ماذا بين سيف الشملان وقطر؟
لم أفاجأ بمضمون كتاب «جهود سيف الشملان في الكتابة عن قطر» للدكتور علي عتيقي علي غازي وعلي بن عبدالله الفياض، الصادر عن دار صفحات للدراسات والنشر في إمارة الشارقة عام 2024، فقد كانت لي جلسات مطولة معه روى في جوانب منها تلك العلاقة والروابط التي تجمع أسرته بالأصول القطرية.
لعل اهتمامات الشملان في الكتابة عن الغوص على اللؤلؤ جاءت من أسفاره مع والده إلى المغاصات في الكويت والإحساء والبحرين وقطر، وهذا ما دفعه لتأليف كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج» وكان ذلك باعثاً لنقده فيلم «بس يا بحر» وأنه يشوه تاريخ الغوص، كما كتب وقال، ثم عاود كتاباته عن قطر في مجلة «البعثة» (1952-1954) وكانت عن «رحمة بن جابر الجلاهمة».
عام 1951 سافر الشملان إلى قطر لزيارة والده الذي كان قد استقر فيها منذ 1946 وجمع معلومات تاريخية عنها، ورجع إلى الكويت ليكتب سلسلة مقالات عن قطر في عام 1952 و1953 و1954، كذلك قام بنشر مقالين في مجلة «صوت البحرين» سنة 1952 ثم في صحيفة «السياسة» الكويتية حول تاريخ قطر.
اعتمد الشملان في كتاباته على ما لديه من وثائق، وحرص على تقديم الروايات المتعددة للحادثة التاريخية التي يتناولها، وتم تخصيص فصلين للمقالات التي نشرها الشملان في صحيفتي «السياسة» و«العروبة» وفصل للمقالات التي ظهرت في «صوت البحرين».
رحلته في عالم الكلمة
عام 2010 جمع الشملان مقالاته في التاريخ والتراث والسياسة والأدب والمجتمع من 1950 إلى 2010 أي طيلة 60 سنة يستعرض تاريخ أسرة آل سيف وهجرتها من منطقة الهدار شرقي نجد مع العتوب وغيرهم، ويشير إلى أن جده حسين العنزي توفي في بلدة الزبارة في قطر، وأن ابنه محمد الملقب بالدرّاج، لأنه يدرج في سيره بسبب إصابة في إحدى رجليه، وأول مرة سافر فيها الشملان بالطائرة كانت يوم 28 يوليو 1951 من البحرين إلى قطر برفقة والده، وأن علاقة والده بقطر بدأت منذ صيف عام 1943 للتجارة، تزوج سنة 1947 ابنة محمد بن عبداللطيف المانع، وهو من أكبر تجار اللؤلؤ، توفي ودفن في قطر، التي أحبها وعاش فيها 30 سنة متواصلة، وكان خير سفير للكويت في قطر.
كذلك فقد والدته في قطر عام 1991 وكان عمرها 84 سنة، بعدها سافر معها أثناء الاحتلال العراقي.
نشر مقالات عدة في صحيفة «الشرق» القطرية وله علاقة وطيدة مع السيد ناصر محمد العثمان فكان يحضر ديوانية الكويتيين في قطر بنادي قطر الرياضي.
بعد تحرير الكويت كتب 3 مقالات في «الشرق» القطرية و«صوت الكويت» بعنوان رسالة للحكومة الكويتية، وكنت شاهداً على حملته التي نشرها في «القبس» حول موضوع «جرة الصبية» طيلة ثلاث سنوات 1980-1982.
يورد المؤلفان قصة المخطوط الذي عثرا عليه في دفتر إدارة المعارف الكويتية، محفوظ بمكتبة الشيخ عبدالعزيز بن خالد آل ثاني لكن ليس فيه جديد.
«جهود سيف الشملان في الكتابة عن قطر» لا تحجب عن متابعيه موضوعاً له الفضل الكبير فيه، وهو كتاباته وذهابه إلى المرحوم الشيخ سعد العبدالله الصباح، والطلب منه المحافظة على دواوين الكويت على البحر وسوق المباركية كي لا يطولها التشويه أو الهدم.
قد يكون برنامجه التلفزيوني «صفحات من تاريخ الكويت» و«بالأبيض والأسود» من أهم أعماله التي ما زالت في الذاكرة.