نظم متحف الكويت الوطني حفل قرقيعان ضم مجموعة من إدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بعنوان «قرقيعان قبلة الثقافي»، بمشاركة فرقة «شياب الكويت»، والحزاية، التي قدَّمتها عضو الجمعية الكويتية للتراث والباحثة في التراث سميرة الدوب، في شارع السدو بحي القبلة الثقافي.
حضر الفعالية الأمين العام لـ «الوطني للثقافة» د. محمد الجسار، والأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف محمد بن رضا، وجمع كبير من الحضور.
وبهذه المناسبة، عبَّر الجسار عن سعادته بوجوده في الفعالية المقامة بشارع السدو، بمكان استراتيجي، بين بيت السدو ومتحف الكويت الوطني ومكتبة الكويت الوطنية وبيت البدر، لافتاً إلى أنه موقع تراثي تاريخي في قلب مدينة الكويت.
وذكر أن مثل هذه الفعاليات تجسِّد التعاون بين قطاعات المجلس المختلفة، بالتعاون مع القطاع الخاص، بشراكة المجتمع المدني، لأن أحد أهداف المجلس الوطني خدمة المجتمع المدني، مبيناً أن «القرقيعان» جزء من الثقافة والتاريخ والعادات الكويتية، وتبني «الوطني للثقافة» هذه الفعالية هو إحياء للثقافة والتراث الكويتي.
ولفت د. الجسار إلى أن مثل هذه الفعالية تسلط الضوء على أهمية استغلال المواقع والساحات الخارجية بين المباني التاريخية، خصوصاً في الأوقات التي يكون فيها الجو مناسباً، وذلك يعزز التزام المجلس الوطني بتوجيهات الحكومة، بالاهتمام بالمواقع التاريخية والتراثية، موضحاً أنه يندرج تحت المجلس الوطني عدة مبانٍ تاريخية، ومثل هذه الفعاليات تُحيي هذه المواقع، وتجعلها نابضة بالحياة، وتجعل الجمهور يتعرف عليها عن كثب، ويزور بيت السدو، وبيت البدر، ومكتبة الكويت الوطنية، والمساجد التي تقع في أرجاء المكان.
وأوضح أن المكان قريب من سوق المباركية، والمجلس قام بتقديم مقترح، متمنياً أن يتم تبنيه، وهو «براحة الفلاح»، متابعاً: «لدينا توجُّه بأن تكون الساحة الموجودة بين مركز القبلة الثقافي أو حي القبلة الثقافي في المستقبل أن يمتد هذا الحي حتى يصل إلى سوق المباركية مع براحة الفلاح، لكي نُحيي فكرة الساحات الخارجية، التي كانت موجودة في الكويت قديماً».
وبيَّن أن مشروع «براحة الفلاح» هو مقترح لإعادة ما كان داخل الكويت بالماضي من «فرجان»، معلقاً: «هذه البراحة إذا تمت فستكون حلقة وصل بين مركز القبلة الثقافي وبين المباركية، بحيث إن السائح أو الزائر للمباركية يستطيع الوصول إلى (القبلة الثقافي) مشياً على الأقدام، وحتى تكون عبارة عن سلسلة من المواقع المترابطة، تشتمل على المحلات والمطاعم، وتعزز الناحية التاريخية لهذا الموقع»، مؤكداً أن تلك الفعاليات تؤكد أهمية الحفاظ على المواقع التراثية.
اهتمام كبير
وبسؤاله د. الجسار عن أن هناك مَنْ يدَّعى بأن هناك قصوراً في الحفاظ على المباني التاريخية والتراث، أجاب: «المجلس يولي اهتماماً كبيراً للحفاظ على المباني التاريخية والتراث، والحفاظ عليها يحتاج إلى عدة عوامل»، لافتاً إلى أن هناك عقبات، لكن يتوجب تخطيها، وذلك لا يمكن كمجلس وطني فقط، «فنحن نحتاج إلى تكاتف الجهود، وتعاون بين جميع مؤسسات الدولة، للحفاظ على المباني التاريخية. كذلك نحتاج للتعاون من قِبل البلدية، والهيئة العامة للبيئة، والمشروعات السياحية، وغير ذلك من الوزارات والهيئات الحكومية».
وأكد أن لدى «المجلس الوطني العديد من المباني التاريخية التي ظل محافظاً عليها، والآن يسعى إلى تعزيزها كمواقع تراثية سياحية، بالشراكة مع القطاع الخاص». وبيَّن أنه كان من المتعارف في السابق أن المبنى القديم يصبح متحفاً، لكن مع التوجه الحالي من الممكن أن يُستخدم المبنى التاريخي في عدة أوجه، وخير دليل على ذلك بيت السدو، فهو يُعد موقعاً حرفياً لإحياء حرفة السدو، وبنفس الوقت هناك محافظة على أحد البيوت التاريخية في الكويت.
وأكد أنه «من المهم الحفاظ على المواقع التاريخية، ومعرفة أهمية الموقع، فالحفاظ على كل موقع يختلف من مبنى لآخر، فبعض المباني أهميتها في المادة التي استُعملت فيها، لذلك لا أستطيع أن أهدم المبنى، لكن يتعيَّن استخدام نفس المواد التي استُخدمت في البناء، وبعض المباني تكمن أهميتها في الشكل، أو في سبب إنشائها، وطريقة الحفاظ على مبنى واحد لا يمكن أن تنطبق على جميع المباني التاريخية، لذلك الدراسة ليست بالعملية السهلة، فهي تتطلب أيضاً معرفة تاريخية، وتجميع كل المستندات المتعلقة بهذا المبنى، ومعرفة متى آخر مرة تم تجديده، ومن ثم نعمل على على كيفية الحفاظ على مثل هذا المبنى، وإبرازه، واستغلاله كموقع تراثي وسياحي».
وبشأن ترميم المباني التاريخية، قال إن المجلس بدأ في إنشاء مختبر الطين، ويهدف إلى ترميم المباني التاريخية بطريقة صحيحة بمواد المبنى الأصلية، ولا يتم ترميمه بمواد حديثة تنفي عنه الصفة التاريخية، لذلك «نحن نحاول المحافظة على هذه المباني، بدراستها بشكل صحيح، وترميمها بدقة، واستعمالها استعمالاً صحيحاً».
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف محمد بن رضا، إن حفل «قرقيعان قبلة الثقافي» نُظم من قِبل المتحف الكويت الوطني، بالتعاون مع بيت السدو، وبيت البدر، ومكتبة الكويت الوطنية، وإدارة الشؤون الهندسية- المتمثلة بالمدرسة القبلية، وشراكة مع المجتمع المدني، من خلال التعاون مع جمعية السدو الحرفية والقطاع الخاص، ممثلاً برعاية بيت التمويل الكويتي هذه الفعالية.وذكر أن المجلس يخطط لإقامة «مهرجان قبلة الثقافي»، الذي سيعزز مبدأ الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، بمشاركة المجتمع المدني.
فقرات ترفيهية بأجواء تراثية
على هامش الحفل، حصلت «الجريدة» على تصريح من فرقة «شياب الكويت»، حيث قال روميو إن الفرقة تتكون من ثلاثة أعضاء، هم: روميو، وإليخاندرو، ومرشييقو، ووصف الليلة بأنها جميلة جداً، وجاءت بأجواء تراثية وترفيهية مزجوا فيها الأغاني التراثية بأسلوب معاصر، ووجهوا شكراً خاصاً لـ «الوطني للثقافة». وعن خططهم المستقبلية، كشف عن أنهم سيطرحون مجموعة من الأغاني التراثية، «كلها بصورة سنغل».
من جهتها، أكدت الباحثة سميرة الدوب أهمية تعريف الجيل الحالي بالتراث، وعرضت مجموعة من المقتنيات التراثية التي كان يستخدمها الآباء والأجداد.