تتواصل المفاضات في الدوحة حول التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الاسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل، رغم مغادرة رئيس «الموساد» ديفيد برنياع ومدير وكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز.
وأكد مصدر عربي مطلع، أن واشنطن تمارس ضغوطاً واضحة على تل أبيب، من خلال وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، لإحراز تقدم في المحادثات والوصول إلى صفقة خلال أيام.
وأضاف لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، أن هناك اتفاقاً على فكرة إطلاق سراح 40 إسرائيلياً وعلى أيام التهدئة وهي 6 أسابيع، أما التفاصيل الخلافية فهي تتعلق بعدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم وهويتهم، فضلاً عن موضوع عودة النازحين إلى شمال غزة، مشيرا إلى أن هناك شبه اتفاق على عودة تدريجية إلى مناطق شمال القطاع، بعد ضغوط أميركية بهذا الخصوص.
وعشية تصويت مجلس الأمن على عاشر مشروع قرار لوقف العدوان، كشف مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات الجارية في قطر عن تقديم الولايات المتحدة مقترحاً يقرب وجهات النظر فيما يتعلق بعدد السجناء الفلسطينيين الذين يتعين على إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة تفرج عنها «حماس».
وقال المسؤول: «خلال المفاوضات، ظهرت فجوات كبيرة بشأن مسألة نسبة السجناء» الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة، مضيفا أن «الولايات المتحدة طرحت على الطاولة اقتراحاً ردت عليه إسرائيل بشكل إيجابي لكن حماس لم ترد بعد».
في المقابل، أعاد القيادي الكبير في «حماس» سامي أبوزهري الاشارة إلى اقتراح سابق لحركته لإفراج إسرائيل عما بين 700 وألف سجين فلسطيني مقابل اطلاق الحركة رهائن من الإناث والقاصرين وكبار السن والمرضى. وكانت إسرائيل وصفت الاقتراح بأنه «غير واقعي».
وقال أبوزهري إن إسرائيل المسؤولة عن فشل التوصل الى اتفاق لأنها ترفض الالتزام بإنهاء الهجوم العسكري وسحب قواتها من غزة والسماح للنازحين بالعودة، مضيفا: «ما تريده أميركا والاحتلال هو استعادة الأسرى بدون أي التزام بوقف العدوان، وبالتالي استئناف الحرب والقتال والدمار وهذا ما لا نقبل به».
وذكر مصدر آخر في «حماس»، إن «إسرائيل تريد انسحابا جزئيا على مراحل مع بقاء قواتها في شارع صلاح الدين والطريق الساحلي والمناطق الحدودية، لكن حماس تريد انسحاباً كاملا، وأبدت مرونة بقبول الانسحاب من المناطق المأهولة والمدن، ورفع الحواجز بين المدن ثم من كل القطاع مع انتهاء المرحلة الثانية للاتفاق».
قائمة طويلة
إلى ذلك، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن وزير الدفاع يوآف غالانت وصل الى واشنطن ومعه قائمة طويلة بأسلحة تريدها إسرائيل فوراً.
ووفق مسؤول إسرائيلي فإن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى إلى تسريع عملية توريد الطائرات والأسلحة، وسط قلق مسؤولين إسرائيليين من إبطاء وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تسليمه.
ومن المقرر أيضا أن يجتمع غالانت مع مسؤولين كبار آخرين في الإدارة الأميركية والكونغرس. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن الخارجية الأميركية تلقت تأكيدات كتابية موقعة من غالانت، بأن استخدام إسرائيل للمعدات الدفاعية الأميركية لن ينتهك القانون الإنساني الدولي أو القانون الأميركي لحقوق الإنسان.
بدورها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن غالانت سيبحث أيضاً خطة اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة وسير المعارك واستعادة المحتجزين وإجراءات إدخال المساعدات لغزة، مبينة أن المباحثات ستشمل أيضاً الحفاظ على الزخم الذي يكسب إسرائيل ميزة عسكرية في المنطقة.
وأعلن مكتب نتنياهو إرسال وفد «بناء على طلب الرئيس الأميركي» للبحث في الهجوم البري الذي تعد له إسرائيل في منطقة رفح جنوب قطاع غزة. وقالت معلومات ان اسرائيل وافقت على اقتراح لتأجيل الاجتياح الى بعد رمضان.
وتأتي هذه التطورات في وقت أفادت فيه صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر حكومية بأن إسرائيل تخشى أن يؤثر قرار كندا حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل على دول أخرى في ما يشبه «تأثير الدومينو». وأضافت أن هناك مؤشرات على أن الدول الصديقة تغير سياساتها، وتفكر في تأخير أو حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك بريطانيا.
غوتيريش
ورغم تعرضه لهجوم لاذع من وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس واتهامات بتحويل الأمم المتحدة إلى «هيئة معادية للسامية»، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية مصر سامح شكري، إن «الاتهامات الإسرائيلية لنا لا تؤثر على عملنا ولسنا ضد أحد بل نعمل بناء على قيم ومبادئ».
وحذر لليوم الثاني من «كارثة إنسانية في قطاع غزة»، ودعا إلى إطلاق سراح الرهائن فورا ودون شروط وإنهاء المعاناة في القطاع، واعتبر أن «الطريق الوحيد لنقل المساعدات إلى غزة هو الطريق البري».
واعترف غوتيرش «بوجود الانقسامات الجيوسياسية في مجلس الأمن تعرقل اتخاذه قرارات ذات معنى»، لافتا إلى أنه يعمل بجد لـ «ضمان استمرار دعم الأونروا وتعزيز قدرتها على القيام بدورها تجاه الفلسطينيين وعلى الالتزام بقيم الأمم المتحدة».
وإذ اعتبر شكري أن استمرار الأعمال العسكرية في القطاع يؤذي مزيدا من الفلسطينيين وهذا لا يمكن القبول به، حذّر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من خطورة قطع بعض الدول دعمها، معتبرا أنه «يعد عقاباً جماعياً للفلسطينيين الأبرياء».
ضحايا الحرب
ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم، أن عدد ضحايا الحرب تجاوز 32226 شهيداً و74518 جريحاً منذ السابع من أكتوبر، مؤكدة أن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد العائلات أسفرت عن مقتل العشرات، وصل منهم إلى المستشفيات 84 شهيداً و106 مصابين خلال 24 ساعة ولا يزال عدد كبير تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل أحد جنوده في مجمع الشفاء الطبي، الأكبر بغزة، ليرتفع عدد قتلاه الإجمالي إلى 595 منذ 7 أكتوبر بينهم 39 قتلوا خطأ و20 تم إطلاق النار عليهم بشكل مباشر، بالإضافة الى إصابة 3127 جندياً بينهم 488 إصابة صعبة.
وفي الضفة الغربية، اعتقلت القوات الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية واليوم الأحد، 16 فلسطينيا على الأقل، بينهم طفل وأسرى سابقون لترتفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر، إلى أكثر من 7755 معتقلا، وتشمل من جرى اعتقالهم من المنازل.