يحلّ علينا اليوم الموسوم من التاريخ، ألا وهو يوم 27/3 من كل عام، لنقف احتراماً وإكباراً ليوم المسرح العالمي، فتقام الفعاليات والاحتفالات بكل أرجاء المعمورة، كي يسلّط الضوء على الفن المسرحي ودوره في صناعة الوعي الثقافي.
ولأهمية هذا اليوم العظيم، تم تكليف الكاتب والأديب جون فوس، الحائز جائزة نوبل للآداب، ليكتب كلمة يوم المسرح العالمي، لما للمسرح من أهمية، وقد ضمن الكاتب كلمته ما يدور في هذا العالم من ويلات وحروب، وبالذات الصراع الفلسطيني - الصهيوني، وما يدور بغزة، فقال: «الحرب صراع ضد ما يكمن بأعماقنا، ضد ما هو متفرد، وهو أيضاً صراع ضد الفن، ضد جوهر كل فن».
وبهذه المناسبة، لا بدّ لي أن أعرج على عمل قدّمه المخرج والكاتب الكويتي سليمان البسام قبل أكثر من عشرين عاماً، وهو يحمل نفس مضمون ما تحدّث عنه الأديب الكبير في كلمته ليوم المسرح، فكانت مسرحية هاملت التي حفلت بالمواقف والأحداث التي تمرّ بها أمتنا العربية، بل تعدت ذلك إلى الوضع العالمي والإرهاب الحاصل، فمسرحية «مؤتمر هاملت» يوم عرضت على مسرح وزارة الثقافة بطوكيو وفي ذاك الحشد العربي، أغاظ العرض السفير الإسرائيلي الذي كان بين الحضور، واستفزه، ودعاه إلى توجيه النقد الشديد لإدارة المهرجان، حيث كانت رؤية الكاتب هي تعرية الموقف الصهيوني الذي لا يزال - كما توقّعه - مستمراً حتى هذه اللحظة، فها هي أوفيليا/ غزة تتعرض للاستباحة والدمار والعالم يتفرّج، كما قدّم الطاغية الصهيوني يوم وجّه مدافعه نحو بلداننا.
وقد عبّر البسام عن ذلك قائلاً «جاء الموقف متوافقاً مع الروح العربية، ويجسد ما يحمله الواقع العربي من أزمات».
استشهدت بهذه المسرحية لأنها عمل كويتي يعبّر عن الموقف الكويتي الثابت على مر الأيام.
وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح، أدعو إلى الاهتمام أكثر بالمسرح الكويتي، لما له من باع طويل وإسهامات راسخة على مدى الأيام خليجياً وعربياً وعالمياً، من خلال الراية التي يحملها البسام من خلال «مسرح البسام - SABAB»، فالمسرح هو الفن الراقي الذي ينهض ببقية الفنون.
كل عام والمسرح الكويتي والعربي يرتقي إلى صفوف المسارح العالمية.