بعد أيام قليلة من نشر وكالة «بلومبرغ» معلومات عن توصل الصين وروسيا إلى اتفاق مع جماعة أنصار الله الحوثية اليمنية يمكّن سفن البلدين من العبور الآمن في البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، أمس، أنّ الحوثيين هاجموا ناقلة نفط صينيّة بصواريخ بالستيّة، أصاب أحدها السفينة قبالة سواحل اليمن.
وكان مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أكد، لـ «الجريدة»، صحة معلومات «بلومبرغ»، وأشار إلى أن دولاً أخرى بينها الهند تسعى إلى اتفاقات مماثلة مع الحوثيين، كاشفاً أن إيران تلعب دور الوسيط في هذه الاتفاقات.
في الوقت نفسه، قال المصدر إن الحوثيين أصروا على شرط عدم اتجاه السفن الصينية والروسية إلى إسرائيل، وأنه في حال خالفت أي سفينة ذلك وأكملت طريقها إلى إسرائيل بعد عبورها مضيق باب المندب والسواحل اليمنية، فإن الجماعة ستستهدفها في طريق العودة.
وقالت القيادة العسكريّة الأميركيّة الوسطى (سنتكوم)، في بيان أمس، إنّ السفينة «هوانغ بو» التي ترفع علم بنما، وتملكها وتُشغّلها الصين، أصدرت نداء استغاثة لكنّها لم تطلب المساعدة، مضيفة «لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، وقد استأنفت السفينة مسارها».
وذكرت «سنتكوم» وهيئة عمليّات التجارة البحريّة البريطانيّة (يو كاي إم تي أو) أنّ حريقاً اندلع على متن السفينة لكنه أخمِد في غضون 30 دقيقة. وفي وقت لاحق، أفاد موقع مراقبة الحركة البحريّة «مارين ترافيك» بأنّ السفينة غادرت البحر الأحمر إلى خليج عدن، متّجهة حسب شركة الأمن البحري «أمبري» نحو وجهتها التالية، ميناء نيو مانغالور في الهند.
ووقع الهجوم أمس الأول على بُعد 23 ميلاً بحرياً غرب مدينة المخا، وفقاً لـ «يو كاي إم تي أو»، بينما لم تعلن أي جهة حتى الآن تبنّيه. وذكرت «سنتكوم» أنّ الحوثيين أطلقوا 4 صواريخ بالستيّة مضادّة للسفن باتّجاه البحر الأحمر، بالقرب من «هوانغ بو»، قبل أن يصيبوها بصاروخ خامس، مشيرة إلى أنّ «الحوثيين هاجموا السفينة، رغم أنّهم قالوا سابقاً إنّهم لن يهاجموا السفن الصينيّة».
إلى ذلك، حذَّرت وزارة الدفاع الصينية الفلبين، أمس، من الاستمرار في تحديها، ملوحة بإجراءات «صارمة وحاسمة»، وذلك غداة وقوع احتكاك بين الجانبين في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي أدى إلى إصابة 3 جنود فلبينيين.
وقالت الوزارة في بيان: «نطالب الفلبين بالتوقف عن الإدلاء بأي تصريحات، من شأنها أن تؤدي إلى تأجيج الصراعات وتصعيد الوضع، والتوقف عن كل الأعمال المخالفة والاستفزازية».
وتابع البيان، وفقاً لوكالة رويترز: «إذا دأبت الفلبين على القيام بأفعال تمثل تحدياً للصين، فسوف تواصل بكين اتخاذ إجراءات صارمة وحاسمة لحماية سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية بقوة».
جاءت هذه التصريحات بعد أن قال خفر السواحل الصيني إنه اتخذ تدابير ضد سفن فلبينية في المياه المتنازع عليها، بالقرب من جزر سكند توماس شول، وجزر سبراتلي، في اليوم السابق، وهي إجراءات وصفتها الفلبين بأنها «غير مسؤولة واستفزازية».
وقالت قوة العمل الفلبينية في بحر الصين الجنوبي، في بيان، أمس الأول، إن الحادث شمل استخدام مدافع المياه ضد قارب مدني تم استئجاره لإعادة تزويد القوات بالإمدادات.
وأعلن مستشار الأمن القومي الفلبيني، أمس، إصابة 3 جنود في الحادثة، في وقت قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن «السلوك (الصيني) يزعزع استقرار المنطقة ويعكس تجاهلاً واضحاً للقانون الدولي»، مجدداً التزام واشنطن تجاه مانيلا.