارير العامة حول دور إيران في هذا الأمر، ولا شك في أننا فهمنا من الشعب السوداني أنه لا يرغب في أي شيء مماثل وهذا النوع من المشاركة الخارجية، بما في ذلك من خلال بعض العناصر المتطرفة التي كانت متواجدة في البلاد في السابق».
واضاف:»أعتقد أن هذا الأمر يثير الكثير من المخاوف. لا شك في أننا سنتابع المسألة وقد سمعنا عنها في خلال محادثاتنا مع السودانيين وفي مختلف أنحاء المنطقة. وهذا مجرد مثال واحد لموضوع قد يؤدي بالفعل إلى وضع كارثي ويكون وقودا تغذي النار التي تحول هذا الوضع إلى حرب إقليمية».
وختم: «أعتقد أن هذا أحد العناصر الذي أدى إلى زيادة الإرادة السياسية لدى القادة في المنطقة ليدركوا ضرورة أن نعمل معاً ومع السودانيين لحل هذه الأزمة. وأعتقد أن الأمر يبدأ من مستوى الفظائع والقرب من المجاعة كل يوم. ويعتقد البعض أننا وصلنا بالفعل إلى هذا المستوى. ونجد الجهات الفاعلة الخارجية تلعب دورا متزايدا هي الأخرى ولا تمثل المستقبل الذي يتطلع إليه الشعب السوداني».