حذر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك من أن «الحرب لم تعد مفهوماً من الماضي» في أوروبا التي دخلت «حقبة ما قبل حرب» على ما قال خلال مقابلة مع الصحافة الأوروبية.
وكثفت روسيا في الأسابيع الأخيرة ضرباتها الجوية ضد أوكرانيا المجاورة لبولندا. وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن أوكرانيا إذا لم تحصل على المساعدات العسكرية التي وعدتها بها الولايات المتحدة وتعرقلها خلافات في الكونغرس، فسيكون على قواتها التراجع «خطوات صغيرة» أمام الجيش الروسي.
وتسببت ضربات روسية جديدة واسعة النطاق الجمعة بأضرار في ثلاثة محطات لتوليد الطاقة مما أدى إلى انقطاع في التيار الكهربائي في مناطق عدة.
وقال توسك لتحالف «لينا» (ليدينغ يوروبيين نيوزبايبر ألايانس) الذي يضم ثماني صحف أوروبية: «الحرب لم تعد أحد مفاهيم الماضي بل هي واقع وبدأت قبل أكثر من سنتين». وأضاف «أكثر المسائل إثارة للقلق راهنا هي أن كل السيناريوهات ممكنة. لم نشهد وضعا كهذا منذ العام 1945». وأكد: «قد يكون ذلك مدمراً خصوصاً للجيل الجديد لكن علينا أن نعتاد على فكرة أن حقبة جديدة بدأت: حقبة ما قبل الحرب وأنا لا أبالغ بكلامي هذا». ومضى يقول «في حال خسرت أوكرانيا لن يشعر أحد في أوروبا بالأمان».
وقال توسك، الذي تعتبر بلاده من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا التي غزتها القوات الروسية في فبراير 2022، إن «أمام أوروبا شوطاً كبيراً تقطعه» على صعيد الدفاع معتبراً أنه ينبغي أن تكون «مستقلة ومكتفية ذاتياً» في هذا المجال. وأضاف» «يقوم عملنا على مواصلة العلاقات عبر الأطلسي مهما كانت هوية الرئيس الأميركي» مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل.
إلى ذلك، احتجت ليتوانيا الدولة الواقعة في منطقة البلطيق والعضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «ناتو» ضد تصريحات الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بشأن القيام بعملية عسكرية محتملة ضد الدولة المجاورة. والثلاثاء الماضي تم نشر مقطع فيديو على قناة عبر تلغرام موالية للحكومة في بيلاروس. وظهر خلال الفيديو لوكاشينكو وهو يتلقى شرحاً من ممثل عسكري بشأن أهداف التدريبات وجرى الحديث عن مدى استعداد الجيش البيلاروسي لمهاجمة أجزاء من بولندا أو ليتوانيا إذا لزم الأمر.
ويمتد ممر بري ضيق، يسمى ممر سوفالكي، بين بولندا وليتوانيا الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، على الحدود مع جيب كالينينغراد الروسي في بحر البلطيق وبيلاروس، حليفة روسيا الوثيقة. وذكرت القوات الجوية الإيطالية، أمس الأول، أنها اعترضت طائرات مجهولة تحلق فوق المياه الدولية في بحر البلطيق، فيما قال مصدران دفاعيان في روما إنها طائرات روسية.