روسيا تلمح لتورط أوكرانيا في مجزرة موسكو
أقرت بتلقي تحذير أميركي وأوقفت 11 متورطاً... وحصيلة القتلى 143
• الكويت تدين الهجوم الإرهابي: نرفض العنف بكل أشكاله
ألمحت روسيا إلى ضلوع أوكرانيا في الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم «داعش ـ خراسان»، واستهدف أمس الأول مركز كوركوس سيتي هول للحفلات قرب موسكو، وأوقع 143 قتيلاً على الأقل ونحو 100 جريح، في وقت أقرت بتلقي تحذير أميركي من خطر وقوع هجمات إرهابية وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام بأنه مجرد «ابتزاز ومحاولة لتخويف وزعزعة مجتمعنا».
ومع نفي كييف المتكرر لصلتها بالهجوم، أبلغ رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف الرئيس بوتين بإلقاء القبض على 11 متورطاً، 4 منهم ضالعون بشكل مباشر، في حين قالت لجنة التحقيق الروسية إنه تم توقيف متورطين في محافظة بريانسك قرب الحدود الأوكرانية كانوا يخططون للعبور إلى داخل أوكرانيا، ولديهم جهات اتصال هناك.
وقال حاكم موسكو إن البحث قد يستغرق أسبوعاً تحت أنقاض المجمع الضخم الذي احترق إلى حد كبير بعدما استخدم المهاجمون سائلاً سريع الاشتعال لإضرام النيران فيه. وفي بيان على وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الارهابي، أعلن «داعش - خراسان» تبنيه الهجوم، مؤكداً أن «منفذيه عادوا إلى قواعدهم سالمين».
وجاء الهجوم بعد ساعات من إعلان لجنة الانتخابات الروسية رسمياً فوز بوتين بولاية رئاسية خامسة تبقيه في السلطة إلى 2030، وغداة أعنف قصف بالصواريخ والمسيرات تشنه موسكو على كييف منذ أشهر، وكذلك بعد أن وصف المتحدث باسم الكرملين ما يجري في أوكرانيا بالحرب، في حين حرصت موسكو طوال السنتين الماضيتين على استخدام مصطلح «العملية العسكرية الخاصة».
وهدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف بتصفية القيادة الأوكرانية في حال تم إثبات تورط كييف في الهجوم، في وقت رأى رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما، أندريه كارتابولوف أن «أوكرانيا ورعاتها هم أصحاب المصلحة الرئيسيون في الهجوم»، داعياً إلى «رد واضح في ساحة المعركة» إذا ثبت تورط كييف.
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن مصدر استخباري روسي تأكيده تلقي موسكو تحذيراً مسبقاً وعاماً حول خطر وقوع هجمات إرهابية داخل الأراضي الروسية.
وكانت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، قالت: «في وقت سابق هذا الشهر، كانت لدى الإدارة الأميركيّة معلومات بشأن مخطّط هجوم إرهابي في موسكو يُحتمل أن يستهدف تجمّعات كبيرة، بما في ذلك الحفلات الموسيقيّة، وقد تشاركت واشنطن هذه المعلومات مع السلطات الروسيّة».
وفي 7 الجاري حذّرت السفارة الأميركيّة في روسيا مواطنيها من أنّها «تُراقب عن كثب تقارير تُفيد بأنّ متطرّفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمّعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقيّة». وقالت الولايات المتحدة إنه لا يوجد أي مبرر للتشكيك في صحة بيان «داعش»، مشيرة إلى أن معلوماتها تؤكد أن تبني التنظيم ذات مصداقية.
وكان الرئيس الروسي اعتبر في 19 الجاري أن التحذيرات الغربية لروسيا من خطر هجمات إرهابية مجرد ابتزاز وتخويف لزعزعة المجتمع الروسي.
ودانت الهجوم الإرهابي غالبية دول العالم بما في ذلك دول حليفة مقربة من كييف، وأخرى إسلامية وعربية في مقدمتها الكويت، حيث بعث سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ببرقية تعزية إلى الرئيس الروسي أعرب فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا الهجوم الإرهابي، مؤكداً استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي البشع.
بدوره، بعث رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د. محمد الصباح ببرقية تعزية إلى بوتين.
وكانت «الخارجية» الكويتية عبرت، في بيان، عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للهجوم، مجددة رفضها للعنف بكل أشكاله، في وقت دعت المجتمع الدولي إلى الوقوف بوجه تلك الأعمال الإرهابية. إلى ذلك، تتجه الأنظار إلى رد الفعل الروسي على الهجوم، وما إذا كانت موسكو ستستغله لتحصين واستنهاض الجبهة الداخلية بعد الإعلان غير الرسمي عن حال الحرب، وبالتالي الذهاب إلى التصعيد ضد أوكرانيا والانزلاق أكثر إلى مواجهة شاملة مع الغرب، أم سيكون فرصة لإعادة التنسيق الأمني بين الغرب وموسكو يصبح بدوره مقدمة لحوار يضع الأزمة الأوكرانية على سكة التسوية.