كعادتها كل عام، أقامت كاتدرائية مار مرقص للأقباط الأرثوذكس في الكويت غبقة «المحبة»، بحضور ديني ودبلوماسي كبير وجمع غفير من المصريين والكويتيين والجاليات الأخرى.
وأكد السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت، في كلمة له، مساء أمس الأول، أن غبقة المحبة تعبر بصدق عن عمق الروابط المصرية الأصيلة بين أبناء الوطن، كما أنها تعد تقليداً مقدراً من تقاليد الكنيسة المصرية بالكويت، والتي لا تألو جهداً في توثيق أواصر المحبة بين شعب مصر الحبيب.
وقال شلتوت: «إننا نلتقي اليوم ومسلمي مصر وأقباطها صائمون، يؤدون فرائضهم في نفس التوقيت لتبرز وحدة نسيج الشعب المصري وروح الأمة الواحدة حتى يحتفلوا معاً بأعيادهم بمشاركة الكويت».
ووجه الشكر والتقدير والامتنان إلى الكويت أميراً وحكومة وشعباً، لما تقدمه من اهتمام ورعاية دائمين لأبناء الجالية المصرية، بما يعكس متانة العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي وحكومتي البلدين الشقيقين، وبشكل خاص على التعاون المقدر في جميع مناحي العلاقات المصرية الكويتية بما فيه رفعة البلدين الشقيقين.
كما توجه بالشكر إلى الكنيسة القبطية المصرية، لجهودها الملموسة لتعزيز مكانة مصر ودورها في الكويت، خاصة في هذا الشهر الكريم، وشدد على خالص تقديره واعتزازه بأبناء الجالية المصرية على أرض الكويت، لدورهم في التنمية ولأدائهم المتميز نحو الوطن الأم، حتى تظل مصر بوحدتها الوطنية نموذجا فريدا لكل الشعوب.
الحرية والتسامح
وفي عظته التي حملت عنوان «المحبة»، قال راعي كاتدرائية مار مرقص في الكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي إنه «بالمحبة نبنى أنفسنا ونبنى اخوتنا وأبناءنا والاجيال الصاعدة التي هي مسؤوليتنا أمام الله وضمائرنا والمجتمع».
وأضاف: «نرى كويتا مصغرة من كل الأطياف في الديوانيات والغبقات والتجمعات بكل حب وود»، مشيرا إلى الحرية والتسامح بين الأديان الذي تتمتع به الكويت، «ونريد أن يرى العالم ويسمع كيف نعيش بالكويت في تلك الأجواء المفعمة بالحب والود، نجدد عهد المحبة التي هي موجودة بفضل سمو أمير المحبة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد وقيادتها وشعبها المضياف».
رسالة محبة
بدورها، أكدت الأستاذة في جامعة الكويت د. سهام القبندي أن «الجموع الحاشدة التي تضم مختلف أطياف المجتمع في غبقة المحبة، تعكس صورة حضارية طالما تميزت بها الكويت وتعبر عن رسالتها الإنسانية وعن قيم التسامح والتآخي التي تنهض بهما البلاد في ظل قيادة صاحب السمو أميرنا المفدى الشيخ مشعل الأحمد، مواصلاً المسيرة المباركة التي صنعها أجدادنا وآل صباح الكرام الذين جعلوا من الكويت رسالة محبة وسدرة للتسامح والتآخي والسلام».
وشددت القبندي على أن التبادل والحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب يعمل على ترسيخ قواعد التفاهم والاحترام والكرامة، ويعمل على نشر التماسك الاجتماعي والمصالحة بين الشعوب.
وقالت: «أقف هنا وأحمل معكم رسالة إلى كل العالم ومنظماته المسؤولة: ارفعوا راية السلام العادل واعملوا من أجله... اوقفوا آلات الحرب والدمار، انهضوا بقيم التسامح والتآخي، فالعدوان ما زال مستمراً على غزة حتى ونحن في شهر رمضان، والذي كان يفترض ان تتوقف الحرب، إكراماً لحرمة هذا الشهر الفضيل».