يعتبر تركيز شركة «بلاك روك» على بتكوين والعملات المشفرة أمراً فريداً من نوعه، خصوصاً بعد تصريحات مثيرة للجدل للرئيس التنفيذي للشركة لاري فينك في عام 2017، مما يعطي فكرة واضحة لكيفية تغيير الشركات والمستثمرين سريدتهم تجاه بتكوين خلال السنوات القليلة الماضية.

ففي أكتوبر 2017، وصف فينك - رئيس أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم - عملة بتكوين بـ»مؤشر غسيل الأموال» خلال مؤتمر لمعهد التمويل الدولي.

Ad

وكانت العملة المشفرة حينئذ سجلت مستوى قياسيا متجاوزة 5800 دولار، بارتفاعها بنسبة 470 في المئة منذ بداية 2017 حتى أكتوبر من نفس العام.

تصريحات جيمي ديمون

جاءت تعليقات فينك مباشرة بعد وصف الرئيس التنفيذي لبنك «جي بي مورغان تشيس» جيمي ديمون الأشخاص الذين يمتلكون العملة المشفرة بأنهم «أغبياء». وقال قبل يوم واحد بعد إعلان أرباح البنك إنه «لن يتحدث عن بتكوين بعد الآن».

كما وصف ديمون عملة بتكوين في سبتمبر 2017 بـ»عملية احتيال»، مشيراً إلى أنه لن ينته الأمر «بشكل جيد».

وبعكس لاري فينك، لايزال ديمون متشبساً بتصريحاته ورأيه بشأن عملة بتكوين حتى يومنا هذا، حيث قال ديمون - على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس 2024 - إن «بتكوين لا تفعل شيئاً»، مشيراً إلى العملة المشفرة بأنها «صخرة أليفة».

وقال رئيس البنك في 2021، في ذروة تقييمات العملات المشفرة، إن عملة بتكوين «عديمة القيمة». كما وصف العملة الرقمية في عام 2020 - في مقابلة مع «CNBC» الأميركية على هامش مؤتمر «دافوس» - بأنها «عملية احتيال مبالغ فيها».

تغيير «بلاك روك» في وجهة نظره

ورغم تصريحات فينك السلبية نوعا ما تجاه العملة المشفرة، فإن السوق شهد اهتماماً وتوجهاً كبيراً من «بلاك روك» نحو السوق المتقلبة خلال السنوات الماضية.

وكان إطلاق صناديق بتكوين المتداولة في البورصة في يناير بمثابة إنجاز كبير في مجال العملات المشفرة، والذي ربما غيّر السوق إلى الأبد. ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى التأييد غير المتوقع لفئة الأصول من قبل الشركة حيث تقدمت «بلاك روك» لأول مرة بطلب للحصول على موافقة لصندوقها «iShares Bitcoin Trust» قبل حوالي سبعة أشهر من الإطلاق.

ومنذ ذلك الحين، تقدمت الشركة بطلب للحصول على صندوق استثماري متداول (ETF) من شأنه أن يتتبع سعر الأثير الفوري، ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية. زادت هذه الخطوة من حماسة محبي العملات المشفرة الذين يترقبون الصندوق الجديد. لكن روبرت ميتشنيك، رئيس الأصول الرقمية في شركة «بلاك روك»، أغلق هذا الاحتمال في مؤتمر «يوم لمستثمري بتكوين» الأسبوع الماضي، حينما أشار إلى أنه بالنسبة لقاعدة عملاء الشركة، «فهي عملة بتكوين».

وأشار إلى أن بتكوين والإيثر يشكلان أغلبية القيمة السوقية للعملات المشفرة – بيتكوين بنسبة 52 في المئة، والإيثر بنسبة 16 في المئة، وفقًا لموقع CoinMarketCap.

وقال ميتشنيك أيضاً في نفس المؤتمر، إن عملة بتكوين ستكون أداة جيدة لتنويع المحفظة الاستثمارية على الرغم من ارتفاعها الأخير مع الأسهم، وإنه رغم أن دورات العملة المشفرة موجودة لتبقى، فمن المرجح أن تنخفض العوائد المستقبلية الآن بعد أن احتضنتها وول ستريت.

بالإضافة إلى صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين والإيثر، تستكشف الشركة أيضًا الأصول الرقمية من خلال جهود الترميز. وفي الأسبوع الماضي، أطلقت الشركة صندوق السيولة الرقمية المؤسسية BlackRock USD القائم على إيثيريوم، مما يمنح المستثمرين الفرصة لكسب عوائد بالدولار الأميركي. إنه أول صندوق رمزي من قبل الشركة تم إصداره على تقنية البلوكتشين العامة.

وشبه ميتشنيك عملة بتكوين بـ»الذهب الرقمي» أكثر من كونها ما يسمى بالأصول ذات «المخاطر» المرتفعة. واعترف ميتشنيك بأن عملة بتكوين تصرفت في بعض الأحيان مثل أسهم التكنولوجيا عالية المخاطر، لكنه قال إن هذه ليست الطريقة التي يتم بها التداول عادةً.

وقال: «من الناحية التاريخية، كان متوسط الارتباط طويل المدى لبتكوين [بالأسهم] قريباً من الصفر - وهو إيجابي قليلاً، ولكنه قريب من الصفر. لقد كانت هناك فترات ارتفعت فيها الأسعار، وهو أمر مشابع بأداء الذهب... في الواقع، إذا وضعت مخططات الارتباط الخاصة بهم في سلسلة زمنية، فإنها تبدو متشابهة بشكل ملحوظ».

وقال لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك»، إن صناديق الاستثمار المتداولة هي «الخطوة الأولى في الثورة التكنولوجية في الأسواق المالية»، بحسب تصريحات له مع «CNBC» الأميركية.

واكتسب ترميز أصول العالم الحقيقي مثل الذهب شعبية بين المؤسسات المالية التي تتوخى الحذر بشأن الأصول المشفرة، ولكنها حريصة على تقنية استخدام البلوكتشين الأساسية.

وقال فينك إنه «يرى قيمة» في صناديق الاستثمار المتداولة في الإيثر، لكنها مجرد نقطة انطلاق نحو الترميز.