كشف القاص والكاتب المسرحي أحمد أبودياب أنه يعمل حالياً على مشروع روايته الأولى، التي «سترى النور قريبا، وكذلك أستكمل العمل على مشروع قصصي جديد ونصوص مسرحية».

وعن رؤيته لواقع الثقافة في الكويت، قال أبودياب، لـ «الجريدة»: «تشرفت بدعوتي من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت في 2019 للمشاركة في فعاليات مهرجان صيفي ثقافي، وأرى أن الكويت بلد ذو تاريخ ممتد، وتحمل طابعا خاصا يميزها في المنطقة الخليجية والعربية، وأخرجت تجارب ثقافية وفنية رائدة، بلد متأصل فيه الهوية العربية والإسلامية، منفتح على الثقافات ومتسامح ومتعاون في الخير وسباق بالفضل، على مسافة واحدة من الجميع، لذا استحقت الكويت عن جدارة لقب بلد الإنسانية، شعبها واع وطموح وينعم بالحرية والديموقراطية في ظل قيادة رشيدة ومحبة للبلد وأهله، وباجتماع المقومات التي ذكرتها فإن المناخ في الكويت دائما خصب ومناسب للفعل الثقافي والفني».

Ad

وتابع: «الكويت قدمت أسماء لامعة في المشهد الثقافي العربي والعالمي، مثل سعود السنعوسي وعبدالله البصيص وبثينة العيسى وعائشة المحمود وأسماء أخرى كثيرة، والمهرجانات والمحافل الثقافية والفنية فيها غنية ومتنوعة ومستمرة ومتتالية على مدار العام، مثل معرض الكويت الدولي للكتاب، ومهرجان صيفي ثقافي، ومهرجان القرين الثقافي، ومهرجان الكويت للمونودراما، وغيرها من الفعاليات الدولية والإقليمية المهمة، وأتطلع إلى استمرار الفعل الثقافي في الكويت بوتيرة أسرع وهمّة أكبر، فالتحدي كبير في ظل تاريخ ممتد وإرث ثقافي هو مسؤولية وتكليف للجميع».

وحول رأيه في القصة القصيرة بالعالم العربي، وهل تراجعت مقابل الرواية، ذكر: «القصة القصيرة في تصوري هي المضمار الأصعب بين الفنون السردية، حيث لا وسطية ولا مواربة، فإما تنبئ القصة عن مبدع حقيقي متمكن من أدواته أو تكشف عور كاتبها وادعاءه وخلل تجربته، الرواية لون سردي مهم وعظيم، وقد تحقق لنا كعرب الفوز بجائزة نوبل العالمية في أديبنا العربي الكبير أبو الرواية العربية نجيب محفوظ، ولكن تسيد الرواية للمشهد ربما له اعتبارات غير أدبية، صنعتها الجوائز وكرّس لها الإعلام، وقد ذكرت في حوار صحافي سابق لي منذ سنوات أن لوثة الرواية لن تدوم، فالتغيير سنة الحياة».

محطات مهمة

وأفاد أبودياب بأن فوزه بجائزة الشارقة للإبداع العربي في القصة القصيرة عام 2019، ثم ما تلاها من جوائز دولية وعربية ومحلية، «كل ذلك ساهم مع جهودي وأسباب كثيرة أخرى، أهمها توفيق الله سبحانه وتعالى، في وضع اسمي في خارطة الإبداع العربي والمصري، والأهم أن ذلك تم في سن صغيرة وأنا بعد في الرابعة والعشرين من عمري».

وعن دور الجوائز في تشجيع الإبداع، أوضح أن «الجوائز بشكل عام محطات مهمة ومضيئة في تجربة المبدع، حيث تتسع الرقعة أمامك ومساحة الضوء، ويزيد عدد القراء والمتابعين، وينتظر منك الجمهور الخطوات القادمة، لكن أيضا قد تكون الجوائز أزمة في طريق مبدع غير حقيقي صادفته الجائزة أو بهوى من لجنة تحكيم دون استحقاق، لذا مثلما نقول فاز فلان بالجائزة الفلانية علينا أن نقول في بعض المواضع فازت الجائزة الفلانية بفلان».

وبسؤاله أين يرى نفسه بين الكتابة في مجال القصة القصيرة والنصوص المسرحية، أجاب: «مشروعي الأساسي ومنتجي الأكبر في القصة القصيرة، ربما لأنني بدأت بها عند دخولي عالم السرد، والقصة هي التي استهوتني أكثر، وأحب المسرح ودرسته إبداعا ونقدا لسنوات أربع خلال فترة دراستي الجامعية، ولي تجارب في مسرح الكبار والأطفال وكذلك المونودراما، وحصلت على جوائز وصدرت لي كتب فردية أو مجمعة، لكنني أعتقد أن هناك مشوارا طويلا علي أن أقطعه لأصل إلى تجربة فارقة في المسرح، لأنني أحلم بترك علامة في الكتابة المسرحية مثلما أطمح بذلك في كتابة القصة».