بعد مفاجأته المدوية بتغلبه على المنتخب الألماني في مباراته الافتتاحية بنهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حالياً في قطر، يبحث منتخب اليابان عن انتصار آخر في المونديال، حينما يواجه نظيره الكوستاريكي.

ويلتقي منتخبا اليابان وكوستاريكا اليوم، ضمن منافسات الجولة الثانية في المجموعة الخامسة من مرحلة المجموعات للمونديال، على ملعب (أحمد بن علي) المونديالي.

Ad

وجذب منتخب اليابان الأضواء إليه خلال منافسات الجولة الأولى، عقب فوزه المثير 2-1 على منتخب ألمانيا، الأربعاء الماضي، إذ قلب تأخره صفر-1 أمام منتخب الماكينات، إلى انتصار سيظل خالداً في أذهان متابعي الساحرة المستديرة، عقب تسجيله هدفين خلال آخر 15 دقيقة من عمر اللقاء.

ويحل منتخب اليابان، الذي يشارك في المونديال للنسخة السابعة على التوالي، في المركز الثاني بترتيب المجموعة، برصيد 3 نقاط، بفارق الأهداف خلف منتخب إسبانيا المتصدر، المتساوي معه في نفس الرصيد، عقب فوزه الساحق 7 - صفر على منتخب كوستاريكا، متذيل الترتيب في الجولة الأولى.

ووصف هاجيمي موريياسو، المدير الفني لمنتخب اليابان، الفوز على ألمانيا بأنه الانتصار الأعظم في تاريخ الكرة اليابانية، حيث قال «أعتقد أنها لحظة تاريخية، إنه انتصار تاريخي، على أقل تقدير».

البناء على الانتصار

ويأمل منتخب اليابان في البناء على انتصاره المذهل على ألمانيا، والتقدم خطوة عملاقة أخرى نحو بلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي. ومن الممكن أن يحسم منتخب اليابان صعوده مبكراً لدور ال 16، قبل خوض لقائه الأخير في المجموعة ضد إسبانيا يوم الخميس المقبل، حال فوزه على كوستاريكا، وفشل ألمانيا في الفوز على إسبانيا في لقائهما الذي يجرى بنفس الجولة غداً أيضاً.

ويسابق منتخب اليابان الزمن لكي يلحق الثنائي تاكيهيرو تومياسو، لاعب أرسنال الإنكليزي، وهيروكي ساكاي، لاعب أوراو ريد دياموندز الياباني، بالمباراة، بعدما تعرضا لإصابة حرمتهما من المشاركة في مران الفريق الرئيسي أمس الأول، استعداداً للقاء.

وباستثناء تومياسو، الذي يشكو من آلام في الفخذ الأيمن، وساكاي الذي يعاني من مشكلة عضلية في الفخذ الأيسر، تبدو جميع الأوراق الرابحة الأخرى في صفوف المنتخب الياباني جاهزة تماماً للمواجهة. وربما ستكون الفرصة مواتية أمام منتخب اليابان لاستغلال حالة عدم الاتزان، التي يعاني منها منتخب كوستاريكا حالياً، عقب خسارته القاسية أمام إسبانيا، التي كانت الهزيمة الأثقل في تاريخ مشاركاته بالمونديال.

مخاوف لويس فرناندو

يتطلع المنتخب الكوستاريكي، الذي اجتاز دور المجموعات مرتين خلال مشاركاته الخمسة السابقة في كأس العالم، لاستعادة كبريائه من جديد. وتأمل كوستاريكا أن تسير على نهج منتخب إيران، الذي نفض غبار هزيمته القاسية 2-6 أمام إنكلترا في لقائه الافتتاحي بالمجموعة الثانية في النسخة الحالية للبطولة، عقب فوزه المستحق 2 - صفر على منتخب ويلز في الجولة الثانية، ليحيي حظوظه في الصعود للدور المقبل.

وأعرب الكولومبي لويس فرناندو، المدير الفني لكوستاريكا، عن مخاوفه بشأن الحالة الذهنية للاعبيه عقب الهزيمة المدوية أمام إسبانيا، حيث قال «ينبغي أن أتعامل مع هذه النتيجة وأن أفكر طويلاً فيما أقوله للاعبي فريقي لرفع معنوياتهم»، شدد مدرب كوستاريكا «أشعر بالقلق حقاً من عدم قدرة فريقي على تحمل تلك الخسارة الرهيبة».

ويخوض منتخب كوستاريكا النهائيات للمرة الثالثة توالياً، على أمل تكرار إنجاز مونديال 2014 عندما وصل إلى الدور ربع النهائي.

وكان رجال المدرب لويس فرناندو سواريس آخر المتأهلين إلى مونديال قطر الذي افتتحوه بخسارة تاريخية بسباعية نظيفة أمام اسبانيا.

وتلعب كوستاريكا مباراتها الأخيرة أمام ألمانيا، لذا من الصعب أن تترك انطباعاً مؤثراً في مجموعة صعبة على أمل أن تعكس صورة إيجابية أمام اليابان.

المدافع الياباني هيروكي ساكاي

شكوك حول مشاركة ساكاي

تحوم الشكوك حول مشاركة المدافع الياباني هيروكي ساكاي مع منتخب بلاده في مباراته أمام كوستاريكا، المقرر إقامتها اليوم (الأحد)، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة ببطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث مازال يعاني مشكلة في الفخذ.

وتغلب المنتخب الياباني على نظيره الألماني في أولى مباريات المجموعة الخامسة، والآن لديه الفرصة لحسم تأهله لدور ال 16 إذا سارت النتائج في مصلحته.

وقال ساكاي: «لا أشعر بهذا السوء، لكن القرار النهائي يجب أن يتخذ من قبل المدرب. سأتحدث مع المدرب، والفريق، والطبيب». وأكد أنه يريد اللعب، لكن «الإصابة هي إصابة». وكان ساكاي تم استبداله في الدقيقة 75 بالمباراة أمام ألمانيا.

مينا مينو مع ناغاتومو

ناغاتومو مُحرِّك حماس «الروبوت»

رغم أعوامه ال 36، مازال يوتو ناغاتومو محرك الحماس في المنتخب الياباني، بشعره الأحمر الناري واحتفالاته الجامحة.

ولا يمكن لأحد ألا يلاحظ مدى تأثير ناغاتومو على أداء منتخب بلاده، ليس فقط بسبب خبرة مشاركته الرابعة في كأس العالم، بل بسلوكه، الذي يجعل زملاءه يقاتلون أكثر فأكثر من أجل مساعدة المنتخب.

شارك ناغاتومو في الدقائق ال57 الأولى من الفوز الافتتاحي على ألمانيا، لكن دوره لم ينتهِ بمجرد جلوسه على مقاعد البدلاء، بل واصل تشجيع زملائه من جانب الملعب، حتى إنه عاد إلى الملعب لوهلة من أجل تهنئة هدافي «الساموراي الأزرق» ريتسو دوان وتاكوما أسانو.

وحمل معه مزاجه المليء بالحيوية في المقابلات التي أُجريت بعد المباراة، وهو يصرخ قائلاً «برافو!» في وجه الكاميرا في مقطع فيديو انتشر بجميع أنحاء العالم.

هذا الحماس المنقطع النظير لم يكن شيئاً غير مألوف بالنسبة للاعب صبغ شعره باللون الأحمر من أجل تحفيز زملائه في الفريق.

ويتولى ناغاتومو دوراً قيادياً فاعلاً دائماً في مقدمة المجموعة عندما يجري اللاعبون الإحماء، ويكون حاضراً دائماً بصوته في الحصص التدريبية.

ويقترب ناغاتومو من نهاية مسيرة كروية قلائل من اللاعبين اليابانيين بإمكانهم مضاهاتها.

بعدما سجل بدايته المونديالية عام 2010، انتقل إلى إيطاليا، ليخوض 170 مباراة بألوان إنتر من 2011 حتى 2018. كما دافع عن ألوان غلطة سراي التركي ومرسيليا الفرنسي، قبل العودة في سبتمبر 2021 إلى فريق بداياته الكروية إف سي طوكيو.

والآن، يمكنه أن يبدأ مباراة اليابان ضد كوستاريكا على الجانب الآخر من الدفاع، بعدما تعرض الظهير الأيمن هيروكي ساكاي لإصابة في المباراة ضد ألمانيا.