واشنطن تعرض على إيران التفاوض مع إسرائيل على تفاهمات إقليمية
أميركا تعهدت بإقناع نتنياهو بوقف الهجمات في سورية ولبنان مقابل عدم رد طهران على غارة دمشق
• طهران وتل أبيب تبادلتا رسائل شفهية عبر دولة خليجية... وقادة في «الحرس» غاضبون من رد خارجيتهم
• «الحرس الثوري» يعتبر أن توجيه ضربة كبيرة سيفضي لوقف إطلاق نار بغزة وتجنيب لبنان سيناريو القطاع
كشف مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أن واشنطن لم تتخلَّ بعدُ عن مساعيها لإقناع إيران بعدم الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق وأدّت إلى مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري العميد محمد رضا زاهدي ونائبه وخمسة ضباط في الحرس الثوري.
وقال المصدر لـ «الجريدة» إن الاقتراح الأخير الذي تسلمته إيران من واشنطن عبر الوسيط السويسري يعرض على طهران إجراء مفاوضات مباشرة مع تل أبيب للتوصل إلى تفاهمات وترسيم حدود الصراع بينهما ورسم خطوط حمر جديدة بهدف لجم التصعيد في المنطقة.
وبحسب المصدر، فإن واشنطن ستضمن لطهران إقناع تل أبيب بوقف عملياتها العسكرية في سورية ولبنان، بشرط أن تتخلى إيران عن فكرة الرد مباشرة على إسرائيل انتقاماً من هجوم دمشق.
وكان مصدر دبلوماسي في بيروت أبلغ «الجريدة» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض اقتراحاً أميركياً للتعهد بوقف الهجمات في سورية، مشيراً إلى أن واشنطن أبدت انفتاحها على رد شكلي إيراني يفتح الباب أمام المفاوضات.
وأضاف المصدر أن «الخارجية» الإيرانية أحالت المقترحات إلى مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي لاتخاذ القرار ولكنه لا يتوقع أن تقبل طهران هذا العرض ما لم يتضمن ضمانات لأجل وقف إطلاق نار شامل في غزة وضمانات لوقف كل الاستهدافات الإسرائيلية والأميركية لأهداف إيرانية أو تابعة لحلفاء إيران.
وكشف أن الإيرانيين تلقوا أيضاً قبل ذلك رسالة إسرائيلية شفهية عبر دولة خليجية تؤكد فيها تل أبيب أنها مستعدة لوقف العمليات ضد الأهداف الإيرانية في سورية ولبنان مقابل تخلي طهران عن الانتقام لمقتل زاهدي الذي اعتُبر مقتله أكبر خسارة لإيران منذ اغتيال قاسم سليماني.
وبحسب المصدر، ردت «الخارجية» الإيرانية على الرسالة الإسرائيلية بأن الاقتراح يجب أن يشمل كذلك وقف إطلاق النار في غزة، كاشفاً أن بعض قادة الحرس الثوري غضبوا من رد «الخارجية» معتبرين أن الاقتراح مجرد فخ، وأن أي مفاوضات يجب أن تتم بعد الانتقام الإيراني لا قبله.
وأضاف المصدر أنه خلال اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مساء السبت الماضي تم بحث هذه الرسائل، حيث يصر قادة الحرس الثوري على ضرورة توجيه ضربة قوية إلى إسرائيل وأن إيران لم توفر كميات هائلة من الأسلحة الدفاعية كي تكتفي بمشاهدتها.
وذكر أن قادة الحرس الثوري يعتقدون أن قيام إسرائيل باستهداف القنصلية الإيرانية هو فرصة لا يجب تفويتها لتوجيه ضربة قوية لإسرائيل خصوصاً أنه تم استهداف مبنى قنصلي يُعتَبر أرضاً إيرانية في مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية.
وقال المصدر إن قادة الحرس الثوري مطمئنون إلى أن واشنطن لن تدخل حرباً مع إيران حتى ولو ردت بقوة على إسرائيل، مبيناً أن قادة الحرس الثوري يعتقدون أن توجيه ضربة كبيرة وقاسية جداً ضد إسرائيل سيدفعها إلى النزول عن الشجرة وقبول وقف إطلاق نار في غزة، والتخلي عن أي مخططات لاجتياح لبنان أو توسيع الاستهدافات في سورية.