بعد تلقيه رسالة من 80 منظمة إسلامية تطالبه بتغيير سياساته في غزة، تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أوج غضبه من مقتل 7 من عاملي منظمة «وورلد سنترال كيتشن» المطبخ المركزي العالمي في غارة إسرائيلية على القطاع.

وتعود آخر محادثة بين بايدن ونتنياهو، إلى 18 مارس الماضي، وجرت كذلك في سياق متوتر على خلفية الوضع الإنساني في القطاع الخاضع لقصف متواصل منذ ستة أشهر. وازداد التوتر في العلاقات مع إصدار مجلس الأمن في نهاية مارس قراراً يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، من غير أن تستخدم واشنطن حق النقض (فيتو) ضدّه.

Ad

ثمّ جاء مقتل الغربيين الستة (أسترالية وبولندي وأميركي-كندي وثلاثة بريطانيين) وسابعهم الفلسطيني، العاملين بمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في غارة إسرائيلية الاثنين الماضي، ليزيد سخط بايدن على إسرائيل وغضبه وحزنه لعدم تقديمها ما يكفي لحماية المتطوّعين لمساعدة سكان غزة الذين يتضورون جوعاً.

وقبل اتصال بايدن ونتنياهو، طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت باتخاذ خطوات ملموسة لحماية عمال الإغاثة والمدنيين الفلسطينيين.

رسالة إسلامية

ووسط تزايد ردود الفعل على موقف الداعم للعدوان، أرسلت 80 منظمة إسلامية من عدة ولايات أميركية رسالة إلى بايدن انتقدت فيها سياسته في غزة وطالبت بتغييرها ووقف بيع الأسلحة لإسرائيل.

وأشار ممثلو المنظمات الإسلامية، الذين رفضوا دعوة بايدن لحفل إفطار البيت الأبيض السنوي، إلى أن إسرائيل لم تتصرف وفقا للقوانين الأميركية فيما يتعلق بالأزمة التي تسببت فيها بغزة ويجب محاسبتها واتخاذ خطوات ملموسة وليس في الخطاب وحسب، مؤكدين أن «الإدارة الأميركية تسعى من خلال المنابر العامة لثني إسرائيل عن مهاجمة رفح، لكنها في الواقع تعطي الضوء الأخضر لتنفيذ تطهير عرقي آخر في المدينة» الحدودية مع مصر.

«وورلد سنترال كيتشن»

وفي حين أكد أوستن لغالانت على مواصلة حوارهما المنتظم لضمان هزيمة حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، أعرب أوستن عن غضبه من الغارة على قافلة «وورلد سنترال كيتشن»، وشدد على الحاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة على الفور لحماية عمال الإغاثة والمدنيين في غزة وإجراء تحقيق سريع وشفاف، ومشاركة نتائجه علناً، ومحاسبة المسؤولين.

وذكر أوستن أن هذه «المأساة» عززت القلق من العملية العسكرية المحتملة في رفح، مع التركيز بشكل خاص على الحاجة إلى ضمان إجلاء المدنيين وتدفق المساعدات.

بدوره، وصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أمس تفسير إسرائيل لمقتل موظفي الإغاثة، بأنه «ليس جيداً بما يكفي»، مؤكداً «الحاجة إلى المحاسبة عن كيفية حدوث ذلك».

وطالب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إسرائيل بالاعتذار ودفع تعويضات لأسرة مواطنه الذي قتل بغزة، وقال: «سنتوقع توضيحاً فورياً للملابسات وتعويضاً لأقارب الضحايا».

مجازر وفظائع

إلى ذلك، رفعت 6 مجازر جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال في الساعات الأربع والعشرين الماضية ضحايا العدوان على غزة إلى 33037 قتيلاً و75668.

وقالت منظمة اليونيسيف، إن الدمار الواسع النطاق الذي لحق بالبنية التحتية في غزة والرفض المتكرر في السماح بوصول الإنسانية أديا إلى «آثار مدمرة» على الأطفال.

وكشفت صحيفة «هآرتس» عن فظائع ترتكب بحق الأسرى من غزة، والذين تم اعتقالهم ونقلوا إلى معتقلات مختلفة، بينها ميدانية، محذرة من أن «الدولة نفسها تخاطر بخرق القانون».

وأبلغ طبيب إسرائيلي، يعمل في مستشفى ميداني الأسبوع الماضي وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الصحة والمستشار القانوني للحكومة، بأساليب قاسية تستخدم بحق الأسرى، خاصة في المعتقلات الميدانية، مشيراً إلى «خضوع معتقلين لبتر الساقين بسبب إصابة بدأت من تكبيل أيديهم، ولسوء الحظ هذا أصبح حدثاً روتينياً».

ولفت إلى أنه داخل المستشفى الميداني تتم التغذية بطرق مسيئ، و»يجبر المعتقلون على التغوط في حفاضات، ويستمر تكبيل أيديهم طوال الوقت».

ضغط بريطاني

وفي بريطانيا، انضم 3 قضاة سابقين بالمحكمة العليا إلى أكثر من 600 من المشتغلين بالقانون في مطالبة حكومة ريشي سوناك بتغيير السياسة ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وفي رسالة مؤلفة من 17 صفحة، حذر القضاة والمحامون والأكاديميون سوناك من أن «تقديم المساعدة العسكرية والمواد لإسرائيل قد يجعل المملكة المتحدة متواطئة في إبادة جماعية وكذلك الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي».

في رسالة مماثلة، جدد رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف مطالبته لسوناك بوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل «فوراً»، محذراً من أن «بريطانيا تخاطر بأن تصبح شريكاً في قتل المدنيين الأبرياء».

في الأثناء، صعد نشطاء في مدينة شيبلي البريطانية على سطح مصنع تملكه شركة Teledyne، وهي شركة مقاولات دفاعية مقرها الولايات المتحدة تدعم إسرائيل، وبدأوا بتحطيم السطح باستخدام مطرقة كبيرة.

الحكومة الأفشل

إسرائيلياً، رفض زعيم المعارضة يائير لابيد دعوة وزير الحرب بيني غيتس، لإجراء الانتخابات في سبتمبر، مؤكداً أن الانتظار 6 أشهر لرحيل حكومة نتنياهو «الأخطر والأفشل في التاريخ» غير ممكن.

وقال لابيد:»على هذه الحكومة الرحيل قبل كل شيء حتى نستطيع التعامل مع ملف الأسرى وإعادتهم إلى المنزل وإعادة النازحين إلى بيوتهم والانتصار على حماس».

ولفتت صحيفة «هآرتس» إلى تنامي الأفكار المتطرفة في حكومة نتنياهو، وأشارت إلى أن التظاهرات المناهضة لها قد تنتهي بإسقاطها.

وأفادت صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية الإسرائيلية بأن 28 من رجال الأعمال وقادة الاقتصاد الإسرائيليين قدموا التماساً للمحكمة العليا لعزل نتنياهو.

وفي تطور مواز، أعلن جهاز الشاباك اعتقال خلية أعضاؤها من عرب إسرائيل بمدينة رهط في النقب والضفة الغربية المحتلة خططت لتنفيذ عمليات في إسرائيل، من بينها قتل وزير الأمن القوميّ إيتمار بن غفير بصاروخ «آر بي جي».

كما أعلنت الشرطة إحباط عمليّات خطّط لها مؤيدون لتنظيم «داعش»، في القدس المحتلة، تشمل تفجير عبوات ناسفة وإطلاق النار على مركز للشرطة ومنطقة ملعب تيدي في القدس.

فلسطينياً، أفادت صحيفة «إسرائيل اليوم» بأن تل أبيب تلقت مساعدة من حركة فتح لتأمين مساعدات إنسانية لغزة بالتنسيق مع مسؤول بالسلطة الفلسطينية.

وقالت الصحيفة العبرية، إن «تفعيل عناصر فتح في غزة بموافقة حكومة الحرب تم بالتنسيق مع رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج».