بعد إخفاقهما في تحقيق الانتصار بمباراتهما الأولى بنهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حالياً في قطر، يسعى منتخبا غانا وكوريا الجنوبية للتمسك بآمالهما في الصعود للأدوار الإقصائية، عندما يلتقيان اليوم.
ويلعب المنتخب الغاني مع نظيره الكوري الجنوبي على ملعب المدينة التعليمية، ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة الثامنة من مرحلة المجموعات للمونديال القطري.
ويتذيل منتخب غانا، الذي يشارك في المونديال للمرة الرابعة، جدول ترتيب المجموعة بلا نقاط، عقب خسارته 2 - 3 أمام البرتغال بالجولة الأولى، الخميس الماضي.
في المقابل، يتقاسم منتخب كوريا الجنوبية، الذي يلعب في كأس العالم للمرة ال 11 في تاريخه والعاشرة على التوالي، وصافة ترتيب المجموعة مع منتخب الأوروغواي، برصيد نقطة واحدة لكل منهما، عقب تعادلهما من دون أهداف في مستهل مبارياتهما بالمسابقة.
الأول رسمياً
ورغم المواجهات العديدة التي جمعت بين غانا وكوريا الجنوبية، فإن هذا اللقاء (الأفرو آسيوي) سيكون الأول على الصعيد الرسمي بينهما. ولا بديل أمام كلا المنتخبين سوى حصد النقاط الثلاث، إذا أرادا الحفاظ على حظوظهما في الصعود لدور ال 16 في البطولة الأهم والأقوى في عالم الساحرة المستديرة.
وكان المنتخب الغاني، الذي عاد للمشاركة في كأس العالم، عقب غيابه عنها في النسخة الماضية بروسيا عام 2018، نداً حقيقياً لمنتخب البرتغال، وكان قريباً من خطف نقطة التعادل، لولا نقص خبرة لاعبيه في مواجهة أحد عمالقة كرة القدم في العالم.
وخلال مواجهة البرتغال، برهن منتخب غانا، الذي يواجه أحد المنتخبات الآسيوية للمرة الأولى في كأس العالم، عن قدراته كأحد المنتخبات التي ستنافس بقوة على حصد إحدى بطاقتي الصعود لمرحلة خروج المغلوب عن تلك المجموعة، حيث يأمل اجتياز مرحلة المجموعات للمرة الثالثة في تاريخه.
الخبرة والشباب
ويمتلك منتخب غانا في قائمته بالبطولة مزيجاً من عنصري الخبرة، مثل أندريه أيو صاحب الهدف الأول في شباك البرتغال، والشباب مثل محمد قدوس وأليدو سيدو، وعثمان بوكاري، الذي أحرز الهدف الثاني في المباراة الماضية.
ويأمل أوتو أدو، المدير الفني لمنتخب غانا، أن يتخلى سوء الحظ عن لاعبيه في مواجهة كوريا الجنوبية، حيث تعني الهزيمة وداع منتخب «النجوم السوداء» البطولة رسمياً.
من جانبه، ستكون هذه هي المواجهة الرابعة لمنتخب كوريا الجنوبية، الذي سجل ظهوره الأول في كأس العالم عام 1954، أمام أحد المنتخبات الإفريقية في كأس العالم.
وخلال المواجهات الثلاث السابقة التي خاضها أمام منتخبات القارة السمراء في المونديال، حقق المنتخب الكوري الجنوبي انتصاراً وحيداً، فيما تعادل في مباراة وخسر أخرى.
اجتياز مرحلة المجموعات
ويسعى منتخب كوريا الجنوبية لإنعاش حظوظه في اجتياز مرحلة المجموعات للمرة الثالثة في تاريخه بكأس العالم، والأولى منذ نسخة المسابقة عام 2010 بجنوب إفريقيا.
وتضع جماهير كوريا الجنوبية الكثير من الآمال على سون هيونغ مين، نجم فريق توتنهام هوتسبير الإنكليزي، في صنع الفارق خلال المباراة، رغم استمرار معاناته من الإصابة بكسر في محجر العين.
وشارك سون، الذي فاز بجائزة هداف الدوري الإنكليزي الممتاز الموسم الماضي، في مواجهة الأوروغواي كاملة، وهو يرتدي قناعاً للوجه وظهر على استحياء في المباراة باهتة المستوى.
وناشد البرتغالي باولو بينتو، مدرب كوريا الجنوبية، جماهير فريقه بعدم التركيز على اللياقة البدنية لسون، حيث قال عقب اللقاء الماضي: «عانى سون إصابة خطيرة، وتوقف عن اللعب فترة طويلة. لقد تعافى فقط في الأيام القليلة الماضية». وأضاف بينتو: «بعد الإصابة من الطبيعي أن يحتاج الأمر بعض الوقت كي يتأقلم مجدداً».
بينتو: سنواجه منافساً قوياً
أكد البرتغالي باولو بينتو المدير الفني لكوريا الجنوبية، أنه سيخوض مباراة صعبة جداً، أمام نظيره الغاني اليوم، في ثاني جولات المجموعة الثامنة بكأس العالم (قطر 2022).
وأشار بينتو، في مؤتمر صحافي، إلى أن المنتخب الكوري سيلعب بحماس وتماسك شديد، لحسم الفوز الأول بعد التعادل مع الأوروغواي، مؤكداً أنه لا يشعر بأي ضغوط قبل هذه المواجهة.
وتابع: «نعلم أننا سنواجه منافساً قوياً لديه لاعبون ينشطون في الدوري الإنكليزي، ويملك دفاعاً قوياً، وقدم مباراة جيدة أمام البرتغال، لكن المنتخب الكوري لديه أيضاً قوة هجومية يسعى لاستغلالها، خصوصاً بوجود الجناح السريع هيونغ مين سون، الذي سيخوض المباراة بقناع واقٍ للرأس».
واستطرد: «أمامنا تحدّ كبير لاختراق دفاع غانا، وعلينا استغلال الفرص التي سنحصل عليها، لتحقيق الفوز»، وأعلن غياب اللاعب هوانغ هي تشان لعدم الجاهزية، بينما يخضع مين جاي كيم لاختبار طبي أخير لحسم موقفه من المباراة.
وختم: «لا أعلم سر الإصابات العديدة التي ضربت صفوف لاعبي المنتخبات، حتى قبل بداية كأس العالم، وهي علامة استفهام. لابد من التفكير في صحة اللاعبين مستقبلاً وتوقع زيادة الإصابات في الفترة المقبلة».
من جهته، ذكر هوانغ ان بيوم، لاعب منتخب كوريا، أنه وزملاءه لديهم الرغبة الكاملة في تحقيق الفوز على حساب غانا، وحصد أول انتصار بالمونديال، مضيفاً: «أعلم تماماً قدرات لاعبي غانا، وآمل أن نحقق الفوز، وعلينا أن نثبت قدراتنا، ونعلم ما ينبغي علينا القيام به، وفرصنا كبيرة لحسم اللقاء».
أوتو أدو: يجب الحذر من كل اللاعبين
قال أوتو أدو، المدير الفني لمنتخب غانا، إن المواجهة مع منتخب كوريا الجنوبية اليوم ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس العالم، ستكون صعبة والمنتخب الكوري يلعب بسرعة فائقة في الجانب الهجومي، مؤكداً أن عليه الحذر من كل اللاعبين وليس لاعباً بعينه.
وقال أدو، في المؤتمر الصحافي: «علينا أن نتعلم كيف نساعد بعضنا لتحسين الأداء الدفاعي، وفي نهاية المطاف نحن خسرنا أمام البرتغال بالنسبة للجمهور، ولكن بالنسبة للمنتخب لم نخسر بل نتعلم ونتطور لاكتساب الخبرات».
وأشاد مدرب غانا بالكوري الجنوبي هيونغ مين سون، مؤكداً أنه «لاعب يملك شخصية رائعة وسبق أن تعاملت معه حين كنت مدرباً لفريق الشباب بنادي هامبورغ الألماني، وهو لاعب منضبط وملتزم، ورشحته وقتها للانضمام للمنتخب الكوري في وسائل الإعلام».
وأضاف: «سعيد لأن سون تعافى ويستطيع أن يلعب مرة أخرى، وهو أمر جيد، وسنلعب بكل قوة ضده، فهو لاعب يجيد استغلال الثغرات».
وعن الانتقادات التي واجهته بشأن اختياراته أمام البرتغال، علق: «عندما تختار تشكيلة جديدة تؤدي للفوز فأنت مدرب عبقري وعندما تخسر ينتقدك الجميع. المدرب يجب أن يهتم بكل التفاصيل في النهاية، وأيضاً لا أستطيع أن أقول لوسائل الإعلام كيف تمارس عملها، ولكن أعلم جيدا أن التركيز على الانتقادات جزء من عمل الإعلام».
وأضاف «قارة إفريقيا تستحق تسليط الضوء عليها ورفع الظلم عنها، لأنها تضم 55 دولة يصعد منها 5 منتخبات فقط إلى كأس العالم، ولا يجب تقييم منتخبات القارة السمراء بالفشل في المونديال لأنه يجب زيادة عددها في البطولة».