وتتابعت رحلة نجاح حسن مصطفى على الشاشة الصغيرة، وجسّد شخصية «دان رابينوفيتش»، في الجزء الأول من مسلسل «رأفت الهجان»، سيناريو صالح مرسي وإخراج يحيى العلمي، وبطولة محمود عبدالعزيز، ويسرا، ويوسف شعبان، وتيسير فهمي.
وعندما عُرِض ذلك العمل الدرامي للمرة الأولى في 17 أبريل 1988، كانت الشوارع تخلو من المارة وقت إذاعة الحلقات، لتعلُّق الجمهور المصري والعربي بشخصية «رأفت الهجان»، وفي البداية أنكر الموساد الإسرائيلي وجود مثل ذلك الجاسوس في تاريخ معاركهم مع المخابرات المصرية، وأنها مجرد أوهام، وتحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية لم يكن لدى الموساد خيارًا إلا أن يعترف بصحة القصة والأحداث.
في المشمش
والتقى الفنان حسن مصطفى بالمؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج محمد فاضل في «أنا وأنت وبابا في المشمش»، وجسد شخصية انتهازية «أبوصالح العشري» أمام مجموعة من النجوم، منهم فردوس عبدالحميد ومحمود الجندي وحسن عابدين ونور الدمرداش، وأشعار أحمد فؤاد نجم وألحان فاروق الشرنوبي.
وعرض المسلسل لأول مرة في 6 أبريل 1989، وحقق نسبة مشاهدة عالية، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول الموظف الشريف «عبدالباقي الجوهري» في إحدى الشركات، وبعد تعيينه مديرًا عامًا للشؤون المالية واﻹدارية، يكتشف الكثير من التلاعب بمشروع قرية «طعمة» ويقوم المنتفعون من المشروع بتلفيق تهمة اختلاس لعبدالباقي، وتحاول ابنته «وداد» إثبات براءته، وتتصاعد الأحداث.
رجل آيل للسقوط
التقى حسن مصطفى النجم فريد شوقي في أعمال سينمائية عدة، منها «أفواه وأرانب» (1977)، و«آه يا بلد آه» (1986)، وشارك معه في مسلسل «البخيل وأنا» إخراج حسين عمارة، وبطولة كريمة مختار، ووائل نور، وحنان شوقي، وعُرض في مطلع نوفمبر 1990.
و«البخيل وأنا» مسلسل شهير من تأليف فريد شوقي، وتدور أحداثه حول «عوض» تاجر شنطة شديد البخل، ويكتنز المال، ويمنعه على أهل بيته، ليضطر أولاده للهروب من جحيم الحرمان، فتتزوج الابنة من رجل غني في عمر والدها، ويحاول كل من شقيقيها تحقيق أحلامهما بعيدًا عن الأب البخيل.
وفي العام التالي، جسّد مصطفى شخصية «زكي» في مسلسل «رجل آيل للسقوط»، تأليف نبيل علام وإخراج محمد السيد عيسى، وبطولة صلاح قابيل، وليلى طاهر، وهالة صدقي، ووائل نور، ورجاء حسين، وسناء يونس، وفاروق نجيب.
ويدور المسلسل حول مأساة رجل أغواه الشيطان وزين له طريق الانحراف، فانساق وراء العديد من الأخطاء المتكررة، سعيًا وراء تحقيق أطماعه وإرضاء أهوائه ونزواته، وانشغل عن رعاية عائلته التي انهارت وتمزقت، وسقط الابن الأصغر فريسة للإدمان وكاد يفقد حياته ومستقبله.
وغاب حسن مصطفى عن الدراما التلفزيونية لمدة خمس سنوات، وعاد مع «ترويض الشرسة» ليجسد شخصية «حفناوي» أمام شويكار، وآثار الحكيم، وأحمد السقا، ومحمود القلعاوي، وعرض المسلسل في 21 يناير 1996.
والمسلسل من تأليف نبيل خالد وإخراج محسن شكري، وتدور أحداثه في إطار كوميدي حول «ظريفة» الفتاة القروية التي ينفر الجميع منها، وتذهب للعمل كخادمة بمنزل «حفناوي» (حسن مصطفى) لكن عندما يتوفى شقيقها وترث منه ثروته، تتفاجأ بتقرب الجميع منها.
وفي العام ذاته، شارك مصطفى في مسلسل «منْ الذي لا يحب فاطمة؟» قصة الكاتب أنيس منصور وإخراج أحمد عبدالعزيز، وبطولة أحمد عبدالعزيز، وشيرين سيف النصر، وليلى فوزي، وكريمة مختار، وجيهان نصر.
ويدور المسلسل حول شاب تعرض لأزمة نفسية، بعد رفض أهل حبيبته زواجه منها، وفقدان عمله، فيسافر إلى قريبه في النمسا للبحث عن عمل مناسب، لكنه لا يجده، فيقيم لدى مجموعة من المصرين المهاجرين، ويتعرف على «مارجريت» التي تعتنق الإسلام وتتزوجه.
يوم عسل ويوم بصل
شارك مصطفى في المسلسل الشهير «يوميات ونيس» مع الفنان محمد صبجي، وجسّد شخصية «غريب عارف أبوالروس» في الجزء الخامس الذي عُرض عام 1998، والسادس (2009)، والمسلسل من تأليف مهدي يوسف وإخراج أحمد بدر الدين، وبطولة سعاد نصر، وجميل راتب، وزوزو نبيل، وعبدالله مشرف، وأحمد عبدالعزيز، وممدوح وافي.
ويدور المسلسل في إطار كوميديا عائلية حول ونيس وزوجته مايسة، وحرصهما على تربية أبنائهما الأربعة على الأخلاق والقيم الصالحة، وأثناء تأديتهما هذه الرسالة يكتشفان أنهما يخالفان الكثير من القيم التي يحاولان زرعها في أولادهما، فيحاولان التصحيح من نفسيهما.
وفي عام 1998 جسد مصطفى شخصية «المدير» في مسلسل «يوم عسل ويوم بصل»، تأليف فيصل ندا وإخراج محمد عبدالعزيز، وبطولة مجموعة كبيرة من النجوم، منهم شريف منير، وشويكار، وخيرية أحمد، ووائل نور، ورانيا فريد شوقي، وحنان شوقي، وسحر رامي، وحسن حسني، وعبدالله فرغلي.
وتدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي حول صديقين يتزوجان من شقيقتين، وبعد فترة طويلة من الزواج يشعران بالملل، فيفكر الصديقان في تغيير نمط حياتهما الأسرية، لكسر حدة الرتابة بعد زواج تقليدي استمر سبع سنوات.
ملح الأرض
وتتابعت رحلة الفنان حسن مصطفى في الدراما التلفزيونية، وجسّد شخصية «قبيصي» في مسلسل «إمام الدعاة» (2002)، تأليف بهاء الدين وإخراج مصطفى الشال، وبطولة حسن يوسف، وعفاف شعيب، وسوسن بدر، وحمدي أحمد، وسميرة عبدالعزيز، وعبدالمحسن سليم، وعبدالغفار عودة، وأحمد الشافعي، ومفيد عاشور.
وحقق المسلسل نحاجًا كبيرًا، ويتناول السيرة الذاتية للشيخ محمد متولي الشعراوي منذ مولده في قرية دقادوس بمحافظة الدقهلية، وحفظه للقرآن الكريم في كُتَّاب القرية ونبوغه والتحاقه بالمعهد الديني، ثم التحاقه بالأزهر الشريف، كما يتعرض للمحات من حياته الشخصية مع زوجته وأبنائه، ومواقفه اﻹنسانية والحياتية.
وتكرّر لقاء مصطفى مع الفنان محمد صبحي في «ملح الأرض»، وجسّد شخصية «آرتين»، والمسلسل من تأليف محمد الغيطي وإخراج خيري بشارة، وشارك في بطولته وفاء عامر، وحسن عبدالحميد، وباسم السمرة، ومحمد لطفي، وعرض لأول مرة في 15 أكتوبر 2004.
ويدور هذا العمل الدرامي حول سعي «عامر علي عمران» لنشر القيم اﻷفضل لمجتمعه، ودفاعه عن فكرة الحرية والعدالة، والتصدي لمحاولات رجل الأعمال «لمعي» الاستيلاء على قريته والملاحة التي يعمل بها أهل القرية ويواجه العديد من المصاعب ضد قوى الشر المختلفة.
وفي العام نفسه، شارك في مسلسل «عباس الأبيض في اليوم الأسود»، تأليف سمير خفاجي وسيناريو يوسف معاطي وإخراج نادر جلال، وبطولة يحيى الفخراني، وماجدة زكي، وعزت أبوعوف، ورجاء الجداوي، ونهال عنبر، ورانيا فريد شوقي، ومحمد كامل.
وحظي المسلسل بنسبة مشاهدة عالية، وتدور قصته حول «عباس» وهو مدرِّس تاريخ سافر خارج مصر، بحثًا عن الرزق والمال، وترك زوجته وأولاده، وبعدما رجع اكتشف إنه ليس على قيد الحياة في نظر أسرته، وذلك بعد قضائه سنوات داخل إحدى السجون، ووجد أن زوجته تزوجت من أعز أصدقائه، ويضطر لأن يعيش بشخصية أخرى مفقودة «لطفي الجنايني» ويتعايش مع أسره أخرى غير أسرته الأصلية، وتتصاعد الأحداث.
وعاد حسن مصطفى إلى دراما الجاسوسية في «العميل 1001»، تأليف نبيل فاروق وإخراج شيرين عادل، وجسّد شخصية «المعلم ماجد» أمام مصطفى شعبان، ونيللي كريم، ونور، وعبدالرحمن أبوزهرة، وخيرية أحمد، ورجاء الجداوي، ورياض الخولي.
وعرض المسلسل للمرة الأولى في 4 أكتوبر 2005، وتدور قصته حول الشاب «عمرو طلبة» جاسوس مصري استطاع أن يتغلغل إلى الجيش والمجتمع الإسرائيلي في عملية ناجحة قبل حرب 1973، وتتشابه فكرته الرئيسة مع المسلسل الشهير «رأفت الهجان».
والتقى حسن مصطفى مع يحيى الفخراني في «يتربى في عزو»، تأليف يوسف معاطي وإخراج مجدي أبوعميرة، وشارك في البطولة كريمة مختار، وياسر جلال، ورانيا فريد شوقي، وأشرف عبدالغفور، وهنا شيحة، وعرض المسلسل في 13 ديسمبر 2007، وحظي بنسبة مشاهدة عالية.
ويناقش هذا العمل شخصية «حمادة عزو» متعدد الزيجات، وتماديه في استهتاره نتيجة اهتمام والدته الزائد به، ما يجعله غير قادر على تحمل المسؤولية، فأصبح يصطدم بواقع الحياة ومشكلاتها كلما تقدم في العمر بينما ابنة عمه «نوال» تحاول أن تجعله يغيِّر من سلوكياته الخاطئة.
أولاد الحلال
والتقى مصطفى والفنان فاروق الفيشاوي في «أولاد الحلال» (2009)، سيناريو محمد الحموي وإخراج حسين عمارة، وشارك في البطولة محمود الجندي، وبثينة رشوان، وأنعام سالوسة.
ويدور المسلسل في إطار من الدراما الاجتماعية، حول أسرة بسيطة يكافح فيها الأخ الأكبر «علي» (فاروق الفيشاوي) ويعمل سائق سيارة للوصول بأشقائه إلى بر الأمان، رغم المصاعب الحياتية والتحديات التي تواجهه.
وتكرر لقاء مصطفى والفخراني في «شيخ العرب همّام»، وجسد شخصية «إبراهيم بك»، والمسلسل تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج حسني صالح، وشارك في بطولته صابرين، وريهام عبدالغفور، وعمر الحريري، وعزت أبوعوف، ومحمود عبدالمغني، وفريدة سيف النصر.
وأسدل «أولاد السيدة» الستار على مشوار حسن مصطفى في الدراما التلفزيونية، والمسلسل تأليف مجدي الإبياري وإخراج هاني إسماعيل، وبطولة عفاف شعيب، وعبدالرحمن أبوزهرة، وطارق لطفي، وعرض في 19 يونيو 2015، بعد شهر واحد من رحيل النجم المحبوب.
الحياة الشخصية
تزوج حسن مصطفى لأول مرة من زميلته الفنانة بثينة حسن، أثناء دراستهما في المعهد العالي للتمثيل، وأنجب منها ابنتهما «سمية» وانفصلا بعد فترة قصيرة، وبعدها تعرف على الفنانة ميمي جمال خلال عملهما في فرق التلفزيون، وجمعتهما قصة حب، وتزوجا في نفس يوم ميلاده 26 يونيو من عام 1966، ودام زواجهما 49 عامًا حتى وفاته، وأنجبا ابنتيهما التوأم «نجلاء ونورا»، وكانت هذه الزيجة من أنجح وأطول الزيجات في الوسط الفني.
ورحل الفنان الكبير حسن مصطفى في يوم 19 مايو 2015، عن عمر يناهز 81 عامًا، بعد صراع مع المرض، وكان قد نُقل إلى المستشفى قبل أسبوعين من وفاته، إثر تعرضه لوعكة صحية، وتناثرت الشائعات حول وفاته، ونفتها زوجته الفنانة ميمي جمال إلى أن غادر عالمنا، وترك خلفه سيرته الطيبة وإرثًا فنيًا سيظل حاضرًا جيلًا بعد جيل.
ميمي جمال تكشف تفاصيل وصية «أبو البنات»
ترك رحيل الفنان حسن مصطفى فراغًا هائلًا في حياة شريكة عمره وزوجته الفنانة ميمي جمال، وكشفت تفاصيل عن الفترة الأخيرة من حياة «أبو البنات»، حين تعرّض لأزمة صحية، وتم احتجازه في الرعاية الفائقة، وخلال تلك الفترة، رفضت المشاركة في أي عمل فني.
وذكرت في مقابلة تلفزيونية: «قعدت جنبه في المستشفى حتى لما دخل الرعاية المركزة لم أتركه، جلست بجواره، وكان يراني أضع يدي على خدي، فيقول لي بلاش هتحطيها كتير بعد كدا، وطلب مني كوب ماء وبعدها رحل».
وعن وصيته الأخيرة، قالت ميمى جمال: «حسن كان محبًا لبناته الثلاث، وكان يحبني جدًا لأني لم أفرق بين بناتنا نجلاء ونورا وابنته سمية واعتبرتها ابنتي، وكان دائمًا يوصيني بالبنات الثلاث».
مشروع «عاش هنا» يكرم الفنان الراحل
أعربت نورا ابنة الفنان الراحل حسن مصطفى عن سعادتها لتعليق لافتة تحمل اسم والدها في العمارة التي عاش فيها، وذلك ضمن مشروع «عاش هنا» لتخليد أسماء المبدعين عبر الأجيال المختلفة.
ونشرت نورا صورة اللافتة عبر حسابها على موقع «إكس»، وكتبت «تم تعليق هذه اللافتة على باب العمارة التي كان يسكنها والدي الله يرحمه.. شكر خاص لكل من ساهم في التفكير والتنفيذ لهذا القرار ووزارة الثقافة».