«طرقات مفتوحة» لمفاوضات بين دمشق وواشنطن
إشادة أميركية بقدرة حزب الله على تحمل الاستفزازات الإسرائيلية
تشهد المنطقة حركة تفاوضية ذات أفق واسع بين أطراف وقوى متناقضة تركز على مرحلة ما بعد الحرب على قطاع غزة وكيفية ترتيب الأوضاع في المنطقة.
ويحسب المعلومات، مع استمرار المفاوضات للوصول إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار في غزة، أصبحت هناك قناعة لدى مجمل الأطراف بأن لا شي يثني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اجتياح رفح، وأن المساعي تركز الآن على تأجيل الهجوم إلى ما بعد شهر رمضان وكيفية إجلاء السكان المدنيين لتجنب حمام جديد.
وبعد الدور الذي لعبته دمشق في إطار تعبيد طريق زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا إلى الإمارات، برزت سورية كطرف جديد في هذا الحراك التفاوضي، خصوصاً أنها لم تنخرط في مبدأ «وحدة الساحات» ولا تزال تحافظ على حد أدنى من الاستقرار في جبهة الجولان والجنوب السوري، وهذا ما يرتبط أيضاً بحسب المعلومات، بمسار تفاوضي غير مباشر مفتوح بين دمشق ودول غربية في سبيل ترتيب الأوضاع بالمرحلة المقبلة.
وتشير مصادر متابعة أن دمشق أوصلت رسائل واضحة بأنها غير مهتمة بالانخراط في الحرب، وهي تسعى لفتح آفاق التفاوض مع جهات عربية وغربية في سبيل إعادة ترتيب علاقاتها الدولية.
وتفيد بعض المعلومات بتناقل رسائل بشكل غير مباشر بين دمشق وتل أبيب حول إحياء المفاوضات غير المباشرة على جملة من الملفات، وسط مساع سورية لفتح قنوات تفاوض مع الأميركيين أيضاً، حول مصير الوجود الأميركي في شرق سورية في ظل تقارير عن رغبة أميركية بالانسحاب من هناك، إضافة إلى ضبط الحدود مع إسرائيل وترسيمها، وضبط الحدود مع لبنان تمهيداً إلى ترسيمها، ووقف تهريب المخدرات.
مثل هذه المساعي السورية، سيكون لها أبعاد على خط العلاقة بين دمشق وطهران، خصوصاً في ظل المعلومات التي تتحدث عن تخفيض إيران لعدد خبرائها ومستشاريها على الساحة السورية.
في هذا السياق، برزت المعلومات عن استعداد سعودي لاستضافة حوارات اللجنة الدستورية بين النظام السوري والمعارضة، ما يعطي إشارات إلى مدى الاهتمام بملفات المنطقة ونقلها من حالة التعثر والاستعصاء إلى حالة البحث عن حلول، خصوصاً أن هذا الانخراط السعودي بالملف السوري يأتي بعد اهتمام سعودي مع دول خليجية وعربية أخرى بصياغة حل للقضية الفلسطينية وفي ظل التقارب مع إيران.
في الوقت نفسه لا يمكن فصل مسار التفاوض السوري مع الغرب عن المسار اللبناني، خصوصاً في ظل استمرار المساعي الأميركية لتجنب التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وفي هذا السياق، تتحدث المصادر في بيروت عن رسائل أميركية وصلت إلى مسامع حزب الله حول الإشادة ببراغماتيته وواقعيته وعقلانيته في مقاربة الملفات وعدم الانخراط في حرب واسعة على الرغم من كل الاستفزازات الإسرائيلية. هذا ما يراهن عليه الحزب أيضاً في علاقاته مع المزيد من الدول العربية بالتركيز على الذهاب إلى إعادة احياء مسار التسويات القائمة على التوازن.