لماذا تجاهلت موسكو تحذير واشنطن الدقيق حول هجوم كروكوس؟
مخاوف التخوين وأولويات الكرملين أضرا بأداء الأجهزة الروسية
كشفت وسائل إعلام أميركية أن التحذير المسبق الذي وجهته الولايات المتحدة إلى روسيا حول هجوم إرهابي وشيك كان دقيقاً، حيث أبلغت أجهزة الاستخبارات الأميركية موسكو أن الهجوم سيقع على الأرجح في قاعة كروكوس للحفلات.
وأثارت هذه المعلومات تساؤلات جدية حول الأسباب التي دفعت موسكو إلى الاستهانة بالتحذير الأميركي على الرغم من وجود تعاون أمني فعال بين البلدين في أوقات سابقة، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى مقتل أكثر من 144 شخصاً في الهجوم الأكثر دموية في موسكو منذ عقدين، والذي تبناه تنظيم «داعش ـ ولاية خراسان».
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن أحد أسباب هذا التقاعس الروسي قد يكون ناتجاً عن تفادي الضباط الروس التعامل الوثيق مع وكالات الاستخبارات الغربية خشية اتهامهم بـ «الخيانة»، في وقت أشار الخبير الأمني الروسي أندريه سولداتوف إلى أن حالات سابقة اتُّهم فيها مسؤولون روس مكلفون بالتعاون مع الأميركيين إما بالخيانة من جانب موسكو، أو أصبحوا أهدافاً للتجنيد من جانب المخابرات الأميركية.
وقال سولداتوف إن «الضابط الروسي يحتاج عندما يتلقى رسالة من الأميركيين إلى حجة تقنع رؤساءه أن عليهم الثقة بالمعلومات التي يقدمها الغرب. بالطبع عليه أن يفكر في حياته المهنية، ومكانته داخل الوكالة، لأنه لا يريد أن يُنظر إليه على أنه شخص يدافع عن الأميركيين».
أما الخبير في الشؤون العسكرية الروسية، الأستاذ الجامعي الفخري بلندن مارك غالوتي، فيرد الأمر إلى تركيز الأجهزة الأمنية الروسية على «الأولويات السياسية التي يحددها الكرملين، وهي بالتأكيد أوكرانيا والمعارضة السياسية الديموقراطية».
من جهته، اعتبر ضابط العمليات المتقاعد في وكالة المخابرات المركزية دوغلاس لندن، أن هجوم كروكوس «يعكس ضعفاً عملياتياً لدى جهاز (FSB) الروسي، الذي يتمتع بقدرات تقنية كبيرة... هناك كاميرات مراقبة في كل مكان ويسيطرون على الإنترنت لكنهم ليسوا دقيقين، إنهم يتبعون نهج الأرض المحروقة لمعالجة مشاكلهم».