أطلق دونالد ترامب البارحة حفل جمع التبرعات في «بالم بيتش» بفلوريدا لجمع 43 مليون دولار في ليلة واحدة، متجاوزا مبلغ 26 مليون دولار الذي جمعه الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي، في سباق انتخابي وصف بأنه الأغلى في التاريخ الأميركي، وفق ما أوردت صحيفة فاينانشيال تايمز. وقاد «عشاء القيادة الافتتاحي» لترامب، ملياردير صناديق التحوط، جون بولسون، الذي يُنظر إليه على أنه مرشح لمنصب وزير الخزانة إذا فاز ترامب بولاية ثانية.

لكن ميريام أديلسون، التي كانت مع زوجها الراحل شيلدون أديلسون، أكبر المتبرعين لمرشح الحزب الجمهوري ترامب في الانتخابات السابقة بمساهمات بلغت 90 مليون دولار، لم تحرر بعد شيك دعم ترامب في انتخابات نوفمبر 2024.

Ad

وبينما يواجه ترامب الرئيس بايدن الذي يتمتع بتمويل أفضل فيما يُتوقع أن تكون أغلى انتخابات عامة في التاريخ الأميركي، فإنه سيحتاج إلى كل المساعدة التي يمكنه الحصول عليها، لا سيما أنه سيخصص بعض التبرعات لتسديد فواتيره قانونية، بسبب القضايا التي تحاصره.

ويغازل ترامب، على نحو متزايد، طبقة المانحين الكبار، بما في ذلك أديلسون، التي تعد واحدة من أغنى النساء في العالم، وتتحدث معه بانتظام، ويتوقع أن تسهم في نهاية المطاف بدعم ترامب.

ولعل تردد أديلسون حتى الآن يعود إلى مخاوفها من تصريحات ترامب عن حرب تجارية مع الصين، إضافة إلى تعليقاته الانتقادية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارته للحرب التي تخوضها إسرائيل مع «حماس».

وقال ترامب إن الحرب يجب أن «تنتهي»، وإلا ستفقد إسرائيل مكانتها في العالم، في حين تعد أديلسون من أشد المؤيدين لإسرائيل، التي ولدت فيها. واعتبر مصدر مقرّب منها أن هذه التصريحات «لم تكن رائعة»، مشيرا إلى أن أديلسون «حساسة تجاه أي شيء من شأنه المساس بالوضع الأمني لإسرائيل». وعاد ترامب الخميس الماضي ليؤكد أنه يقف تمامًا مع إسرائيل، لكنه أضاف «إنهم يخسرون حرب العلاقات العامة».

وخلال حملة ترامب الرئاسية عام 2016، تبرعت عائلة أديلسون ترامب، الذي لم يتردد خلال فترة حكمه في دعم إسرائيل، حيث اعترف عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدأ نقل السفارة الأميركية إليها، ومنح عام 2018 وسام الحرية الرئاسي للطبيبة ميريام أديلسون.

ويتقدم ترامب حاليًا على بايدن في 6 من الولايات السبع التي يتوقع أن تكون الأكثر تنافسية، وفقًا لاستطلاع أجرته صحيفة وول ستريت جورنال أخيرًا. ومع ذلك، فإن بعض حلفاء الرئيس السابق يشعرون بالقلق إزاء نجاحه في جمع التبرعات اللازمة للحفاظ على هذا التقدم، خاصة في ظل الملاحقات القضائية التي يواجهها في جورجيا ونيويورك وواشنطن وفلوريدا، والتي تكلفه عشرات الملايين من الدولارات.

ولمواجهة تباطؤ التبرع للجمهوريين، سعى ترامب في الأشهر الأخيرة إلى زيادة التواصل مع كبار المانحين، بما في ذلك بإجراء مكالمات شخصية معهم، أو دعوتهم للعشاء، مثل الذي أقامه مع أديلسون، فضلا عن تقديم عروض للمتبرعين توضح كيفية إنفاق الأموال.

ويتوافق المانحون الجمهوريون الكبار عمومًا مع ترامب بشأن سياسته الاقتصادية، في حين خسر بايدن الكثير من المانحين، بسبب دعواته المتكررة لزيادة الضرائب على الأثرياء، بينهم المستثمر الملياردير نيلسون بيلتز، الذي انتقد سياسات بايدن حول الهجرة، واعتبرها «تعكس تدهوره العقلي».

وأعلنت بعض الأسماء الجريئة نيتها دعم ترامب خلال حفل جمع التبرعات، رغم أنهم دعموا مرشحين آخرين خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. وقال المستثمر في الفنادق روبرت بيغلو إنه دعم في البداية حاكم فلوريدا رون ديسانتيس لترشيح الحزب الجمهوري، لكنه أكد أنه سيتبرع بمليون دولار للمساعدة في التصدي للملاحقات القضائية ضد ترامب، وسيسهم بمبلغ 20 مليون دولار أخرى للحملة.

ومن أبرز المدعوين لحفل جمع التبرعات ملياردير النفط والغاز في أوكلاهوما، هارولد هامفي، الذي دعم حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هالي في الانتخابات التمهيدية، وشوارزمان، الذي انفصل عام 2022 عن ترامب، قائلاً إنه يخطط لدعم «جيل جديد» من القادة الجمهوريين، إضافة إلى الرئيس التنفيذي لشركة Citadel، كين غريفين، وهو ملياردير ويعد أحد أكبر المانحين للحزب الجمهوري.