القلاف: صناعة نماذج السفن حرفة شاقة وصعبة
أشاد بدور «الوطني للثقافة» وحرصه على إبراز التراث
قال الحرفي كامل القلاف إنه بدأ ممارسة مهنة صناعة نماذج السفن منذ أكثر من 4 عقود، حيث ورث هذه المهنة عن جده، فأحبَّها، رغبة في المحافظة على هذا الإرث العريق.
وأضاف: «أجدادنا وآباؤنا عرفوا في الماضي بارتباطهم بالبحر، في السفر والتجارة وصناعة السفن، فامتلكوا في هذه المجالات خبرات كبيرة. وكانت صناعة السفن حرفة مهمة آنذاك»، مبيناً أنها لم تكن حرفة سهلة على الإطلاق، وكانت تُعرف باسم بـ «القلافة»، وتحتاج إلى حرفيين ماهرين، وهم القلاليف، الذين تميزوا بمهاراتهم في صناعة السفن، واحترفوا بناءها، حتى أثبتت قدرتها وفاعليتها لعبور البحار، إضافة إلى الأستاذية، الذين يعتبرون مهندسي السفن.
استخدامات متنوعة
وتطرَّق القلاف، في حديثه لـ «الجريدة»، عن تاريخ أشهر السفن، فقال إنها كثيرة ومختلفة، لكن أشهرها البوم، حيث تجسِّد سفينة «البوم» الشراعية المعروفة علامة رئيسية في تاريخ الكويت، وهي ثلاثة أنواع: أولها «بوم السفار» الذي يُستخدم للنقل البحري البعيد، وهو الأكبر في الحجم مقارنة بالأنواع الأخرى. والنوع الثاني هو «بوم الماي»، الذي يتميز بعرض بدنه وقاعدته، مما يساعده على حمل كمية أكبر من الماء، وأخيراً «بوم الغواص»، الذي استخدم لحرفة الغوص. وتابع: «أما بالنسبة لسفن الغوص، فقد كانت مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ إحدى أشهر المهن التي برزت في المجتمع الكويتي على وجه الخصوص، والخليجي على وجه العموم، قديماً، ولها سفنها، ومنها الجالبوت، والسنبوك كانت من السفن الشائعة في الخليج، ويختلف حجمها وفق الحاجة. أما الشوعي، فيختلف حجمه، ويُستخدم أيضاً للغوص».
وذكر القلاف أشهر سفن السفر، منها: «البغلة»، وهي من السفن الشهيرة وأكبرها، وكان الاعتماد عليها في التجارة البحرية، أما «البتيل»، و«السفار» فقد استعملتا للنقل البحري البعيد. ومن سفن النقل: «دوبة»، و«البقارة»، و«التشالة» و«الكوتية». وأخيراً سفن صيد السمك، ومنها: «الورجية»، و«الكيت»، و«الهوري».
تاريخ عريق
وعن حرفته في صناعة نماذج السفن، قال القلاف إن هذه المهنة شاقة وصعبة جداً، بدأ بممارستها منذ كان عُمره 13 عاماً، ومضى عليه في هذا المجال حتى الآن 45 عاماً، ولديه محل في «قرية يوم البحار».
ولفت إلى أن جده، رحمه الله، درَّبه وعلَّمه هذه الحرفة التي أحبَّها، واستمر في هذا المجال حتى الآن، حافظاً على «تاريخنا العريق»، معلقاً: «أحببت هذه الحرفة، لأنني كنت أرى جدي، رحمه الله، يبذل مجهوداً كبيراً، وكنت أساعده في بعض الأمور».
وأوضح أن كل نماذج السفن الشراعية التي صنعها قريبة من قلبه، فقد صنع السفن بمختلف مسمياتها، فالسفن كثيرة وتختلف وفق الشكل والحجم. وأوضح أن أحد أساسيات تعلم هذه الحرفة تكمن في الرغبة بالتعلم، لأنها تحتاج إلى صبر، نظراً لدقة تفاصيلها.
وعن أشهر نماذج السفن طلباً، أفاد بأنها «البوم»، فهو يتفنن في إبداعها، ولا يستهين بأي من تفاصيلها.
وقال القلاف إنه شارك في العديد من المعارض على المستويين المحلي والخارجي، مشيداً بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، واهتمامهم وحرصهم على إبراز التراث، والمحافظة على صناعة الآباء والأجداد، مضيفاً أنه حالياً عضو في جمعية الحرف الكويتية القديمة، حيث يسعى أعضاء مجلس إدارة الجمعية إلى احتضان جميع الحرفيين تحت سقف واحد، حفاظاً على ذلك الموروث.