انخفاض أسعار النفط مع تراجع حدة التوترات الجيوسياسية
عمل بغداد على تأهيل خط أنابيب إلى تركيا قد يخلق أزمة
تراجعت أسعار النفط 1 في المئة في التعاملات الآسيوية المبكرة الاثنين مع انحسار التوتر في الشرق الأوسط بعد أن سحبت إسرائيل مزيداً من جنودها من جنوب قطاع غزة وتعهدت بإجراء محادثات جديدة بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في الصراع المستمر منذ ستة أشهر.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 94 سنتاً بما يعادل 1 في المئة إلى 90.23 دولاراً للبرميل بعد أن سجلت أدنى مستوى في الجلسة عند 90.01 دولاراً.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 86.01 دولاراً للبرميل، منخفضاً 90 سنتاً، أو ما يعادل 1 في المئة، بعد أن نزل إلى مستوى منخفض بلغ 85.80 دولاراً.
وأرسلت إسرائيل وحماس وفدين إلى مصر لإجراء محادثات جديدة بشأن وقف محتمل لإطلاق النار قبل عطلة العيد، مما خفف التوتر في الشرق الأوسط، الذي دفع أسعار النفط إلى الارتفاع بأكثر من 4 في المئة الأسبوع الماضي بسبب مخاوف من انقطاع الإمدادات.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد، إن إسرائيل مستعدة للتعامل مع أي سيناريو قد ينشأ مع إيران، بعد أن هددت طهران بالرد على مقتل قادة عسكريين إيرانيين في الأول من أبريل.
ورفعت السعودية، أكبر مصدر في العالم، أسعار البيع الرسمية لجميع درجات الخام إلى آسيا تماشيا مع التوقعات.
وقالت شركة «بيكر هيوز» وهي واحدة من أكبر شركات خدمات حقول النفط في العالم في تقريرها يوم الجمعة، إن منصات النفط الأميركية ارتفعت بمقدار منصتين إلى 508 منصات الأسبوع الماضي بينما انخفضت منصات الغاز بمقدار 2 إلى 110، وهو أدنى مستوى لها منذ يناير 2022.
محادثات كردستان
قال باسم محمد وكيل وزارة النفط العراقية لشؤون الاستخراج الاثنين، إن بغداد تعمل على تأهيل خط أنابيب من شأنه أن يتيح لها ضخ 350 ألف برميل يومياً من النفط إلى تركيا بحلول نهاية الشهر، في خطوة من المرجح أن تثير غضب شركات النفط الأجنبية وحكومة إقليم كردستان.
ومن شأن إعادة تشغيل خط أنابيب كركوك-جيهان، المغلق منذ عقد، أن يوفر مساراً منافساً لخط أنابيب من إقليم كردستان متوقف منذ عام وسط تعثر المحادثات بين بغداد وحكومة الإقليم بشأن استئناف الصادرات.
وتعتبر بغداد اتفاقيات تقاسم الإنتاج بين الأكراد والشركات الأجنبية التي تستخدم خط الأنابيب التابع لحكومة إقليم كردستان غير قانونية.
وستطلب الحكومة الاتحادية في بغداد من شركات النفط التفاوض معها لبيع نفطهم عبر خط الأنابيب المعاد إحيائه إلى تركيا، مما قد يثير غضب الأكراد الذين يعتمدون بشكل شبه كامل على عائدات النفط.
وتوقفت الصادرات عبر خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 960 كيلومتراً في 2014 بعد هجمات متكررة شنها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية. وكان يتم في الماضي ضخ نحو 0.5 في المئة من الإمدادات العالمية من خلاله.
وقال باسم محمد وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج لـ»رويترز»: «أعمال التأهيل مستمرة وقمنا بتأهيل محطة ضخ النفط والانتهاء منها. الأنبوب من المحتمل أن يكون جاهزاً للتشغيل وإعادة الضخ نهاية هذا الشهر».
وأضاف أن إصلاح الأجزاء المتضررة داخل العراق واستكمال إنشاء محطة ضخ أساسية ستكون المرحلة الأولى من عمليات إعادة خط الأنابيب إلى طاقته الكاملة.
وجرى إيقاف خط الأنابيب التابع لحكومة إقليم كردستان في 25 مارس 2023، بعد أن قضت محكمة تحكيم بأنه انتهك أحكام معاهدة تعود لعام 1973 من خلال تسهيل صادرات النفط من المنطقة الكردية شبه المستقلة دون موافقة بغداد.
وتعثرت المفاوضات لإعادة تشغيله بعد أن قدمت تركيا وحكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية مطالب متضاربة.
وقال مسؤولان عراقيان في قطاع النفط ومستشار حكومي للطاقة، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن بغداد رفضت طلباً كردياً بأن تدفع الحكومة الاتحادية رسوم عبور قدرها ستة دولارات للبرميل لشركة النفط الروسية روسنفت، التي تمتلك حصة من خط الأنابيب.
وقال بهجت أحمد الخبير النفطي بإقليم كردستان والمطلع على تفاصيل المحادثات، إن مسؤولي وزارة النفط أبلغوا الوفد الكردي المفاوض بأنهم يعتبرون الاتفاقية بين حكومة إقليم كردستان وشركة روسنفت غير قانونية وتخالف القوانين العراقية.
ولم يرد متحدث باسم حكومة إقليم كردستان على طلبات للتعليق.
احتياج متبادل
ورغم التوترات بين الأكراد وبغداد، يحتاج الجانبان إلى بعضهما البعض. وتساعد الأحزاب الكردية السياسيين العراقيين في الوصول إلى السلطة، وتساهم بغداد بدورها في دفع رواتب الموظفين الحكوميين والمقاتلين الأكراد.
وتتدفق صادرات حكومة إقليم كردستان عبر خط أنابيب تابع لها إلى فيش خابور على الحدود الشمالية للعراق حيث يدخل النفط إلى تركيا ويتم ضخه إلى ميناء جيهان على ساحل البحر المتوسط.
وقالت ثلاثة مصادر من شركة نفط الشمال التي تديرها الدولة إن الضخ التجريبي للنفط الخام بدأ مطلع الأسبوع الماضي لفحص الجزء الذي يمر داخل الأراضي العراقية وأظهر تسرباً في بعض الأجزاء.
وقامت الطواقم الفنية التابعة لشركة نفط الشمال بتسريع عمليات إصلاح الأجزاء المتضررة التي تمتد من كركوك عبر صلاح الدين والموصل إلى المنطقة الحدودية مع تركيا.
وقال مسؤولا النفط العراقيان ومستشار الطاقة الحكومي، إن الاتفاق بين بغداد وأنقرة بشأن عمليات خط أنابيب النفط العراق - تركيا جرى تمديده في عام 2010 لمدة 15 عاماً وسينتهي في منتصف عام 2025.
وقال مستشار الطاقة الحكومي إن استئناف العمليات في خط الأنابيب القديم ستتم مناقشته في إطار محادثات لتمديد اتفاق الخط.
خام السدر
أظهرت قائمة أسعار قدمها مصدر في قطاع النفط أن المؤسسة الوطنية للنفط الليبية خفضت سعر البيع الرسمي لخام السدر بشكل طفيف في أبريل.
وحددت المؤسسة سعر خام السدر عند أقل من 55 سنتاً من برنت المؤرخ في أبريل انخفاضاً من خصم قدره عشرة سنتات على خام القياس العالمي لشهر مارس.
وحددت سعر البيع الرسمي لخام الشرارة بزيادة 20 سنتا للبرميل عن برنت المؤرخ، انخفاضا من علاوة عند 55 سنتا في مارس.
ووفقا للمؤسسة الوطنية للنفط، فقد وصل إنتاج ليبيا لنحو 1.25 مليون برميل يومياً من النفط في أواخر فبراير. وتستهدف المؤسسة زيادة الإنتاج إلى 1.5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية 2025.