أصبح من المتعارف عليه عند الإعلان عن فتح باب التسجيل للمرشحين الراغبين في خوص أي انتخابات جديدة لمجلس الأمة أن يكون المتقدمون لهذه الانتخابات نوابا حاليين أو نوابا سابقين أو مرشحين سابقين خاضوا الانتخابات ولم يحالفهم الحظ، فأما النواب الحاليون والسابقون فسيسعون للعودة إلى الكراسي الخضراء، وأما المرشحون الجدد فسيطرحون أنفسهم للناخبين لعل وعسى أن يحالفهم الحظ أو يحصدوا مراكز متقدمة تهيئهم لأي انتخابات قادمة، ومع تكرار حل مجالس الأمة أصبح الناخب ذكيا ويستطيع أن يميز بين المرشحين، ويعرف من المرشح الذي يذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله ويؤدي أعماله بأمانة وصدق، ومن المرشح الذي لم يبر بقسمه وخذل الشعب فى كل مواقفه السياسية.
فيا عزيزي الناخب، كفى مجاملات، فالوطن فوق الجميع، وعليك أن تخاف الله في وطنك ومستقبل أبنائك، وأن تكون شاهداً على الحق، ولا تدلي بصوتك إلا للمرشح القوي الأمين الحر المستقل الذي يستحق شرف تمثيل الأمة بكل أمانة وصدق، لأن بعض الناخبين ومن باب المجاملة والعلاقات الاجتماعية هم من يدفعون ببعض المرشحين لخوص الانتخابات بسبب ما يسمعون منهم من مجاملات مثل أبشر، وتم، وحنا معك يا كحيلان، وفالك الكرسي، وأنت الحصان الأسود في هذه الانتخابات، ومن ثم يعتقد هذا المرشح أن الجميع معه، وأنه سيصل إلى الكرسي الأخضر، ثم يفاجأ عند إعلان نتائج الانتخابات بأنه سقط سقوطاً مدوياً وأضاع فرصة وصول مرشحين لهم ثقل وبارزين كانت حظوظهم كبيرة للوصول للبرلمان.
الجميع يعرف أن من يود أن يخوض الانتخابات يجب أن تكون لديه مقومات تهيئه إلى الترشح، ومن هذه المقومات المخزون السياسي والثقافة العامة في كل شيء، وإبداء الرأي عن كل ما يحصل فى الساحة السياسية، والحرص على التواصل الاجتماعي مع ناخبي الدائرة، ولكن لو نظرنا إلى بعض أسماء ممن أعلنوا خوضهم هذه الانتخابات تحديداً، للاحظنا عكس ذلك، حيث تجد هناك مرشحين «لا ناقة لهم بالسياسة ولا جمل»، فمنهم من يخوض الانتخابات من باب الدعاية وتسليط الأضواء عليه، ومنهم من يخوضها بأوامر من متنفذين وفاسدين لتشتيت أصوات الناخبين وإسقاط مرشحين مواقفهم وطنية ومشرّفة. لذلك كل رجل عاقل متابع لما يدور فى الساحة السياسية سيعرف أن انتخابات مجلس الأمة 2024 هي انتخابات مفصلية، فإما أن يصل نواب شرفاء ثابتو الموقف مدافعون عن الحق يقفون في وجه الباطل، أو يصل نواب مناديب مسلوبو الرأي والقرار، تكون مهمتهم فقط تحقيق مصالح من يدعمهم بالخفاء من الأقطاب السياسية الذين يسعون إلى السيطرة على القرار السياسي في قاعة عبدالله السالم.
لذلك عزيزي الناخب عندما تدلي بصوتك في صندوق الاقتراع يوم الخميس 2024/4/4 ستكون الكلمة لك، فإما أن يكون صوتك شهادة حق، وإما أن يكون صوتك شهادة زور.