تصاعدت التلميحات والتصريحات الروسية التي تتهم أوكرانيا بالضلوع في هجوم موسكو لتصل الى مستوى اتهام شبه رسمي، وذلك بعد ساعات على اقرار الرئيس فلاديمير بوتين في خطابه الثاني أن «متطرفين إسلاميين لا يمتون بصلة للعالم الإسلامي» هم وراء الهجوم على قاعة حفلات «كروكوس» قرب موسكو ما أدى الى مقتل اكثر من 145 شخصاً في حصيلة غير نهائية.
ويبدو أن الخطاب الاول لبوتين بعد الهجوم، والذي تجاهل فيه الاشارة الى تبني تنظيم «داعش- ولاية خراسان» للهجوم واكتفى بالتلميح الصريح الى وجود «اثر» اوكراني في الهجوم، قد تسبب بثغرة في الخطاب الروسي الرسمي حول الهجوم الإرهابي الاكثر دموية منذ عقدين في البلاد، وهو ما تطلب تعديلا في فأصبحت الرواية الروسية تقول إن التطرف الإسلامي هو من نفذ الهجوم، لكن أوكرانيا هي التي تقف خلف هذا التطرف.
وقال الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أحد الصقور المحيطين ببوتين رداً على سؤال عما إذا كانت كييف أو تنظيم «داعش» وراء الاعتداء: «بالطبع أوكرانيا». بدوره، قال رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسيرألكسندر بورتنيكوف إن أجهزة استخبارات غربية وأوكرانية ساعدت منفذي الهجوم، وأقرّ في الوقت نفسه بأنه «لم يتمّ بعد التعرّف» على «العقل المدبّر».
جاء ذلك بعد أن قال رئيس لجنة التحقيق الروسية الكسندر باستريكين، إن المتهمين بهجوم كوكوس «قدموا شهادات مفصلة عن الجهة التي امرت وساعدت بالهجوم».
وفي الوقت نفسه أصدرت محكمة منطقة باسماني في وسط موسكو، التي مثل أمامها اربعة من المتهمين بتنفيذ الهجوم مذكرة اعتقال غيابية بحق رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيلي ماليوك بتهمة ارتكاب هجوم إرهابي.
ولم تشر وسائل الاعلام الروسية الى هجوم موسكو، بل قالت إن ماليوك تحدث عن تورط جهازه في عمليات قتل ومحاولات اغتيال عدد من السياسيين والشخصيات العامة الأوكرانية والروسية وتنظيم وتنفيذ الهجمات على مصافي النفط في روسيا.
حملة أمنية
وتقاطعت الانتخابات الرئاسية الروسية مع الهجوم الإرهابي الذي استهدف حفلاً موسيقياً يوم الجمعة الماضي لتعزيز حملة امنية وصلت، على ما يبدو، إلى بعض المسؤولين الكبار. وفي حين كان خبراء يتوقعون أن ينقض الرئيس فلاديمير بوتين على ما تبقى من جيوب معارضة له بعد فوزه القياسي في الانتخابات الرئاسية، جاء هجوم كروكوس ليعطي قوى الأمن الداخلي تصريحا مفتوحاً «لضبط المجتمع والحفاظ على الوحدة».
في هذا السياق، أعلن جهاز الأمن الفدرالي أمس القبض على «مجموعة إجرامية تضم مسؤولين كبارا فاسدين ورجال أعمال». كما أفاد الجهاز بأن عناصره في مقاطعة سامارا أحبطوا هجوما إرهابيا على مركز لجمع المساعدات الإنسانية تشرف عليه منظمة روسية للمتطوعين.
ووفقا لبيان المخابرات، «كان يعد للهجوم مواطن روسي من المتعاونين مع المنظمة الإرهابية فيلق المتطوعين الروسي ( RDK) المحظور. ولقي الإرهابي حتفه أثناء اعتقاله نتيجة تفجير نفسه بعبوة ناسفة». ودعا جهاز الأمن الفدرالي المواطنين إلى التحلي باليقظة والرد بشكل واع على التهديدات والدعوات للقيام بأعمال إرهابية على أراضي روسيا.
أفاد بذلك مركز العلاقات العامة بالمخابرات الروسية، وشدد على ضرورة العمل الجاد مع القاصرين حول أهمية تجنب المحادثات والمراسلات مع المحرضين والغرباء المغرضين.
هجوم إرهابي
إلى ذلك، قررت المحكمة في موسكو القبض على متهم ثامن في هجوم موسكو يدعى عليشر قاسيموف وذلك لقيامه بتأجير شقة للإرهابيين منفذي الهجوم يوم 22 الجاري. وذكرت تقارير إعلامية، أن الشقة في مقاطعة موسكو جرى تحويلها إلى قاعدة انطلاق لتنفيذ هجومهم الإرهابي.
وأمس الاول أوقفت محكمة باسماني المشاركين الأربعة بتهمة تنفيذ الهجوم الإرهابي بشكل مباشر وهم: داليرجون بارتوفيش ميرزويف، محمد صوبير فايزوف، مورودالي سعيد كرامي رجب علي زاده، فريدون شمس الدين.
وفي وقت لاحق، تسلمت المحكمة 3 مذكرات أخرى تتعلق بالقبض على أمينتشون إسلاموف، وديلوفار إسلوموف مالك سيارة الرينو التي استخدمها المهاجمون رغم انه باعها في فبراير الماضي، وإسرويل إبراهيموفيتش إسلوموف.
وفي الوقت نفسه أفاد مصدر أمني تركي أن اثنين من المشتبه فيهم الأربعة الذين أوقفوا في روسيا للاشتباه بضلوعهم في اعتداء موسكو، كانا يتنقلان «بحرية» بين روسيا وتركيا وغادرا الأراضي التركية في 2 مارس على متن طائرة إلى روسيا. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه، إن شمس الدين فريدوني وراشاباليزود سعيد أكرامي «كانا يتنقلان بحرية بين روسيا وتركيا لعدم وجود مذكرة توقيف بحقهما».
قتل الجميع
ووقف نواب مجلس الدوما الروسي أمس دقيقة صمت إكراما لأرواح ضحايا هجوم «كروكوس». وخلال الجلسة العامة للدوما، دعا رئيس الحزب الديموقراطي الليبرالي، ليونيد سلوتسكي، إلى إلغاء العمل بالوقف الاختياري لعقوبة الإعدام. ورغم أن المتحدث باسم الكرملين نفى أمس الأول أن تكون العودة إلى احكام الإعدام مطروحة للنقاش، كتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، في «تلغرام»: «هل ينبغي أن يتم قتل المجرمين؟... طبعا يجب أن يقتلوا. وحتما سيتم ذلك. لكن الأهم بكثير هو قتل جميع المتورطين والضالعين في الجريمة. يجب قتل الجميع. بمن في ذلك من قام بالتمويل ودفع المال، وكل من تعاطف وكل من ساعد. يجب قتلهم جميعا».
ويبدو أن الخطاب الاول لبوتين بعد الهجوم، والذي تجاهل فيه الاشارة الى تبني تنظيم «داعش- ولاية خراسان» للهجوم واكتفى بالتلميح الصريح الى وجود «اثر» اوكراني في الهجوم، قد تسبب بثغرة في الخطاب الروسي الرسمي حول الهجوم الإرهابي الاكثر دموية منذ عقدين في البلاد، وهو ما تطلب تعديلا في فأصبحت الرواية الروسية تقول إن التطرف الإسلامي هو من نفذ الهجوم، لكن أوكرانيا هي التي تقف خلف هذا التطرف.
وقال الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أحد الصقور المحيطين ببوتين رداً على سؤال عما إذا كانت كييف أو تنظيم «داعش» وراء الاعتداء: «بالطبع أوكرانيا». بدوره، قال رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسيرألكسندر بورتنيكوف إن أجهزة استخبارات غربية وأوكرانية ساعدت منفذي الهجوم، وأقرّ في الوقت نفسه بأنه «لم يتمّ بعد التعرّف» على «العقل المدبّر».
جاء ذلك بعد أن قال رئيس لجنة التحقيق الروسية الكسندر باستريكين، إن المتهمين بهجوم كوكوس «قدموا شهادات مفصلة عن الجهة التي امرت وساعدت بالهجوم».
وفي الوقت نفسه أصدرت محكمة منطقة باسماني في وسط موسكو، التي مثل أمامها اربعة من المتهمين بتنفيذ الهجوم مذكرة اعتقال غيابية بحق رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيلي ماليوك بتهمة ارتكاب هجوم إرهابي.
ولم تشر وسائل الاعلام الروسية الى هجوم موسكو، بل قالت إن ماليوك تحدث عن تورط جهازه في عمليات قتل ومحاولات اغتيال عدد من السياسيين والشخصيات العامة الأوكرانية والروسية وتنظيم وتنفيذ الهجمات على مصافي النفط في روسيا.
حملة أمنية
وتقاطعت الانتخابات الرئاسية الروسية مع الهجوم الإرهابي الذي استهدف حفلاً موسيقياً يوم الجمعة الماضي لتعزيز حملة امنية وصلت، على ما يبدو، إلى بعض المسؤولين الكبار. وفي حين كان خبراء يتوقعون أن ينقض الرئيس فلاديمير بوتين على ما تبقى من جيوب معارضة له بعد فوزه القياسي في الانتخابات الرئاسية، جاء هجوم كروكوس ليعطي قوى الأمن الداخلي تصريحا مفتوحاً «لضبط المجتمع والحفاظ على الوحدة».
في هذا السياق، أعلن جهاز الأمن الفدرالي أمس القبض على «مجموعة إجرامية تضم مسؤولين كبارا فاسدين ورجال أعمال». كما أفاد الجهاز بأن عناصره في مقاطعة سامارا أحبطوا هجوما إرهابيا على مركز لجمع المساعدات الإنسانية تشرف عليه منظمة روسية للمتطوعين.
ووفقا لبيان المخابرات، «كان يعد للهجوم مواطن روسي من المتعاونين مع المنظمة الإرهابية فيلق المتطوعين الروسي ( RDK) المحظور. ولقي الإرهابي حتفه أثناء اعتقاله نتيجة تفجير نفسه بعبوة ناسفة». ودعا جهاز الأمن الفدرالي المواطنين إلى التحلي باليقظة والرد بشكل واع على التهديدات والدعوات للقيام بأعمال إرهابية على أراضي روسيا.
أفاد بذلك مركز العلاقات العامة بالمخابرات الروسية، وشدد على ضرورة العمل الجاد مع القاصرين حول أهمية تجنب المحادثات والمراسلات مع المحرضين والغرباء المغرضين.
هجوم إرهابي
إلى ذلك، قررت المحكمة في موسكو القبض على متهم ثامن في هجوم موسكو يدعى عليشر قاسيموف وذلك لقيامه بتأجير شقة للإرهابيين منفذي الهجوم يوم 22 الجاري. وذكرت تقارير إعلامية، أن الشقة في مقاطعة موسكو جرى تحويلها إلى قاعدة انطلاق لتنفيذ هجومهم الإرهابي.
وأمس الاول أوقفت محكمة باسماني المشاركين الأربعة بتهمة تنفيذ الهجوم الإرهابي بشكل مباشر وهم: داليرجون بارتوفيش ميرزويف، محمد صوبير فايزوف، مورودالي سعيد كرامي رجب علي زاده، فريدون شمس الدين.
وفي وقت لاحق، تسلمت المحكمة 3 مذكرات أخرى تتعلق بالقبض على أمينتشون إسلاموف، وديلوفار إسلوموف مالك سيارة الرينو التي استخدمها المهاجمون رغم انه باعها في فبراير الماضي، وإسرويل إبراهيموفيتش إسلوموف.
وفي الوقت نفسه أفاد مصدر أمني تركي أن اثنين من المشتبه فيهم الأربعة الذين أوقفوا في روسيا للاشتباه بضلوعهم في اعتداء موسكو، كانا يتنقلان «بحرية» بين روسيا وتركيا وغادرا الأراضي التركية في 2 مارس على متن طائرة إلى روسيا. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه، إن شمس الدين فريدوني وراشاباليزود سعيد أكرامي «كانا يتنقلان بحرية بين روسيا وتركيا لعدم وجود مذكرة توقيف بحقهما».
قتل الجميع
ووقف نواب مجلس الدوما الروسي أمس دقيقة صمت إكراما لأرواح ضحايا هجوم «كروكوس». وخلال الجلسة العامة للدوما، دعا رئيس الحزب الديموقراطي الليبرالي، ليونيد سلوتسكي، إلى إلغاء العمل بالوقف الاختياري لعقوبة الإعدام. ورغم أن المتحدث باسم الكرملين نفى أمس الأول أن تكون العودة إلى احكام الإعدام مطروحة للنقاش، كتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، في «تلغرام»: «هل ينبغي أن يتم قتل المجرمين؟... طبعا يجب أن يقتلوا. وحتما سيتم ذلك. لكن الأهم بكثير هو قتل جميع المتورطين والضالعين في الجريمة. يجب قتل الجميع. بمن في ذلك من قام بالتمويل ودفع المال، وكل من تعاطف وكل من ساعد. يجب قتلهم جميعا».