هاجم أحد المرشحين الحاليين، وهو نائب ووزير سابق، بعض أبناء الأسرة، ووصفهم بأوصاف لا تليق بنائب سيمثل الأمة، فمثل هذه التصريحات تحرض على الانقسام بين أبناء الكويت، وتثير الكراهية بين أبناء المجتمع، وتزرع الفتنة بينهم، وتفرق شمل الأمة وتفت عضدها.
فقد عاش آباؤنا وأجدادنا مع الأسرة الحاكمة أكثر من ثلاثة قرون، أي منذ نشأة دولة الكويت، ولم نر منهم مثل ما يكرره هذا المرشح الحاقد أو الشرير، من علاقات سيئة بين الأسرة الحاكمة والشعب الكويتي، فنحن لا ندعي أن الكويت هي المدينة الفاضلة التي كان يحلم بها أفلاطون، فاليوتوبيا أو جمهورية أفلاطون لا وجود لها إلا في عقلية ذلك الفيلسوف، الذي كان يحلم بإنقاذ أثينا من الانقسامات، التي كانت تهدد وجودها.
أما المجتمع الكويتي فشأنه شأن أي مجتمع آخر، قد يشهد أزمات قليلة بين الشعب والحكومة، والتي كانت غالباً تنتهي بالتفاهم بينهما، وتعتلي الكويت اليوم قمة دول الخليج في مؤشر أرخص المدن في تكلفة المعيشة، وأفضل الدول الخليجية في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2024، الصادر من منظمة الصحة العالمية، كما تمتلك الكويت صندوقاً سيادياً يعد من أفضل الصناديق السيادية في العالم، حيث يمتلك ما يقارب أكثر من 900 مليار دولار، وفرتها الدولة لضمان مسقبل كريم للأجيال القادمة، فلماذا إذاً نسمع مثل تلك الإساءات السيئة والخطيرة على مستقبل الدولة وسمعتها، والتي تصدر من أفواه مرشحين لا يعبأون بأمن الدولة واستقرارها؟
فـ «كل إناء بالذي فيه ينضح» فالإنسان السيئ لا تتوقع أن يصدر منه إلا السيئ والقبيح من القول، وما هي الأخطار التي ستحل على بلادنا من نجاح أمثال هؤلاء الأشرار؟
إنني على يقين بإذن الله، بأن بلادنا ستجتاز هذه المرحلة بأمان، فقد مرت بلادنا عبر تاريخها بأزمات كثيرة، تمكنت من التفوق عليها بحمد الله وفضله، وبفضل التعاون بين الحكماء من أبناء الأسرة الحاكمة والحكماء الطيبين من أبناء الكويت، وما تقدمه دولتنا من أعمال خير للمحتاجين عبر العالم، المهم أن نحافظ على نظامنا الديموقراطي، ونسعى إلى تطويره، وأن يحفظ الله بلادنا من الأشرار.