غيوم في أجواء «هدنة غزة»... وإسرائيل تحاصر المستشفيات
الاحتلال يمنع «أونروا» من توصيل المساعدات لشمال القطاع ويبحث عن بدائل لإمدادات السلاح الأميركية
فيما تغرق المفاوضات حول الهدنة في غزة في «شياطين» التفاصيل والشروط المضادة واصل مجلس الأمن المنقسم بشدة ضغوطه لإقرار مشروع جديد لوقف النار وإيصال المساعدات إلى القطاع.
قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن على نصّ جديد يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ المفاوضات غير المباشرة الجارية في قطر حول اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع مقابل إطلاق سراح 40 محتجزاً إسرائيلياً وصلت إلى طريق مسدود.
ونقلت هيئة البث الممولة من الحكومة الإسرائيلية عن مصادر فلسطينية، أن حركة حماس رفضت بقاء أي قوات إسرائيلية في غزة خلال الهدنة المحتملة، كما نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن تل أبيب وافقت على «دفع أثمان» باهظة في المفاوضات الأخيرة بالدوحة، متهماً «حماس» بالتعنت.
وأكد المسؤول أن إسرائيل وافقت على ألا يكون لها حق الفيتو على قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم، على قاعدة الإفراج عن 7 أسرى فلسطينيين محكومين بالمؤبد مقابل كل جندية إسرائيلية محتجزة، وإطلاق سراح ما بين 700 و800 أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الرهائن الأربعين.
ووفق المسؤول، فإن إسرائيل أبدت انفتاحها على السماح بعودة النازحين إلى شمال غزة، في استجابة لمطلب أساسي لحماس. وتكهنت وسائل إعلام إسرائيلية بأن العرض سيقتصر على النساء والأطفال لمنع دخول مسلحين.
وقال مصدر أمني، لهيئة البث، «لا خيار سوى دخول مدينة رفح والسؤال الآن هل ستكون العملية على رفح قبل صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس أم بعدها؟».
وأكد المصدر الأمني، أن هناك خشية في حكومة بنيامين نتنياهو من أن ينعكس التوتر مع واشنطن حال اقتحام مدينة رفح على دعمها، مبيناً أن «إسرائيل تبحث عن مصادر بديلة للحصول على الأسلحة خشية وقف الدعم العسكري الأميركي».
«حماس» تنفي
في المقابل، قالت حركة «حماس» إنه لا يوجد مقترح أميركي جديد خاص بالهدنة، نافية أن تكون تل أبيب قد قدمت أي تنازلات. وقال القيادي في «الحركة» محمود مرداوي، إنه لا توجد إرادة سياسية لدى الجانب الإسرائيلي للوصول إلى أي اتفاق، مضيفاً أن الرد الإسرائيلي سلبي ولم يتضمن أي إشارة لوقف إطلاق النار، ولم يتم ذكر انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
اجتياح رفح
ورغم التحذيرات الأميركية والدولية، أعاد نتنياهو التأكيد، أمس الأول، أن قواته ستدخل رفح وتحقق «النصر المطلق» وتقضي على زعيم حماس في غزة يحيى السنوار.
وانضمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس للضغوط على نتنياهو، وقالت في تصريحات تلفزيونية: «كنا واضحين في محادثات متعددة وبكل الطرق أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأ فادحاً، لقد درست الخرائط، لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص».
بدوره، صعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته تجاه نتنياهو، مجدداً «معارضته الصارمة» للهجوم على رفح، ومحذراً من أن «النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب».
القرا ر العاشر
في الأثناء، يسعى مجلس الأمن لتبني نص هو العاشر من نوعه يطالب بوقف فوري لإطلاق النار عمل عليه الأعضاء غير الدائمين بعد مفاوضات مع الولايات المتحدة طوال نهاية الأسبوع في محاولة لتجنب فشل آخر، وفقاً لمصادر دبلوماسية أعربت عن بعض التفاؤل بشأن نتيجة التصويت.
وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس: «نتوقع ما لم يطرأ أي تطور في اللحظة الأخيرة أن يتم تبني مشروع القرار وأن الولايات المتحدة لن تصوت ضده».
والمشروع في نسخته الأخيرة «يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن «يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار»، كما «يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».
ويدعو مشروع القرار الجديد أيضاً إلى «إزالة كل العوائق» أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة معرضين لخطر المجاعة.
ومنذ 7 أكتوبر، لم يتمكن مجلس الأمن المنقسم بشدة، سوى من تبني قرارين طابعهما إنساني، من أصل ثمانية مشاريع طرحت للتصويت أعاقت الولايات المتحدة معظمها، في حين استخدمت روسيا والصين حق الفيتو لإسقاط مشروعها الأول لوقف إطلاق النار مقبل الإفراج عن الرهائن.
وبعد أيام على استخدامها الفيتو مع روسيا لإسقاط المشروع الأميركي، أعلنت الصين أمس دعمها للقرار الجديد، ووجهت الشكر إلى «الجزائر ودول أخرى لعملها الدؤوب في هذا المجال»، آملة أن «يقره مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن ويوجه رسالة قوية لوقف القتال».
إلى ذلك، أعلن مفوض «أونروا» فيليب لازاريني أن إسرائيل منعت الوكالة نهائياً من توصيل مساعدات إلى شمال غزة دون أي مبرر، معتبراً أن «هذا أمر شائن ويجعل عرقلة المساعدة المنقذة للحياة مقصودة أثناء مجاعة من صنع الإنسان».
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «أونروا تمثل شريان حياة للأمل والكرامة» وشدد، خلال مؤتمر مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس في عمان على أن الأمم المتحدة ستواصل «الضغط» لإزالة جميع عقبات إيصال المساعدات المنقذة للحياة في غزة.
وشدد على أنه «لا يمكن التوصل إلى نهاية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا من خلال حل الدولتين».
من ناحيته قال الصفدي: «نقول كفى توفيراً للحصانة لإسرائيل في حربها على غزة»، موضحاً أن «اقتحام إسرائيل لرفح سيؤدي إلى مذبحة ومجزرة إنسانية».
وعلى الأرض، صعّد الاحتلال عملياته ضد المستشفيات وفرض حصارا على مستشفى الأمل ومستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع. وقصف الطيران أمس الطابق العلوي من المبنى الرئيسي لمستشفى الشفاء، مع تواصل ضرب وحصار محيطه ومواصلة اعتقال المتواجدين فيه ومن ضمنهم الطاقم الطبي.
وأكدت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 11 مجزرة راح ضحيتها 107 شهداء و176 مصابا خلال 24 ساعة، ما أدى لارتفاع عدد قتلى العدوان إلى 32.333 منذ 7 أكتوبر.
وفي الضفة، أصيب أمس ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي والشظايا خلال اقتحام القوات الإسرائيلية البلدة القديمة وعدداً من الأحياء في مدينة نابلس. وفي اليوم الثاني من عيد المساخر اليهودي»، أقدمت أعداد كبيرة من المستوطنين على اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال التي أخلت بالقوة الساحة المقابلة للمصلى القبلي وصحن قبة الصخرة.
ونقلت هيئة البث الممولة من الحكومة الإسرائيلية عن مصادر فلسطينية، أن حركة حماس رفضت بقاء أي قوات إسرائيلية في غزة خلال الهدنة المحتملة، كما نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إن تل أبيب وافقت على «دفع أثمان» باهظة في المفاوضات الأخيرة بالدوحة، متهماً «حماس» بالتعنت.
وأكد المسؤول أن إسرائيل وافقت على ألا يكون لها حق الفيتو على قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم، على قاعدة الإفراج عن 7 أسرى فلسطينيين محكومين بالمؤبد مقابل كل جندية إسرائيلية محتجزة، وإطلاق سراح ما بين 700 و800 أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الرهائن الأربعين.
ووفق المسؤول، فإن إسرائيل أبدت انفتاحها على السماح بعودة النازحين إلى شمال غزة، في استجابة لمطلب أساسي لحماس. وتكهنت وسائل إعلام إسرائيلية بأن العرض سيقتصر على النساء والأطفال لمنع دخول مسلحين.
وقال مصدر أمني، لهيئة البث، «لا خيار سوى دخول مدينة رفح والسؤال الآن هل ستكون العملية على رفح قبل صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس أم بعدها؟».
وأكد المصدر الأمني، أن هناك خشية في حكومة بنيامين نتنياهو من أن ينعكس التوتر مع واشنطن حال اقتحام مدينة رفح على دعمها، مبيناً أن «إسرائيل تبحث عن مصادر بديلة للحصول على الأسلحة خشية وقف الدعم العسكري الأميركي».
«حماس» تنفي
في المقابل، قالت حركة «حماس» إنه لا يوجد مقترح أميركي جديد خاص بالهدنة، نافية أن تكون تل أبيب قد قدمت أي تنازلات. وقال القيادي في «الحركة» محمود مرداوي، إنه لا توجد إرادة سياسية لدى الجانب الإسرائيلي للوصول إلى أي اتفاق، مضيفاً أن الرد الإسرائيلي سلبي ولم يتضمن أي إشارة لوقف إطلاق النار، ولم يتم ذكر انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
اجتياح رفح
ورغم التحذيرات الأميركية والدولية، أعاد نتنياهو التأكيد، أمس الأول، أن قواته ستدخل رفح وتحقق «النصر المطلق» وتقضي على زعيم حماس في غزة يحيى السنوار.
وانضمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس للضغوط على نتنياهو، وقالت في تصريحات تلفزيونية: «كنا واضحين في محادثات متعددة وبكل الطرق أن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح ستكون خطأ فادحاً، لقد درست الخرائط، لا يوجد مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص».
بدوره، صعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهجته تجاه نتنياهو، مجدداً «معارضته الصارمة» للهجوم على رفح، ومحذراً من أن «النقل القسري للسكان يشكل جريمة حرب».
القرا ر العاشر
في الأثناء، يسعى مجلس الأمن لتبني نص هو العاشر من نوعه يطالب بوقف فوري لإطلاق النار عمل عليه الأعضاء غير الدائمين بعد مفاوضات مع الولايات المتحدة طوال نهاية الأسبوع في محاولة لتجنب فشل آخر، وفقاً لمصادر دبلوماسية أعربت عن بعض التفاؤل بشأن نتيجة التصويت.
وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس: «نتوقع ما لم يطرأ أي تطور في اللحظة الأخيرة أن يتم تبني مشروع القرار وأن الولايات المتحدة لن تصوت ضده».
والمشروع في نسخته الأخيرة «يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن «يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار»، كما «يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».
ويدعو مشروع القرار الجديد أيضاً إلى «إزالة كل العوائق» أمام المساعدات الإنسانية التي من دونها بات سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة معرضين لخطر المجاعة.
ومنذ 7 أكتوبر، لم يتمكن مجلس الأمن المنقسم بشدة، سوى من تبني قرارين طابعهما إنساني، من أصل ثمانية مشاريع طرحت للتصويت أعاقت الولايات المتحدة معظمها، في حين استخدمت روسيا والصين حق الفيتو لإسقاط مشروعها الأول لوقف إطلاق النار مقبل الإفراج عن الرهائن.
وبعد أيام على استخدامها الفيتو مع روسيا لإسقاط المشروع الأميركي، أعلنت الصين أمس دعمها للقرار الجديد، ووجهت الشكر إلى «الجزائر ودول أخرى لعملها الدؤوب في هذا المجال»، آملة أن «يقره مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن ويوجه رسالة قوية لوقف القتال».
إلى ذلك، أعلن مفوض «أونروا» فيليب لازاريني أن إسرائيل منعت الوكالة نهائياً من توصيل مساعدات إلى شمال غزة دون أي مبرر، معتبراً أن «هذا أمر شائن ويجعل عرقلة المساعدة المنقذة للحياة مقصودة أثناء مجاعة من صنع الإنسان».
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «أونروا تمثل شريان حياة للأمل والكرامة» وشدد، خلال مؤتمر مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس في عمان على أن الأمم المتحدة ستواصل «الضغط» لإزالة جميع عقبات إيصال المساعدات المنقذة للحياة في غزة.
وشدد على أنه «لا يمكن التوصل إلى نهاية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا من خلال حل الدولتين».
من ناحيته قال الصفدي: «نقول كفى توفيراً للحصانة لإسرائيل في حربها على غزة»، موضحاً أن «اقتحام إسرائيل لرفح سيؤدي إلى مذبحة ومجزرة إنسانية».
وعلى الأرض، صعّد الاحتلال عملياته ضد المستشفيات وفرض حصارا على مستشفى الأمل ومستشفى ناصر في مدينة خان يونس بجنوب القطاع. وقصف الطيران أمس الطابق العلوي من المبنى الرئيسي لمستشفى الشفاء، مع تواصل ضرب وحصار محيطه ومواصلة اعتقال المتواجدين فيه ومن ضمنهم الطاقم الطبي.
وأكدت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 11 مجزرة راح ضحيتها 107 شهداء و176 مصابا خلال 24 ساعة، ما أدى لارتفاع عدد قتلى العدوان إلى 32.333 منذ 7 أكتوبر.
وفي الضفة، أصيب أمس ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي والشظايا خلال اقتحام القوات الإسرائيلية البلدة القديمة وعدداً من الأحياء في مدينة نابلس. وفي اليوم الثاني من عيد المساخر اليهودي»، أقدمت أعداد كبيرة من المستوطنين على اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال التي أخلت بالقوة الساحة المقابلة للمصلى القبلي وصحن قبة الصخرة.