دلال عبدالعزيز... نجمة الدراما المصرية (2-5)
بطلة «ألف ليلة» تتقمّص 3 شخصيات في عمل درامي
جسدت عبدالعزيز في «وشاءت الأقدار» (1987) شخصية فتاة تزوجت سراً من رجل يكبرها في السن، والمسلسل من تأليف زكي عبدالعزيز وإخراج أحمد السبعاوي، وشارك في بطولته مجموعة من النجوم، منهم يحيى شاهين ومصطفى فهمي وهالة فاخر وإبراهيم خان، ويدور حول اتهام أحد الأشخاص ظلماً بحيازة حقيبة مواد مخدرة، ويشهد عليه مجموعة من ركاب سيارة أجرة يشكلون عصابة لتهريب المخدرات، وتتوالى الأحداث.
«نجاة» دور استثنائي أمام يحيى الفخراني في «ليالي الحلمية»
وفي العام نفسه، شاركت في الجزء الأول من «ليالي الحلمية»، تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، ولعبت دور «نجاة سلطان»، وضم المسلسل مجموعة كبيرة من النجوم، منهم يحيى الفخراني وصفية العمري وحسن يوسف وهدى سلطان وسهير المرشدي وهشام سليم وسمية الألفي وفردوس عبدالحميد وعبلة كامل.
ويعد «ليالي الحلمية» من أهم الأعمال الدرامية المصرية، وحقق نجاحاً كبيراً، وتدور أحداثه في أحد الأحياء الشهيرة بالقاهرة، وتستعرض طبيعة الحياة الاجتماعية عبر مراحل تاريخية مرت بها مصر، والصراع بين رجل الأعمال الثري سليم البدري (يحيى الفخراني)، والعمدة سليمان غانم (صلاح السعدني)، واستفادة السيدة الأرستقراطية نازك السلحدار (صفية العمري) من النزاع بينهما.
«النهر لا يحترق»
وتتابعت رحلة الفنانة دلال عبدالعزيز مع الدراما، وشاركت في مسلسل «النهر لا يحترق»، تأليف ثروت أباظة، وإخراج إبراهيم الشقنقيري، وبطولة أمينة رزق وعمر الحريري وسمية الألفي، وعُرض المسلسل في عام 1987.
وتدور أحداث «النهر لا يحترق» في إطار درامي حول غياب القيم والمعاني الإنسانية السامية بزعم أن الكل يسعى خلف رزقه، وفي سبيل استقرار حياته، ولكن عندما يتعلق الأمر بأزمة لأحد الأصدقاء، نجد الصداقة في وقت الشدة تؤتي ثمارها.
«الفدان الأخير» مغامرة مع عزت العلايلي في الريف المصري
وتكرر لقاء عبدالعزيز مع يحيى الفخراني في «مولود في الوقت الضائع» (1988)، تأليف عمر الدكروري، وإخراج محمد السيد حسن، وشارك في البطولة سوسن بدر وخالد زكي وتيسير فهمي وحسين الشربيني، ويدور حول صراع إحدى العائلات على الميراث، بعد وفاة رجل الأعمال «حسين المرشدي»، لكنهم يكتشفون أن زوجته حامل وعليهم اﻻنتظار حتى موعد الولادة ومعرفة نوع الجنين، وتتصاعد الأحداث نحو مفاجأة غير متوقعة.
«الفدان الأخير»
وفي «الفدان الأخير» لعبت دلال عبدالعزيز دور سيدة ريفية تُدعى «حياة»، والمسلسل تأليف عبدالقادر نجيب وإخراج محمد النجار، وبطولة عزت العلايلي ونهلة سلامة وأحمد ماهر، وعُرض العمل لأول مرة في 16 ديسمبر 1988.
وتدور أحداث المسلسل في أجواء الريف المصري حول الشاب صابر «أحمد ماهر»، الذي يمتلك قطعة أرض زراعية، لكنه يُستدعى من قبل الجيش المصري للحرب، وعندما يعود يفاجأ بعويص (عزت العلايلي) يحاول الاستيلاء على أرضه.
نجمة الدراما تنافس النجمة نبيلة عبيد في «الصبر في الملاحات»
ولعبت عبدالعزيز أول بطولة مطلقة على الشاشة الصغيرة، حين جسدت شخصية «ناعسة» في السهرة التلفزيونية «أيوب» (1989)، تأليف زكريا الحجاوي وإخراج فتحي عبدالستار، وشارك فيها رشوان توفيق وعبدالغفار عودة وكوثر هيكل، وسبق تقديم هذا العمل الملحمي في الإذاعة المصرية.
وتدور أحداثه الفيلم حول الصراع بين «أيوب وعمّار»، وتزداد الأمور سوءاً بعد إصابة «أيوب» بمرض خطير، وتقف بجانبه زوجته «ناعسة» حتى يتماثل للشفاء، ويقف أمام أعدائه.
«اللاعبون بالنار»
ومنذ عام 1990، قفزت دلال عبدالعزيز إلى أدوار البطولة في العديد من المسلسلات، منها «اللاعبون بالنار»، تأليف محمد كامل وإخراج مصطفى الشال، وشارك في بطولته مصطفى فهمي وسمية الألفي، ومسلسل «سحور على مائدة أشعب» تأليف مصطفى الشندويلي وإخراج مراد الخولي، وبطولة صلاح السعدني وأحمد راتب وسعاد نصر والممثل السعودي بكر الشدي.
«حافة الهاوية»
وفي «حافة الهاوية» التقت عبدالعزيز بالنجم فاروق الفيشاوي ورغدة، والمسلسل تأليف محمد كامل وإخراج مصطفى الشال، وعُرض لأول مرة في عام 1992، وتدور أحداثه في إطار تشويقي حول مطاردة الشرطة لعصابة خطيرة تعمل في تهريب المخدرات.
وفي العام نفسه، شاركت في «المنزل الخلفي»، تأليف فايز غالي وإخراج محمد السيد عيسى، وبطولة تحية كاريوكا وبوسي وعمر الحريري، وتدور القصة حول عائلة ينشب النزاع بين أفرادها، ويتراجع موقعها في السلم الاجتماعي، وتكتشف أوضاعها المؤسفة ابنة أخ رب الأسرة القادمة من الريف، وتتصاعد الأحداث.
«دموع صاحبة الجلالة»
وقدمت دلال عبدالعزيز مسلسلين مع المخرج يحيى العلمي، أولهما «دموع صاحبة الجلالة»، تأليف موسى صبري، وجسّدت شخصية «سوسن هانم» أمام ميرفت أمين وفاروق الفيشاوي وعمر الحريري، وعُرض المسلسل في 22 فبراير 1993.
وتدور الأحداث خلال فترة اﻷربعينيات حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، حول الصحافة المصرية، من خلال شخصية الصحافي الانتهازي محفوظ عجب (فاروق الفيشاوي) ورحلة صعوده في بلاط صاحبة الجلالة.
«رشا» تشارك صلاح السعدني في «سحور على مائدة أشعب»
ولعبت عبدالعزيز دور البطولة أمام يحيى الفخراني في مسلسل «لا»، تأليف مصطفى أمين وإخراج يحيى العلمي، وضم العمل مجموعة من النجوم، منهم مريم فخرالدين ونجوى فؤاد وأبوبكر عزت وعبدالرحمن أبوزهرة.
وتكرّر لقاء عبدالعزيز مع النجم فاروق الفيشاوي في مسلسل «في بيتنا رجل»، قصة إحسان عبدالقدوس، وإخراج إبراهيم الصحن، وسبق تناول هذا العمل في السينما بذات العنوان، وأخرجه هنري بركات عام 1961، ولعب بطولته عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدي أباظة وحسن يوسف، وزهرة العلا، والأخيرة شاركت في النسختين السينمائية والدرامية.
وتقاسمت عبدالعزيز البطولة مع النجم يحيى الفخراني في مسلسل «علي بابا والأربعين حرامي» (1995)، تأليف يسري الجندي وإخراج جمال عبدالحميد، وأشعار سيد حجاب وموسيقى عمار الشريعي، وضم العمل مجموعة من النجوم، منهم أحمد مظهر وماجدة الخطيب وزوز نبيل وعزت أبوعوف.
وفكرة المسلسل مستوحاة من إحدى حكايات «ألف ليلة وليلة» الشهيرة، وتحكي عن حطَّاب فقير يدعى «علي بابا» يعلم بالمصادفة كلمة السر «افتح يا سمسم» التي تفتح باب مغارة وضعت بها إحدى العصابات كنوزهم. ويحصل علي بابا على جميع كنوزهم، إلا أنهم يعلمون مكانه عبر جاره الحاقد، ويقرر اللصوص استعادة كنوزهم.
«المنزل الخلفي» يشهد لقائها الدرامي الأول مع تحية كاريوكا
وقامت عبدالعزيز ببطولة جزء آخر من حكايات ألف ليلة وليلة «فضل الله ووردانة»، تأليف نادر خليفة وإخراج عبدالعزيز السكري، وجسدت شخصيات «شهرزاد ووردانة وجلشان»، وشارك في المسلسل النجم أحمد عبدالعزيز وسامي العدل وسميرة محسن، وعرض لأول مرة في 21 يناير 1996.
«سعد اليتيم»
عرفت عبدالعزيز طريقها إلى البطولات الدرامية، وشاركت في «الصبر في الملاحات»، مع مجموعة من النجوم، منهم كرم مطاوع ومحسنة وتوفيق وأشرف عبدالباقي، والمسلسل تأليف سمير عبدالعظيم، وإخراج عبدالعزيز السكري، وعُرض في 21 يناير 1996.
وسبق تقديم «الصبر في الملاحات» من خلال فيلم سينمائي عام 1986، وقامت ببطولته النجمة نبيلة عبيد، وأخرجه أحمد يحيى، وتتطابق النسختان الدرامية والسينمائية إلى حد كبير، وتدور الأحداث حول «كوثر» تاجرة مخدرات، تلصق التهمة بخادمتها فيحكم عليها بالسجن المؤبد. وتتبنى كوثر ابنة الخادمة وتساعد باقي الأبناء، وتكبر الابنة وتعمل بالشرطة وتلتقي مع لص لا تعرف أنه شقيقها.
وتكررت مشاركة عبدالعزيز في عمل درامي سبق تقديمه في السينما، ولعبت دور البطولة في مسلسل «سعد اليتيم»، تأليف زكريا الحجاوي وإخراج إبراهيم الشوادي، وضم مجموعة من النجوم، منهم سميحة أيوب وياسر جلال، وعرض المسلسل لأول مرة في 30 ديسمبر 1997.
النجمة الصاعدة تصطدم بالرقابة في مسلسل «المرشدي عنتر»
وقامت دلال بشخصية «صبيحة» التي قدمتها النجمة نجلاء فتحي باسم «صباح بدران» في فيلم «سعد اليتيم» (1985)، وفكرة العمل مستوحاة من حكاية شعبية حول صبي قُتل والده بيد عمه، وربته امرأة فاضلة حتى أصبح شاباً، وتشاء الأقدار أن يحب ابنة عمه من دون أن يعرف حقيقة أن والدها قتل والده.
وتتابعت رحلة الممثلة الحسناء في الدراما، وشاركت في مسلسل «أحلام الفجر الكاذب» (1997)، تأليف محمد صفاء عامر، وإخراج وفيق وجدي، وبطولة سميحة أيوب وجلال الشرقاوي وكريمة مختار، ويدور العمل في قالب درامي حول طالب متفوق في كلية الحقوق، ويعمل في متجر للأخشاب، ليغطي نفقات تعليمه، وتتابع الأحداث.
دلال تحقق حلم شقيقتها الكبرى في عالم التمثيل
مرت الفنانة دلال عبدالعزيز بتجارب قاسية، وعرفت منذ طفولتها معنى الألم، وكانت دلال في الصف السادس الابتدائي، حين رحلت شقيقتها الكبرى في عمر 15 عاماً، قبل أن تحقق حلمها في عالم الأضواء والشهرة. وكان رحيلها صدمة كبيرة لدلال والأسرة، وظلت تبكيها طوال حياتها.
كانت شقيقة دلال تشارك في فريق التمثيل بالمدرسة، وتصحبها معها دائماً، ومن هنا وُلد حب التمثيل بداخلها، وقرّرت في سن مبكرة أن تدخل مجال الفن وتحقق حلمها وحلم شقيقتها.
ورفضت دلال العمل في مجال بعيد عن الفن، رغم حصولها على أرقى الشهادات العلمية، واستطاعت أن تحقق حضورها في الساحة الفنية، وبرزت موهبتها في سن مبكرة، وحجزت لنفسها مقعداً في الصف الأول بين نجمات جيلها، ودائماً كانت تتذكر شقيقتها الكبرى، وتدين لها بالفضل في دخولها عالم التمثيل.
«سابع جار» يشهد موقفاً مؤثراً للنجمة المحبوبة
ذكرت المخرجة هبة يسري رمزي، موقفاً مؤثراً للفنانة دلال عبدالعزيز، خلال تصوير مسلسل «سابع جار»، وكتبت رمزي عبر تدوينة بحسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «دلال عبدالعزيز تستحق أن نحكي عنها ما لم تحكِه أبداً، ولو كنت رأيت منه القليل بالمصادفة».
وتابعت: «في إحدى المرات كنا نصور في حي مصر الجديدة لقيت حد بيكلمها يسأل عن المكان وجاي، لقيتها بتقول لي دي بنت بتتفرج عليّه وعاوزه تشوفني عشان مامتها اتوفت قريب ووحشاها، تأثرت بس كنا شغالين ومدام دلال طلبت شوية وقت لغاية ما البنت تيجي».
ووصلت الشابة الصغيرة إلى موقع التصوير، وكانت تحمل طفلاً رضيعاً، وحين رأت نجمتها المفضلة، أجهشت بالبكاء، وحاولت أن تتماسك من دون فائدة، فاحتضنتها دلال، والفتاة تعتذر عن بكائها، وخففت النجمة من روعها، وطلبت منها أن تبكي حتى تهدأ، وأنها مثل والدتها، فقالت لها المعجبة: «أنا عاوزة أوريكي بنتي عشان ماما مالحقتش تشوفها»، فأخدتها ولاعبتها والتقطت معهما صوراً تذكارية، وأدخلت السعادة في قلب معجبة جاءت إليها من مكان بعيد، وأكملت تصوير مشاهدها في المسلسل، وقبل أن تنصرف هذه المعجبة، شكرتها قائلة: «هذا أحلى يوم في حياتي»، ثم شكرتها وغادرت، ودلال استكملت التصوير بنفس روحها وكأنها تفعل هذا الأمر طول الوقت باستمرار«.
المثير أن دلال عبدالعزيز، لم تتحدث عن هذا الموقف الإنساني في لقاء إعلامي، وكانت دائماً تقوم بأعمال الخير في الخفاء، ولا تتباهى أمام أحد بما تفعله، واحتفظت بإنسانيتها وأمومتها وتواضعها الشديد، حتى آخر لحظة في حياتها.