سؤالي الأول: أيها الديوان، كيف تصنّف الناس؟

الناس من جهة التمثال أكفاءُ

Ad

أبوهم آدمٌ والأمُّ حواءُ

فإن يكُن لهم من أصلهم شرفٌ

يفاخرون به، فالطين والماءُ

وما قولك فيمن يظنون أنهم من أنساب رفيعة؟!

لعَمرُك ما الإنسان إلا بدينه

فلا تترك التقوى اتّكالاً على النسب

فقد رفع الإسلام سلمانَ فارسٍ

وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب

فماذا تقول أيها الديوان عمّن جعلوا من أنفسهم مُفتين، يصدرون فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان؟!

ليس البليّة في أيامنا عجباً

بل السلامة فيها أعجبُ العجبِ

ليس اليتيم الذي قد مات والده

إن اليتيمَ يتيمُ العلم والأدب

طيب... ما الوصف الذي تجدهُ جديراً بالإنسان وجاء في سطورك؟!

دواؤك فيك وما تبصرُ

وداؤك منك ولا تشعرُ

أتزعم أنك جرمٌ صغير

وفيك انطوى العالَم الأكبرُ؟

هل لديك - أيها الديوان - ما يدعو الناس إلى التفاؤل؟!

إذا اشتملت على اليأس القلوبُ

وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ

وأوطئت المكارهُ واستقرت

وأرست في أماكنها الخطوبُ

ولم ترَ لانكشاف الضُّرّ وجهاً

ولا أغنى بحيلتهِ الأريبُ

أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ

يَمنُّ بهِ اللطيف المُستجيبُ

وكل الحادثات إذا تناهت

فموصولٌ بها فرجٌ قريبُ

أريد منك، أيها الديوان، ما يترجم عجزي وسلبيتي حيال ما يجري من مجازرٍ في فلسطين؟!

كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً

وحسب المنايا أن يكُنّ أمانيا

وماذا تقول لأولئك المُتصهينين العرب ممن يوجهون أصابع اتّهام للشرفاء الذين يضحون بأرواحهم في فلسطين؟!

وذو سفهٍ يواجهني بجهلٍ

وأكرهُ أن أكون لهُ مُجيبا

يزيد سفاهة وأزيد حلماً

كعودٍ زاده الإحراق طيباً

كنت أتمنى أن أتوجه بالمزيد من الأسئلة إلى الديوان، غير أنني محصور في هذه الزاوية بكلماتٍ محددة، لكن إذا لقيت الفكرة صداها عندكم، فسأكررها مستقبلاً.