أخبار الصحافة الورقية تفرحنا
ملف الصحافة مفتوح وكل يوم يطالعك خبر سيئ وآخر سعيد، أحدث خبر أفرحني معاودة مجلة «Life» الأميركية العريقة إلى الصدور كمطبوعة ورقية إلى جانب النسخة الإلكترونية، وهذا بفضل الشركة التي تمتلكها عارضة الأزياء ورائدة الأعمال كارلي كلوس وزوجها جوشوا كوشنر وهو بالمناسبة شقيق صهر الرئيس دونالد ترامب.
الخبر السيئ وصل إلينا من بيروت، عاصمة الصحافة والنشر العربي أيام العز، وذلك بتوقف جريدة «نداء الوطن» وتعليق طبعتها الورقية إلى حين توافر ممول جديد لها، أي تسجيل حالة وفاة جديدة في مسلسل موت صحف قديمة كالمستقبل والسفير، والأنوار والحياة وغيرها.
وبالرغم من ذلك فإن عودة الصحافة الورقية المطبوعة لم تتوقف في ظل موجة المد الإلكتروني وتعاظم دوره على مستوى العالم.
تعالوا نطالع أسماء دوريات ومجلات قررت استئناف حياتها الطبيعية وكانت مفاجأة للكثيرين كيف أن هذه المطبوعات وفي زخم النشر الإلكتروني تقرر أن تعود ورقياً.
1- مجلة «المجلة» الصادرة عن الشركة السعودية للأبحاث عادت إلى الصدور ورقياً في فبراير 2023 وبحلة ومضمون جديدين، وهي إحدى المجلات العربية الرائدة في الشؤون السياسية في العالم العربي، يديرها ثلاثة مديري تحرير ويرأس تحريرها الزميل إبراهيم حميدي، ومع كل عدد يصدر تتجدد حيويتها أكثر.
2- عاودت مجلة «قراءات» الشهرية التي تُعنى بعرض الكتب العالمية للصدور ورقياً وإلكترونياً عام 2019 بعد انقطاع استمر عقدين، حيث كانت تقدم عروض كتبها بالتعاون مع صحيفة «البيان» الإماراتية.
3- عاودت مجلة «نيوزويك» بالإنكليزية للصدور ورقياً عام 2014 بعد توقف استمر 14 شهراً.
4- عاودت مجلة «المسرح» المطبوعة ورقياً للصدور عام 2023 على يد المركز القومي للمسرح في مصر.
5- عاودت مجلة «عالم الكتب» عام 2024 للصدور ورقياً بعد انقطاع طويل، وذلك عن الهيئة العامة للكتاب في القاهرة.
إذاً الصحافة الورقية المطبوعة لم تمت كما يروّج لها البعض، فما زالت هناك قناعات بأن الطباعة لن تنتهي، إنما المهم كيف عاودت الصدور وبأي محتوى ومضمون جديدين، هذا هو التحدي الذي يحتاج إلى من يتبناه، وهو نهج مليء بالثقة شرط أن يرافقه تجديد وتطوير وإضافة وبروح مختلفة عما هو سائد في المدارس الصحافية التقليدية.
محاكاة العصر هي الصوت الذي يعلو على كل شيء، وتماماً كما كتبت ناشرة مجلة «لايف» الأميركية بأنها صوت يلهمنا ويوحّدنا في ظل مشهد إعلامي فوضوي.
في هذا الماراثون الصعب تصل إلينا أخبار مفزعة، منها ما أعلنته مجموعتان صحافيتان كبيرتان بأنهما قررتا التخلي عن خدمات «أسوشيتد برس» للحصول على الأخبار، إذ ذكرت شركة «غانيت» ناشرة صحيفة الـ«يو إس إيه توداي» وأكثر من 200 صحيفة محلية، وشركة «ماكلاتشي» التي تنشر صحيفتي الـ«ميامي هيرالد»، والـ«كانساس سيتي ستار» من بين أكثر من عشرين صحيفة أخرى، الأسبوع الماضي أنهما قطعتا علاقة المحتوى الخاصة بهما مع الوكالة ووفق صحيفة «الواشنطن بوست»، يبدو أن هذا الإعلان خرج بهدف الضغط على الوكالتين للحصول على عقود سنوية جديدة لكن بأسعار أرخص لأن الاستغناء عنهما سيزيد التكلفة على الناشرين؟
ما زلت أقول إن الصحافة المطبوعة تبقى أكثر مصداقية بالنشر، وتعمل تحت جهات رقابية وقضائية مسؤولة، وبالتالي هناك حرص على الالتزام بمعايير التعبير عن حرية الرأي والقول.