«بيباس» تروي ظمأ مساكين مكسيكو سيتي
عندما سمعت رينا سرفانتس تريجو، صوت الشاحنة في الشارع وهي تتجه نحو منزلها، هرعت إلى الخارج قائلة: «الحمد لله! لقد وصلت المياه أخيراً!».
ثم سارعت سرفانتس وزوجها لمساعدة سائق الشاحنة، بينما كان ينتزع خراطيم المياه من الشاحنة لملء صهريج، إضافة إلى مجموعة من الدلاء والعلب البلاستيكية وأواني المطبخ، التي جمعها الزوجان في فناء منزلهما.
وأشارت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية، في تقرير لها نشرته وكالة الأنباء الألمانية اليوم، إلى أن المياه كانت قد انقطعت عن المكان قبل أسابيع، وكانت ابنة سرفانتس تتصل بمجلس المدينة في مكسيكو سيتي بشكل شبه يومي، وتطلب من شاحنات المياه أن تأتي إلى حي الطبقة العاملة في جنوب المدينة.
ويمكن للأثرياء شراء المياه من جهات توريد خاصة، فيما لا يعد هذا خياراً مناسباً لمعظم السكان. فبالنسبة لهم، يستلزم الأمر تدافعهم قبل حلول الفجر من أجل الوصول إلى مواقع التسجيل لوضع أسمائهم على قوائم مكتوبة بخط اليد، للحصول على الماء من شاحنات صهاريج المياه، المعروفة باسم «بيباس» (أي الأنابيب)».
وتقع مدينة مكسيكو سيتي، التي أسسها شعب «الأزتيك» على جزيرة تقع في وسط بحيرات، والتي تشهد موسم أمطار يعرضّها لسيول وفيضانات. وصار التركيز في المكان ينصب لعقود على التخلص من المياه، وليس على الحصول عليها.
إلا أن هناك مجموعة قاتمة من العوامل - التي تشمل النمو شديد السرعة، وحالة اللامبالاة على المستوى الرسمي، والبنية التحتية المعيبة، وارتفاع درجات الحرارة، وتراجع سقوط الأمطار - التي تركت هذه المدينة الضخمة عند نقطة تحول بعد أعوام من التحذيرات التي لم تلق أي اهتمام من المسؤولين، حيث تقع خزانات المياه في أماكن بعيدة، وتجف الآبار الجوفية، بينما يواجه القادة معضلة وجودية.