بعد مرور عامين على حريق سوق المباركية، وبعد إعادة التخطيط والتصميم للموقع المحترق لإعادته لحالته الأولى، وقّع رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي حمد المرزوق مع نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة الغانم إنترناشيونال، محمد الغانم، أمس، عقد إعادة إعمار المنطقة.
وبينما صرحت وزيرة الأشغال و«البلدية» د. نورة المشعان: «نجتمع اليوم (أمس)، لتوقيع عقد إعادة إعمار المنطقة المتضررة في المباركية، وهو أمر طال انتظاره لكثير من التحديات قبل أن نصل إلى مرحلة التنفيذ»، قال المرزوق إنه تم الانتهاء من التصميم، متوقعاً استمرار الأعمال 13 شهراً.
وتشمل مبادرة مجموعة «بيتك» لإعادة إعمار المنطقة نحو 17 مبنى، بقيمة إجمالية 8 ملايين دينار.
وفي تفاصيل الخبر:
وقع بيت التمويل الكويتي (بيتك) عقد تنفيذ مشروع إعادة إعمار المنطقة المتضررة في سوق المباركية مع مقاول التنفيذ، شركة الغانم إنترناشيونال، وبلدية الكويت ممثلة في وزير الأشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية د. نورة المشعان.
وفي كلمته خلال حفل التوقيع، قال رئيس مجلس الإدارة في «بيتك»، حمد المرزوق: «نحتفل اليوم بانطلاق أعمال مشروع إعادة إعمار المنطقة المتضررة في سوق المباركية، بعد أن تم الانتهاء من مرحلة التصميم واعتماده من فريق العمل الاستشاري الخاص بمتابعة أعمال معالجة آثار حريق المباركية».
وأضاف المرزوق أن حفل التوقيع مع مقاول التنفيذ، شركة الغانم إنترناشيونال، هو إعلان رسمي عن انطلاق مرحلة التنفيذ للمشروع، والتي من المتوقع أن تستغرق حوالي 13 شهرا، وهي مدة قياسية لتنفيذ مشروع بهذا الحجم وبطابع أثري وتراثي أصيل.
وأشار إلى أن مبادرة مجموعة «بيتك» لإعادة إعمار المنطقة المتضررة في سوق المباركية تشمل نحو 17 مبنى، وتطوير بعض المباني المجاورة، بمبلغ تقديري نحو 8 ملايين دينار، مبينا أن هذا الدعم يؤكد الدور الاجتماعي والوطني الرائد الذي يحرص «بيتك» على النهوض به في أكثر من مجال داخل المجتمع الكويتي، بالتعاون والتنسيق مع الهيئات والجهات الرسمية.
وتقدم بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، على دعمه واهتمامه بمبادرة «بيتك»، ومتابعته الحثيثة والدقيقة وملاحظاته البناءة لمشروع تطوير المنطقة المتضررة، وكذلك تقدم بالشكر إلى فريق العمل الاستشاري على دورهم الفاعل في المشروع، داعيا الله أن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.
حدث مهم
بدورها، ذكرت وزيرة الأشغال العامة وزيرة الدولة لشؤون البلدية د. نورة المشعان: «يسرني أن أرحب بكم جميعا في هذا الحدث المهم والمميز، حيث نجتمع اليوم لتوقيع عقد تنفيذ مشروع إعادة إعمار المنطقة المتضررة في سوق المباركية. أمر طال انتظاره، نتيجة كثير من التحديات، قبل أن نصل إلى مرحلة التنفيذ، ولكن استطعنا أن نتجاوز جميع هذه التحديات بفضل الله أولا ثم بتضافر الجهود من قبل جميع وزارات وهيئات الدولة والجهات ذات الصلة وبدعم وتعاون بيت التمويل الكويتي».
وأضافت المشعان: «لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتقدم بجزيل الشكر إلى بيت التمويل الكويتي (بيتك) على مبادرتهم الطيبة في دعمهم لتنفيذ هذا المشروع الحيوي والمهم، إذ تكمن أهميته في ارتباطه بالإرث الحضاري الكويتي والتراث الأصيل والهوية الثقافية للمجتمع الكويتي».
واستطردت: «كما أتقدم بالشكر إلى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ د. محمد صباح السالم، وإلى رئيس العمل التطوعي الشيخة أمثال الاحمد، على حرصهم ودعمهم للحفاظ على الموروث واهتمامهم بهذا الأمر، كما أود أن أثني على دور الفريق الاستشاري لإعادة إعمار منطقة المباركية ومجهودهم الواضح، ودور بلدية الكويت المميز في الوصول لهذه المرحلة».
وتابعت: «الشكر موصول كذلك لكل ممثلي الوزارات والهيئات على دورهم الكبير في الانتهاء من مراحل التصميم والتجهيز وتوزيع القسائم والموافقات وكل الإجراءات المرتبطة بالمشروع، إيذانا ببدء التنفيذ حتى نرى المنطقة المتضررة في سوق المباركية تنبض بالحياة من جديد، وقبل الختام لا أنسى الدور البارز الذي قام به الوزراء السابقون لبلدية الكويت في قيادتهم لدفة هذا الإنجاز، وهم د. رنا الفارس وعبدالعزيز المعجل وفهد الشعلة».
مسؤولية كبيرة
من جهته، قال نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة الغانم إنترناشيونال، محمد الغانم، إنه لشرف أن تحظى شركة الغانم إنترناشيونال بهذه المسؤولية الكبيرة بتولي أعمال تطوير وإعادة إنشاء سوق المباركية.
وأضاف الغانم أن القيمة التراثية والتاريخية لسوق المباركية لا تقدر بثمن، فهو يعكس أصالة وتفرد تاريخ الكويت، ويوثق النمط المعماري السائد بالكويت في مطلع القرن العشرين، ولقد أصبح على مدى التاريخ السوق التراثي الأشهر والأكثر جذبا في الكويت، وبات أحد المقاصد السياحية المميزة بفضل الحفاظ على نمطه التراثي والشعبي، إضافة إلى كونه مقصدا تجاريا ومنطقة تسوق مميزة.
وأشار إلى أن «الغانم انترناشونال» إذ تتولى أعمال التطوير وإعادة إنشاء السوق فإنها تدرك تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وما يتوجب عليها من إنجاز أعمال التطوير وإعادة البناء، بما يحقق الحفاظ على القيمة التاريخية للسوق، وبما يحفظ النمط التراثي المميز له، وسوف توجه «الغانم إنترناشونال» كل طاقتها لتحقيق هذا الهدف.
أمثال الأحمد: الكويت تستاهل
قالت رئيسة العمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد، في تصريح صحافي، «أشكر بيت التمويل الكويتي على هذه المبادرة، ونتمنى من البنوك والشركات أن يقوموا بمثل هذا الدور لأن الكويت تستاهل»، لافتة إلى أن المباركية تحتاج إلى الكثير من الدعم.