أصيب 4 أشخاص بجروح جرّاء غارات إسرائيليّة استهدفت ليل السبت/ الأحد منطقة بعلبك، معقل حزب الله في شرق لبنان، وفق ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس»، ما دفع الحزب الشيعي إلى الردّ.
وقال الجيش الإسرائيلي «أغارت طائرات حربيّة في وقت سابق الليلة (الماضية) على ورشة تحتوي على وسائل قتاليّة تابعة لحزب الله الإرهابي في منطقة بعلبك».
وهذه ثالث ضربة تستهدف المنطقة البعيدة عن الحدود مع إسرائيل خلال نحو 6 أشهر من القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وذكر مراسل «فرانس برس» أنّ «الطيران الإسرائيلي أطلق 5 صواريخ على مبنى سكني من طابقين في بلدة العسيرة في خراج مدينة بعلبك».
وأضاف أنّ الغارات استهدفت مركزا لحزب الله كان مهجورا منذ فترة، ما أدّى إلى إصابة أربعة من سكّان المباني المجاورة.
وبعد نحو ساعة، قال حزب الله أنه «ردّا على قصف أحد الأماكن في مدينة بعلبك، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية... صباح الأحد (أمس) القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع (مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي)، حيث كانت تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة، وذلك بأكثر من ستين صاروخا من نوع كاتيوشا».
وذكر الجيش الإسرائيلي أنّه رصد «نحو 50 قذيفة صاروخيّة» أطلِقت من لبنان «نحو شمال إسرائيل»، مشيرا إلى أنّه «اعترض عددا منها».
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّ «طائرات لجيش الدفاع أغارت على المنصّات التي استُخدِمت لإطلاق بعض هذه القذائف».
ولم تُبلغ إسرائيل عن أيّ إصابات أو أضرار.
وتشنّ إسرائيل منذ أسابيع غارات جوّية أكثر عمقا داخل الأراضي اللبنانيّة ضدّ مواقع لحزب الله، ما يزيد المخاوف من اندلاع حرب مفتوحة.
وتأتي الغارات على العسيرة، الواقعة على مسافة نحو 100 كيلومتر من الحدود الإسرائيليّة- اللبنانيّة، بعد فترة هدوء نسبي استمرت حوالي عشرة أيام.
وكان حزب الله أعلن في وقت سابق السبت أنّه استهدف عددا من المواقع العسكريّة الإسرائيليّة.
ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية- الاسرائيلية بين حزب الله اللبناني المتحالف مع «حماس» والجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة في 7 أكتوبر.
ويكرّر حزب الله القول إن وقف هجماته ضد إسرائيل مرتبط بالتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة. لكنّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت شدّد مؤخرا على أنّ أيّ هدنة في غزة لن تحيّد إسرائيل عن هدفها الرامي إلى إبعاد حزب الله من جنوب لبنان، محذّراً من أنّه إذا تعذّر إيجاد حلّ دبلوماسي للوضع «فسنفعل ذلك بالقوة».
وأدّى التصعيد الراهن بين حزب الله وإسرائيل إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان في المناطق الحدودية في الجانبين.
وقُتل في لبنان منذ بدء التصعيد ما لا يقلّ عن 323 شخصا، معظمهم من مقاتلي حزب الله وبينهم 56 مدنيا على الأقلّ، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً الى بيانات للحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وفي إسرائيل قُتل 10 جنود و7 مدنيّين بحسب الجيش.