تُعد انتخابات مجلس الأمة للفصل التشريعي الثامن عشر «أمة 2024» المقررة في الرابع من أبريل المقبل ثاني انتخابات عامة في تاريخ الحياة النيابية الكويتية التي يتزامن موعد إجرائها مع شهر رمضان المبارك.
وشهدت الكويت إجراء أول انتخابات برلمانية عامة في شهر رمضان في 27 يوليو 2013 لاختيار ممثلي مجلس الامة بفصله التشريعي الرابع عشر «أمة 2013» وسبقتها انتخابات تكميلية أجريت خلال رمضان في الدائرة الانتخابية العاشرة في 7 ديسمبر 2000.
ورأى إعلاميون كويتيون في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم السبت أن تزامن الانتخابات مع شهر رمضان المبارك يُعطي المرشحين فرصة للتواصل مع الناخبين بطرق جديدة تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي مؤكدين أن شهر الصيام لن يثني الكويتيين عن المشاركة الفاعلة في الاستحقاق الوطني كما حدث في مناسبات سابقة خلال شهر الصيام.
وقال رئيس تحرير جريدة «الأنباء» يوسف المرزوق إن شهر رمضان مناسبة إيمانية كبيرة على مستوى العادات والعبادات «وهذا ثاني رمضان مختلف في تاريخ الكويت بعد رمضان 2013 كون البلاد ستشهد خلاله انتخابات نيابية عامة».
وذكر المرزوق أنه بناءً على التجربة السابقة فإن الصيام لا يؤثر على المشاركة الفاعلة بالعرس الديمقراطي، لافتاً إلى أن انتخابات «أمة 2013» التي أجريت في شهر يوليو بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 52 في المئة رغم أن الانتخابات أقيمت في فترة الإجازة الصيفية وشهر رمضان.
وأكد أن الناخب الكويتي واع ويدرك أهمية مشاركته في الانتخابات التشريعية بهدف تحقيق المصلحة العليا للبلاد، موضحاً أنه «ليس غريباً التزام المواطن الكويتي تجاه الاستحقاق الوطني فالكويتيون بنوا سورهم الثالث عام 1920 في رمضان ولم تثنهم عبادة الصوم عن الدفاع عنها وسنجدهم حاضرين في أي استحقاق يخص بلدهم».
وبيّن المرزوق أنه بسبب ضيق الوقت في رمضان أمام المرشحين لإتمام جولاتهم الانتخابية وتواصلهم مع قواعدهم لاسيّما أن الوقت الفعلي للزيارات يقع بعد صلاتي العشاء والتراويح حتى منتصف الليل فإنهم حرصوا على حضور وإقامة الغبقات الرمضانية للالتقاء بناخبيهم.
وأشار إلى أن «تعب الصيام لن يؤخر أبناء الكويت عن أداء واجبهم الانتخابي والوطني والتصويت لن يؤثر على العبادات فالمسلم جاهد في نهار رمضان كمعركة بدر وغيرها من الأحداث التي لم تثنه عن القيام بواجبه تزامناً مع عبادته»، مؤكداً أن الكويت تستحق منّا الالتزام الكامل تجاهها.
من جانبه، قال أستاذ الإعلام بجامعة الكويت الدكتور خالد القحص إنه نظراً إلى الطبيعة الروحانية والإيمانية لشهر رمضان تبرز أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في العملية الانتخابية فبالنسبة للمرشحين يُمكنهم الوصول إلى الشريحة المستهدفة لهم من الناخبين من خلال تلك الوسائل كما يُمكن للناخبين الوصول إلى الندوات وحسابات المرشحين الإعلامية عبرها.
وذكر القحص أنه يُمكن للمرشحين استغلال النشاط المجتمعي المصاحب لرمضان والمتمثل بإقامة الغبقات الرمضانية إذ يتجمع خلالها أفراد الأسرة والأصدقاء والجيران في الفترة المسائية لتبادل التبريكات بمناسبة حلول هذا الشهر المبارك.
وأوضح أن الكثير من المواطنين يحرصون على أن يكونوا في الكويت من أجل أجواء رمضان العائلية وبالتالي تقل نسبة المسافرين خلال هذا الشهر وهذا يضمن أن كثيراً من الناخبين سيكونون داخل البلاد حين يأتي يوم الاقتراع.
وأكد أنه يجب على المرشحين تعزيز التواصل الاجتماعي المباشر مع ناخبيهم والتركيز على بناء رسائل إعلامية ناضجة في مواقع التواصل الاجتماعي وعمل حملة إعلانية متميزة في المنصات الإخبارية.
وأفاد بأن يوم الاقتراع يحتاج إلى خطة إعلامية وانتخابية مدروسة من الحملات الإعلامية للمرشحين لتحفيز الناخبين على المشاركة في العملية الانتخابية.
بدوره، قال أمين صندوق جمعية الصحفيين الكويتية دهيران أباالخيل إن المرشحين تأخروا نسبياً في إطلاق حملاتهم الانتخابية وافتتاح مقارهم وعمل الندوات ونشر برامجهم الانتخابية نظراً لانشغال الناخبين في بداية شهر رمضان بالزيارات الاجتماعية والتواصل وتقديم التهاني وتأدية العبادات.
وذكر أباالخيل أن هذه المرحلة تستوجب على المرشحين ومن خلال زياراتهم وندواتهم ولقاءاتهم مع الناخبين حث الجميع على المشاركة في هذا العرس الديمقراطي واختيار من يرونه يحمل آمالهم وتطلعاتهم للنهوض بالبلد وإبراز الصورة الجميلة للعملية الديمقراطية.
وأكد أهمية أن يكون الخطاب الإعلامي للمرشح توعوياً لإيضاح ضرورة قيام الناخب بأداء دوره الوطني والمشاركة في العملية الانتخابية عبر اختياره للأنسب.
ودعا المرشحين إلى التركيز على وسائل الإعلام المختلفة لإيصال رسالتهم لناخبيهم لتفادي انشغال الناخبين بأداء العبادات خلال العشر الأواخر من رمضان الذي قد يكون عائقاً أمام حضورهم الندوات والمقار الانتخابية.