أزمة دبلوماسية «أيديولوجية» بين المكسيك والإكوادور
مكسيكو تقطع العلاقات بعد اقتحام كيتو سفارتها لاعتقال نائب الرئيس السابق
تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين المكسيك، التي يحكمها اليسار، والإكوادور التي يحكمها اليمين، بعد أن قطعت مكسيكو العلاقات مع جارتها الجنوبية البعيدة. وباتت الأزمات الدبلوماسية على خلفية أيديولوجية بمنزلة ظاهرة في أميركا اللاتينية، حيث تبادلت أخيراً فنزويلا المحكومة من اليساري نيكولاس مادورو، والأرجنتين التي فاز برئاستها المرشح الرأسمالي الفوضوي خافيير ميلي الإهانات والشتائم والاتهامات والعقوبات.
وأصدر الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (يسار)، أمس، تعليمات لوزيرة الخارجية أليسيا بارسينا بالإعلان الفوري عن تعليق العلاقات مع الإكوادور، على خلفية اقتحام الشرطة الإكوادورية السفارة المكسيكية في كيتو، واحتجاز نائب الرئيس الإكوادوري السابق، خورخي جلاس.
وظل جلاس، الذي كان نائبا للرئيس في عهد حكومة رفاييل كوريا اليسارية بين عامي 2013 و2017، والمدان مرتين بالفساد، داخل سفارة المكسيك في كيتو منذ أن لجأ إليها في ديسمبر لطلب اللجوء السياسي، الذي وافقت عليه المكسيك أمس الأول الجمعة.
وقال السفير المكسيكي الجديد لدى الإكوادور، روبرتو كانيسكو، إنه حاول منع قوات الأمن جسديا من دخول مقر البعثة الدبلوماسية، لكنهم استخدموا القوة وألقوه أرضا.
ووصف مانويل لوبيز أوبرادور، المعروف بـ «اي ام ال او» (AMLO)، تحرك سلطات الاكوادور بأنه «استبدادي» ويشكل انتهاكا للقانون الدولي ولسيادة المكسيك.
وقبل يوم من الاقتحام أعلنت الحكومة في كيتو أن سفيرة المكسيك راكيل سيرور شخص غير مرحب به بعد تصريح لـ «اي ام ال او» اعتبر فيه أن اغتيال السياسي فرناندو فيلافيسينسيو في الإكوادور في أغسطس الماضي قبل 11 يوماً من الانتخابات الرئاسية، ساهم في الفوز الانتخابي للرئيس الحالي اليميني دانيال نوبوا وريث إمبراطورية الموز نوبوا على السياسية اليسارية لويزا غونزاليز من معسكر كوريا اليساري القريب من الناحية الأيديولوجية من أوبرادور.
وتشهد المكسيك، ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، انتخابات رئاسية وعامة في يونيو المقبل، حيث تتنافس امرأتان على الرئاسة للمرة الأولى في تاريخ البلاد. وذكر استطلاع للرأي أجري الشهر الماضي أن رئيسة بلدية مكسيكو السابقة كلاوديا شينباوم (61 عاماً) المقربة من أوبرادور حصلت على 58% من الأصوات مقابل 37% لمنافستها سوتشيل غالفيس (60 عاماً) مرشحة المعارضة اليمينية، غير أن 17% من المشاركين قالوا إنهم لم يحسموا أمرهم بعد.