نتنياهو محاصر بالخارج ومهدد في الداخل
لا اتفاق بين تل أبيب وواشنطن على «خطة رفح»
مع اقتراب الحرب المستعرة في غزة من دخول شهرها السابع، وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه محاصراً بضغوط دولية غير مسبوقة، خصوصاً من الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، مهدداً بخسارة منصبه في ظل تصعيد المطالبات بإجراء انتخابات مبكرة، والتوصل الى اتفاق للإفراج عن المحتجزين في غزة.
ووسط استمرار تظاهرات الإسرائيليين لليوم الرابع على التوالي من أجل إجراء انتخابات مبكرة، ولمصلحة اتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، اتهم بايدن نتنياهو بأنه «لم يقم بما يكفي» لحماية المدنيين أو موظفي الإغاثة الذين يمدّون يد العون لمن «يتضوّرون جوعاً» بسبب الحرب، التي أسفرت عن سقوط 32 ألفاً و975 قتيلاً و75 ألفاً و577 مصاباً منذ 7 أكتوبر الماضي.
وعلى غرار معظم قادة العالم ومنهم حلفاء تل أبيب، أعرب بايدن مساء أمس الأول، عن «الغضب والحزن الشديد» لمقتل 7 من موظفي الإغاثة في مؤسسة «وورلد سنترال كيتشن» من بينهم أميركي، في قصف نفذه الاحتلال أثناء تقديمهم المواد الغذائية للمدنيين الفلسطينيين، معتبراً وفاتهم «مأساة كبيرة». وأضاف أن التحقيق الشامل الذي تعهد الاحتلال بإجرائه في سبب استهداف الفريق الإغاثي «يجب أن يكون سريعاً، ويؤدي إلى المحاسبة، وأن تنشر نتائجه علناً»، مشدداً على الدفع بقوة من أجل إيقاف فوري لإطلاق النار.
وغداة اعتراف نتنياهو بالجريمة، التي لاقت غضباً دولياً عارماً، أقرّ رئيس الأركان هرتسي هليفي بارتكاب «خطأ جسيم لم يكن يجب أن يحدث»، مشيراً إلى «خطأ في تحديد الأشخاص في ظروف معقدة».
وفيما أدانت دول ومنظمات عدّة بينها الأمم المتّحدة بشدة غير مسبوقة «تجاهل القانون الدولي الإنساني» لهذا الهجوم الأكثر حصداً للأرواح بالنسبة إلى العاملين في المجال الإنساني الدولي، أعرب الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ عن «حزنه الكبير واعتذاره الصادق» عن الضربة، التي وصفها نتنياهو بأنها «غير مقصودة» و«حادث مأساوي».
إلى ذلك، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي والقناة 12 العبرية أمس أن الاجتماع الافتراضي بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن العملية العسكرية المزمعة في رفح، خيمت عليه الخلافات بين الجانبين لكنه كان عملياً وبنَّاء.
وأضافت المصادر أن إسرائيل طرحت أفكاراً عن إجلاء المدنيين من رفح خلال 4 أسابيع على الأقل، لكن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، اعتبر أن المدة «غير واقعية»، وتنفيذ الإجلاء قد يستغرق ما يصل إلى 4 أشهر، لكن إسرائيل رفضت ذلك.
وقالت إن سوليفان أبلغ إسرائيل أن الأزمة الإنسانية في غزة التي تزداد تفاقماً، والمستمرة منذ أكثر من 5 أشهر، تحول دون الوثوق في قدرتها على إجلاء المدنيين من رفح بكفاءة ونظام. وأضافت أن واشنطن قدمت خطة بديلة للعملية العسكرية في رفح.
وأفاد مسؤول إسرائيلي رفيع بأن الجانب الأميركي «تحدث بلغة مختلفة وغير مستعد البتة لتكرار ما حدث بمدينة غزة وخان يونس في رفح». وفي القدس، تظاهر آلاف الاسرائيليين لليوم الرابع بينهم أقارب الرهائن المحتجزين في غزة، مطالبين باتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، واستقالة نتنياهو الذي اتهموه بـ«خيانة» الثقة الشعبية، وحاولوا اقتحام الحواجز الأمنية إلى منزله.
وصرح مسؤول في جهاز الأمن الداخلي «الشاباك» أمس بأن الاحتجاجات قرب منزل نتنياهو تجاوزت الخطوط الحمراء، وأنه أبلغ مسؤولين بالشرطة أنه كان من الممكن أن تنتهي بإطلاق نار على المتظاهرين.
وبعد محاولة اقتحام مقر إقامة رئيس الوزراء، انتقد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أداء الشاباك، وطالبه بأن يأخذ أمن نتنياهو وأسرته «على محمل الجد».