في أحدث محاولة لإنهاء العدوان المستمر على غزة منذ أكثر من 5 أشهر، بدأت في القاهرة أمس، محاولة جديدة للوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين للتوصل إلى هدنة في غزة، في إطار صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، في وقت انطلق أسبوع إسرائيلي عاصف بتظاهرات معارضة اجتمع فيها معارضو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأكد مصدر أمني مصري، لقناة القاهرة الإخبارية شبه الرسمية، أن مفاوضات الهدنة بين إسرائيل و«حماس» استؤنفت أمس، وأن «مصر وقطر تواصلان جهودهما المشتركة لإحراز تقدم».

Ad

ترتيبات اليوم التالي

وفي اتصال للتهنئة بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، وتوليه منصب وزير الخارجية الفلسطيني، ناقش وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مع رئيس وزراء فلسطين الجديد محمد مصطفى «الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة وزيادة تدفق المساعدات».

ومع تجدد الحديث عن نشر قوات دولية في غزة للمساعدة على ضبط الأمن، حذرت الخارجية الفلسطينية من مخاطر «أية ترتيبات تروج لها الحكومة الإسرائيلية بشأن اليوم التالي للعدوان، وتعمل على إنجازها بشكل تآمري وتصفوي بهدف تكريس سيطرتها العسكرية والأمنية على غزة، وفصله تماماً عن الضفة الغربية المحتلة، وضرب الجهود الدولية المبذولة لتوحيد جغرافيا دولة فلسطين في ظل الشرعية الفلسطينية المعترف بها».

وأكدت أن «أية ترتيبات لا تتم بالتنسيق الكامل مع القيادة الفلسطينية، ولا تطرح في إطار حل سياسي واضح الملامح يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية 1967، وبقرار ملزم من مجلس الأمن يعتبر مضيعة للوقت، وإطالة لأمد الصراع ودوامة الحروب والعنف».

وكانت مصادر عربية نفت صحة تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي، يؤآف غالانت، قال فيها إن دولاً عربية ابلغت واشنطن موافقتها على إرسال قوات إلى غزة.

80 هدفاً بالقطاع وتوتر بالضفة

ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال قصفه 80 هدفاً بمختلف أنحاء غزة، من بين ذلك مبان وبنية تحتية، فيما واصل عدوانه على مستشفى الشفاء، حيث يعتقد ان المئات من عناصر «حماس» وقياداتها يتحصنون بالمبنى.

وقُتل 75 شخصاً على الأقل ليل السبت- الأحد في الغارات الإسرائيلية على غزة، وارتفعت حصيلة القتلى منذ 7 أكتوبر الى أكثر من 32780.

وفي تطور بالموقف البريطاني، قالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، أليسيا كيرنز، إن حكومة المملكة المتحدة حصلت على مشورة قانونية تفيد بأن إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي في غزة.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أفيد عن اشتباك ليل السبت - الأحد بين عناصر من أجهزة الأمن الفلسطيني ومسلحين من «كتيبة طولكرم» التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي عقب محاولة اعتقال شبان.

وأصدرت فصائل فلسطينية بيانات بعد الاشتباكات، حذرت فيها من «أي محاولة لاستهداف وملاحق واعتقال أفراد فصائل المقاومة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية».

إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن بدوياً «له سجل إجرامي طويل» يتحدر من إحدى عشائر منطقة النقب نفذ أمس هجوماً بسكين أدى إلى إصابة إسرائيليين أحدهما جندي في محطة الحافلات الرئيسية في مدينة بئر السبع.

وفي سياق متصل، اتهم الجيش الإسرائيلي المنتسب للأمن الوطني الفلسطيني، الرقيب محمد السعدي، بتنفيذ عملية إطلاق نار يوم الخميس الماضي على حافلة في الأغوار، أصيب فيها 3 مستوطنين، مؤكداً أنه تم توقيفه في بلدة العوجا قضاء أريحا بالضفة الغربية، بعد ملاحقته لمدة 3 أيام.

أسبوع عاصف

في موازاة ذلك، حذرت القناة 12 الإسرائيلية من أسبوع عاصف من الاحتجاجات ضد الحكومة يمكن أن تصل إلى مطار بن غوريون، بعد أن هدد أهالي المحتجزين لدى «حماس» نتنياهو بـ «حرق إسرائيل» إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل تؤدي إلى الإفراج عن أبنائهم.

ومن المتوقع أن تواجه الحركة الاحتجاجية ضد نتنياهو أول تحد كبير لها منذ اندلاع الحرب بعد أن دعا قادة المظاهرات إلى اعتصام لمدة 4 أيام امام الكنيست.

وشارك آلاف الإسرائيليين في تظاهرات في تل أبيب وبئر السبع وقيسارية ومدن أخرى عدة، مساء امس الأول، مطالبين بإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات تشريعية جديدة، والتوصل إلى اتفاق مع «حماس» لإطلاق سراح المختطفين في غزة.

وفي تل أبيب، أشعل المتظاهرون النيران وأغلقوا الطريق الرئيسي في المدينة، شارع أيالون.

وفي قيسارية، سار المتظاهرون بالقرب من مقر إقامة نتنياهو الخاص وارتدوا قمصانا كُتب عليها «الانتخابات الآن». وفي القدس، اخترق مئات المتظاهرين حواجز الشرطة لتنظيم احتجاج بالقرب من مقر رئيس الوزراء.

وعقدت عائلات المختطفين الإسرائيليين أمس مؤتمراً صحافياً، طالبوا فيه برحيل نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة.

ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد أمس حكومة نتنياهو بأنها «حكومة الدمار»، وطالب باستقالتها وإجراء انتخابات مبكرة من دون أي تأخير.

وندد لابيد بتعامل الحكومة مع احتجاجات أهالي المحتجزين في غزة، وقال إنها تلوم الأهالي بعد فشلها في استعادتهم رغم مضي 6 أشهر على الحرب.

ميليشيا حريدية لحراسة مستوطنات الضفة

يخطط قائد القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي يهودا فوكس لتجنيد شبان حريديين، وتشكيل ميليشيا غير نظامية لحراسة المستوطنات والبؤر العشوائية في الضفة الغربية، لمساعدة الجيش على نقل قسم من جنوده إلى غزة أو حدود لبنان.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس، أنه حسب الخطة، سيكون بالإمكان نقل «الميليشيا الحريدية» إلى «غلاف غزة» وبلدات شمال إسرائيل، وإقامة سلطة لحراسة البلدات، وتعمل تحت مسؤولية وزارة الأمن. وينخرط في هذه السلطة «مرشحون للخدمة الأمنية»، كبديل للخدمة العسكرية، في ظل رفض الحريديين التجنيد.