أصدر الباحث باللهجة الكويتية خالد الرشيد الطبعة الأولى من كتاب «الوافي في نشأة اللهجة الكويتية وأسرارها» عن دار الموسوعات والمعاجم للنشر والتوزيع. وجاء الكتاب في 915 صفحة.
وفي مقدمة الكتاب، قال الرشيد: «دراسة وتوثيق اللهجات يمثلان ضرورة وطنية وخطوة مهمة، إذ يعززان التراث والتقاليد الموروثة للبلد. تُعد اللهجة حدوداً جغرافية دولية شفهية في وقت لم تكن ثمة حدود دولية مرسومة، إذ يستطيع المرء أن يعرف المتكلم معه إلى أي البلاد ينتسب لمجرَّد سماع كلامه في ضوء التنوع اللغوي، لاسيما الصوتي. وللهجة الكويتية تنوع أدائي ضمن منطقة الخليج العربي، التي تتفق أقطارها في الصفات اللغوية العامة، وتفترق في الصفات الخاصة، التي غالباً ما تكون في الجانب الصوتي، أي في طبيعة الأصوات، وكيفية صدورها».
وعن أهداف الكتاب، أوضح: «صدرت فكرة تأليف هذا الكتاب عن هدفين، أولهما علمي ظاهر صريح لرفد المكتبة العربية عامة، والكويتية خاصة، بكتاب يشرح أسرار اللهجة الكويتية دالاً ومدلولاً، في ضوء افتقارها إلى هذا النوع من التأليف، وثانيهما تسجيلي توثيقي مستتر يهدف إلى حفظ هوية المجتمع الكويتي، ومحاولة رسم حدوده اللهجية المحلية والعربية، عبر رصد وحداته المعجمية، ومعجمتهما، والنص على خصوصيتها الصوتية، والتركيبية، والدلالية، والسياقية، وتأصيلها في ضوء التنوعات اللغوية والتغيرات الحضارية، والاجتماعية، والعلمية التقنية التي أخذت تشهدها الكويت في بداية ستينيات القرن الماضي عقب ثورة النفط، التي شجعت العمالة في أرضيها، فاستقطبت قوى بشرية من بيئات لغوية مجاورة وعربية، وأجنبية غير متجانسة شرعت تؤثر في لسان الكويتيين، فتنشط الدوال، وتخمل، وتستحدث، وتنحرف عما تواضع عليه المجتمع صوتاً ودلالة». وذكر الرشيد أنه التزم منهجية توثيقية وصفية تحليلية، مؤسسة على السماع، وتوثيق صوت المادة المعجمية والمعرفية من مظانها في كتب التراث واللهجات، وتأصيل الوحدات المعجمية اللهجية، وتوثيق أواصر القربى بينها وبين الوحدات المعجمية الفصيحة بوصف اللهجة فرع الفصحى، وأن المسافة بينهما صوتية تتباين بين تفخيم وترقيق، وقلب وإبدال، واختلاس حركة أو مطها، ونحت وحدة معجمية من وحدتين فأكثر طلباً للخفة، واقتصاداً في الجهد.