أسفي على ما صار في لبنانِ
دمعي على الأهلينَ والأغصانِ
مزهوةً كانت وكان زهاؤها
عبِقًا كما الأزهارِ والريحانِ
أسفي على ذكرى الطفولة والصِّبا
أضحت ميادينًا لذي الطغيانِ
أسفي على بلدٍ تحلَّى بالنهى
كنا ضيوفَ ربوعهِ بزمانِ
إن كنتَ تسألُ عن مصايفِ أمسنا
فالصيفُ في لبنانَ صيفٌ ثانِ
نعِمتْ بطيبِ سماحةٍ ورحابةٍ
فتجوَّلَ السيَّاحُ في الأركانِ
بحفاوةٍ وحلاوةٍ وطراوةٍ
عشنا صَبا لبنانَ في تحنانِ
بالحبِّ طفنا بالبقاعِ وأهلها
كانوا بمثلِ نداوةِ الإخوانِ
(بحَمْدونُ) كانت ليلُها كنهارها
جذلى بودِّ الأهلِ والجيرانِ
صيفٌ على القمم العليلةِ يزدهي
وتظلُّ (عاليه) وجهةَ الولهانِ
لبنانُ مأوى للسلامِ ولم تكنْ
للوأدِ والجبروتِ والعصيانِ
رحلَ النعيمُ بحسرةٍ وتطاولتْ
أيدي الغزاةِ وعُصبةُ العدوانِ
والأرزُ في لبنانَ يبكي حالَهُ
ومرابعُ التفَّاحِ والرمَّانِ
ذهب الذين تمتَّعوا واستمتعوا
بجمالها المتفتح الفتَّانِ
كانت رُبا الجناتِ في أحضانها
والآنَ صارتْ ملعبَ الشيطانِ
والحربُ تضرسُ ثم تطحنُ ويحها
بأزيزها الفتَّاكِ كلَّ معانِ
وجعٌ وهمٌّ في القلوبِ لأجلها
ولأجلِ شعبٍ بالدمارِ يعاني
فاليومَ صارت، يا لسوءِ مُصابِها
للجورِ والجبروتِ والعصيانِ
ساحًا لتصفيةِ الحسابِ ومسرحًا
لفنونِ قتلِ الناسِ كالفئرانِ
الكلُّ يهتفُ للسلامِ وجلُّهم
عملاءُ باعوا ذمةَ الأوطانِ
واستبدلوا العيشَ الكريمَ ليقبضوا
من جيبِ كلِّ منافقٍ خوَّانِ
كم فجَّروا! كم قتَّلوا! كم دمروا
وطنًا! فيا لمصيبةِ السُّكَّانِ!
والغدرُ يغتال السعادةَ والمنى
بلواعجِ الآلامِ والأحزانِ
حرقوا المساجد والكنائسَ والقُرى
وتفرَّغوا لمبادئ البهتانِ
ولَّى الوئامُ وضاع طيبُ تعايشٍ
في فتنةٍ وتكالبِ الخسرانِ
فالدينُ دينُ محبةٍ وتسامحٍ
ما جيءَ بالإرهابِ في الأديانِ
رحماكَ يا رباهُ يا ذا المنتهى
أنت اللطيفُ بمعشرِ الإنسانِ
وصلاةُ ربي في السماءِ وفي الدُّنى
تهمي على المبعوثِ بالقرآنِ
* طلبت مني زميلتي الأديبة ريما منيمنة أن أكتب قصيدة عن مشاعري تجاه ما حل بلبنان من خراب ودمار، فجاءت هذه القصيدة.
دمعي على الأهلينَ والأغصانِ
مزهوةً كانت وكان زهاؤها
عبِقًا كما الأزهارِ والريحانِ
أسفي على ذكرى الطفولة والصِّبا
أضحت ميادينًا لذي الطغيانِ
أسفي على بلدٍ تحلَّى بالنهى
كنا ضيوفَ ربوعهِ بزمانِ
إن كنتَ تسألُ عن مصايفِ أمسنا
فالصيفُ في لبنانَ صيفٌ ثانِ
نعِمتْ بطيبِ سماحةٍ ورحابةٍ
فتجوَّلَ السيَّاحُ في الأركانِ
بحفاوةٍ وحلاوةٍ وطراوةٍ
عشنا صَبا لبنانَ في تحنانِ
بالحبِّ طفنا بالبقاعِ وأهلها
كانوا بمثلِ نداوةِ الإخوانِ
(بحَمْدونُ) كانت ليلُها كنهارها
جذلى بودِّ الأهلِ والجيرانِ
صيفٌ على القمم العليلةِ يزدهي
وتظلُّ (عاليه) وجهةَ الولهانِ
لبنانُ مأوى للسلامِ ولم تكنْ
للوأدِ والجبروتِ والعصيانِ
رحلَ النعيمُ بحسرةٍ وتطاولتْ
أيدي الغزاةِ وعُصبةُ العدوانِ
والأرزُ في لبنانَ يبكي حالَهُ
ومرابعُ التفَّاحِ والرمَّانِ
ذهب الذين تمتَّعوا واستمتعوا
بجمالها المتفتح الفتَّانِ
كانت رُبا الجناتِ في أحضانها
والآنَ صارتْ ملعبَ الشيطانِ
والحربُ تضرسُ ثم تطحنُ ويحها
بأزيزها الفتَّاكِ كلَّ معانِ
وجعٌ وهمٌّ في القلوبِ لأجلها
ولأجلِ شعبٍ بالدمارِ يعاني
فاليومَ صارت، يا لسوءِ مُصابِها
للجورِ والجبروتِ والعصيانِ
ساحًا لتصفيةِ الحسابِ ومسرحًا
لفنونِ قتلِ الناسِ كالفئرانِ
الكلُّ يهتفُ للسلامِ وجلُّهم
عملاءُ باعوا ذمةَ الأوطانِ
واستبدلوا العيشَ الكريمَ ليقبضوا
من جيبِ كلِّ منافقٍ خوَّانِ
كم فجَّروا! كم قتَّلوا! كم دمروا
وطنًا! فيا لمصيبةِ السُّكَّانِ!
والغدرُ يغتال السعادةَ والمنى
بلواعجِ الآلامِ والأحزانِ
حرقوا المساجد والكنائسَ والقُرى
وتفرَّغوا لمبادئ البهتانِ
ولَّى الوئامُ وضاع طيبُ تعايشٍ
في فتنةٍ وتكالبِ الخسرانِ
فالدينُ دينُ محبةٍ وتسامحٍ
ما جيءَ بالإرهابِ في الأديانِ
رحماكَ يا رباهُ يا ذا المنتهى
أنت اللطيفُ بمعشرِ الإنسانِ
وصلاةُ ربي في السماءِ وفي الدُّنى
تهمي على المبعوثِ بالقرآنِ
* طلبت مني زميلتي الأديبة ريما منيمنة أن أكتب قصيدة عن مشاعري تجاه ما حل بلبنان من خراب ودمار، فجاءت هذه القصيدة.