كثّفت القوات الجوية الروسية استخدام أسلحة الحقبة السوفياتية المحدثة لقصف القوات الأوكرانية وسحق البلدات وإعطاء قواتها تقدما واضحا في ساحة المعركة، وفق ما كشفت صحيفة فايننشال تايمز، مشيرة إلى تصريح قائد القوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي في مارس الماضي، والذي أكد فيه أن «تجربة الأسابيع الماضية تظهر أن العدو زاد بشكل كبير من نشاط الطائرات، باستخدام قنابل موجهة (وتعرف بالقنابل الانزلاقية) دمرت مواقعنا».
وكانت هذه القنابل توصف بالغبية، لكن الجيش الروسي قام بتطويرها بإضافة أجنحة ونظام ملاحة لمقذوفات عمرها عقود، ويتم إسقاطها بواسطة القاذفات الروسية على عمق كبير خلف خطوط المواجهة وبعيداً عن متناول أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن «الجنود الأوكرانيين يتعرضون لهجمات مكثفة، وتكاد تكون روتينية، بالقنابل الجوية الموجهة التي تمحو مواقعنا»، بينما كشف مسؤولون عسكريون أن روسيا ألقت حوالي 3500 قنبلة جوية موجهة هذا العام فقط، أي بزيادة قدرها 16 ضعفا عن عام 2023.
وكتب معهد دراسة الحرب في تقرير أن الجيش الروسي استخدم «القنابل الانزلاقية لتحقيق تأثير تكتيكي باستيلائه على أفدييفكا منتصف فبراير» الماضي، بعد أن دمرت مئات القنابل البلدة المحاذية لدونيتسك وأجبرت القوات الأوكرانية على التراجع.
من جهته، أكد المحلل العسكري بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي مايكل كوفمان أن العدد الهائل من القنابل الانزلاقية وقوتها التدميرية كان لهما تأثير على معنويات الأوكرانيين، وهو ما دفع قائد القوات الأوكرانية إلى إصدار أمر الانسحاب من أفدييفكا، الأمر الذي منح موسكو أول فوز ملحوظ في ساحة المعركة منذ ما نحو عام.
وتعمل روسيا حاليا على تكثيف إنتاج هذه القنابل الانزلاقية، لاسيما أن تكلفتها متدنية مقارنة بالأسلحة الحديثة، حسبما أوضح قائد القوات الجوية الأوكرانية المتقاعد أوليكسي ميلنيك، مضيفا أنه على الرغم من أن هذه القنابل ليست دقيقة مثل صواريخ كروز البالستية فإنها لا تزال قادرة على ضرب هدفها «في نطاق 10 أو 20 مترا» وتسبب أضرارا جسيمة.
من جهة أخرى، وصف رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف «مسؤولين في أوكرانيا النازية» بالمنظمين الحقيقيين لهجوم «كروكوس» في موسكو، واتهم قادة غربيين، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ «التواطؤ في هذه الجريمة».
وكتب مدفيديف، عبر «تليغرام»، أن الأمر واضح تماما فيما يتعلق بمنفذي هذا العمل الإجرامي الفظيع، فقد «تم القبض على هؤلاء الأوغاد المتخلفين، ويجري التحقيق معهم».